واشنطن
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء الماضي، خلال كلمته أمام الكونغرس بمناسبة مرور 100 يوم على توليه السلطة، أن «أميركا مستعدة للإقلاع» بعد أسوأ أزمة صحية منذ قرن وأسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، طارحاً خطة إنفاق ضخمة تقوم على زيادة الضرائب على الشركات والأغنياء.
وخلال كلمته، دعا الرئيس الديمقراطي، إلى زيادة المساهمات الضريبية بالنسبة إلى الشركات والأميركيين الأكثر ثراءً من أجل تمويل «خطة العائلات الأميركية».
وقال بايدن: «حان الوقت لكي تبدأ الشركات الأميركية وأغنى 1 بالمئة من الأميركيين في دفع نصيبهم العادل».
كما شدد على سعيه «لدعم الطبقة الوسطى التي بنت هذه البلاد».
وأشار بايدن إلى أن حزمة الإنفاق والائتمان الضريبي الجديدة، والتي تبلغ إلى جانب خطة سابقة للبنية التحتية والوظائف، نحو 4 تريليونات دولار، تعد بمثابة استثمار حيوي لمستقبل الولايات المتحدة.
وتهدف مقترحات الإصلاح الضريبي هذه إلى تمويل خطة ضخمة بقيمة 1.8 تريليون دولار تركز على التعليم ومساعدة العائلات، وتتضمن تريليون دولار من الاستثمارات و800 مليار دولار من التخفيضات الضريبية للطبقة الوسطى.
ويقول الديمقراطيون إن أي شخص يقل دخله عن 400 ألف دولار سنوياً لن يتأثر بزيادة الضرائب.
ويأتي اقترح «خطة العائلات الأميركية» من قبل إدارة بايدن، بعد أيام قليلة من طرح خطط الاستثمار العملاقة في البنية التحتية والتعليم. ويعول البيت الأبيض على الأغلبية الديمقراطية الضئيلة في الكونغرس لإقرار مقترحاته دون الحاجة إلى تقديم تنازلات للجمهوريين.
وتطرق بايدن خلال خطابه أيضاً إلى الوضع الاقتصادي، والعمالي، وقال إن الوظائف التي وفرتها إدارته خلال 100 يوم تجاوزت كل ما قدمه أي رئيس سابق في ذات المدة.
وبدأ بايدن خطابه بأنه استعاد ثقة الأميركيين في الديمقراطية بعد نحو 100 يوم من خلافته دونالد ترامب في المنصب.
وقال: «الآن وبعد 100 يوم فقط، يمكنني أن أقول للأمة: أميركا تتحرك مجدداً، محوّلة الخطر إلى إمكانية، والأزمة إلى فرصة، والانتكاسة إلى قوة».
وقال: «أتيت الليلة لأتحدث عن أزمة وفرصة.. عن إعادة بناء وطننا– تنشيط ديمقراطيتنا والظفر بالمستقبل لأميركا».
وعن معركة كورونا، أشاد الرئيس الأميركي بجهود بلاده لاحتواء «كوفيد–19» بوصفها واحدة من «أعظم الإنجازات اللوجستية». وأضاف «تمكنا من تسليم 200 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا».
وذكر بايدن: «كل شخص في الولايات المتحدة يبلغ أكثر من 16 عاماً أصبح بإمكانه الحصول على اللقاح».
وأوضح أن «أكثر من نصف البالغين تلقوا جرعة واحدة على الأقل» وأنّ «الوفيات بين كبار السنّ انخفضت 80 بالمئة منذ يناير». وأضاف بحذر «لا يزال هناك عمل يتعيّن فعله للتغلّب على الفيروس».
كذلك، دعا الرئيس الأميركي، مجلس الشيوخ إلى تمرير مشروع قانون رئيسي من أجل إصلاح الشرطة يحمل اسم الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد.
وناشد الرئيس، الكونغرس، التصويت نهائياً على هذا النصّ الذي تمّ تبنّيه في مجلس النواب، وقال بايدن «أعرف أنّ للجمهوريّين أفكارهم الخاصّة. علينا أن نعمل معاً للتوصّل إلى إجماع، فلنُنهِ ذلك الشهر المقبل، في الذكرى السنويّة الأولى لوفاة جورج فلويد» في 25 مايو 2020 اختناقًا تحت ركبة شرطيّ أبيض.
وبشأن الصين، قال بايدن أمام الكونغرس إن الولايات المتحدة «لا تريد نزاعا» مع الصين، لكنّه عبّر في الوقت نفسه عن «الاستعداد للدّفاع عن المصالح الأميركية في المجالات كافة».
وقال بايدن: «خلال مناقشاتي مع الرئيس شي (جين بينغ)، أخبرته بأنّنا نؤيّد المنافسة» ولكن في المقابل «سنحارب الممارسات التجاريّة غير العادلة» و«سنحافظ على وجود عسكريّ قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ» و«لن نتخلّى عن الدفاع عن حقوق الإنسان».
وشدد الرئيس الديمقراطي على أنه سيعمل عن كثب مع حلفاء أميركا لمواجهة التهديدات التي تشكلها برامج إيران وكوريا الشمالية النووية «من خلال الدبلوماسية والردع الصارم».
والخطاب الرئاسي في الكابيتول يشكل تقليداً راسخاً في الحياة السياسية الأميركية، إلا أن كلمة بايدن هذه السنة جرت في أجواء استثنائية بسبب أزمة كورونا.
وحضر 200 شخص فقط إلى قاعة مجلس النواب لهذه المناسبة، مقارنةً بأكثر من 1,600 شخص في العادة.
ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، جلست امرأتان خلف الرئيس على مرأى كاميرات التصوير، هما الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي وكامالا هاريس التي أصبحت أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس الأميركي.
ورداً على خطاب بايدن أمام الكونغرس، أكد السناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا، تيم سكوت، أن خطة الرئيس الديمقراطي ستزيد من تبذير أموال الضرائب و«لن تحل أزماتنا الصحية والاقتصادية» بل ستدفع البلاد نحو أجندة يسارية راديكالية.
Leave a Reply