ديترويت – «صدى الوطن»
واصل نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، تقدمه نحو نيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة 2020، بعد تحقيقه سلسلة انتصارات انتخابية يوم الثلاثاء الماضي، أبرزها فوزه بولاية ميشيغن التي كان يعول عليها منافسه، السناتور بيرني ساندرز، لاستعادة زخم حملته بعد الانتكاسة الانتخابية التي تعرض لها خلال جولة «الثلاثاء الكبير» في الأسبوع السابق.
وتمكن بايدن الذي يحظى بدعم قيادات الحزب الديمقراطي، من الفوز في ولاية ميشيغن بفارق كبير عن ساندرز بعد حصوله على 838 ألف صوت مقابل 577 ألفاً للسناتور «الديمقراطي الاشتراكي» عن فيرمونت.
وحصل بايدن على 52.9 بالمئة من الأصوات مقابل 36.4 بالمئة لساندرز، فيما حل رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ في المركز الثالث بـ4.6 بالمئة من الأصوات رغم انسحابه من السباق وإعلان دعمه لبايدن.
وتضم ميشيغن العدد الأكبر من المندوبين بين الولايات الست التي أجريت فيها الانتخابات يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما زاد من أهمية الفوز بها، وما دفع المرشحين لتنظيم حملات انتخابية مكثفة فيها.
وكان ساندرز وبايدن قد أقاما تجمعات انتخابية حاشدة في ميشيغن خلال الأيام التي سبقت يوم الاقتراع، حيث حشد ساندرز نحو عشرة آلاف من أنصاره في آناربر وديربورن، بينما ركز بايدن على الناخبين الأفارقة الأميركيين مستنداً إلى دعم مرشحين سابقين للرئاسة من ذوي البشرة السمراء، وهما السناتوران كوري بوكر (عن نيوجيرزي) وكامالا هاريس (كاليفورنيا) اللذان انضما إلى تجمعه الانتخابي في ديترويت مطلع الأسبوع.
كما حصل بايدن على دعم حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، التي شاركت أيضاً في مهرجانه الانتخابي بديترويت.
وفي نهاية اليوم الانتخابي الطويل الذي شهد إقبالاً قياسياً على الاقتراع، اكتسح بايدن جميع مقاطعات الولاية الـ83 متفوقاً على ساندرز حتى في مقاطعات واشطنو وكالامازو ووين حيث يتركز أنصاره من العرب الأميركيين وطلاب الجامعات والتيارات التقدمية.
وحقق بايدن أكبر هامش بعدد الأصوات في مقاطعة أوكلاند حيث حصل على أكثر من 145 ألف صوت مقابل 86 ألفاً لساندرز، كما حصل على 172 ألف صوت في مقاطعة وين مقابل 113 ألفاً لساندرز. أما في مقاطعة ماكومب، فنال بايدن 66 ألف صوت مقابل 44 ألفاً لمنافسه.
وخسر ساندرز مقاطعة واشطنو التي تضم مدينة آناربر، بفارق طفيف بعد حصوله على حوالي 46 ألف صوت مقابل 48.7 ألفاً لبايدن.
وبلغ عدد الناخبين في السباق الديمقراطي بميشيغن رقماً قياسياً، حيث أدلى نحو 1.5 مليون ناخب من ميشيغن بأصواتهم، بزيادة بلغت 28.2 بالمئة مقارنة بعدد الناخبين في السباق التمهيدي لعام 2016، حين صوت 1.2 مليون ناخب في السباق الديمقراطي الذي فاز به ساندرز على منافسته هيلاري كلينتون بفارق طفيف.
كذلك بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم غيابياً في انتخابات ميشيغن، مستوى غير مسبوق بحوالي 994 ألف ناخب، بزيادة 97 بالمئة عن 2016.
أما الناخبون الذين صوتوا في السباق التمهيدي للجمهوريين، الثلاثاء الماضي، والذي لم يشهد أية منافسة حقيقية للرئيس دونالد ترامب، فقد بلغ عددهم 682 ألفاً، مقابل بـ1.3 مليون ناخب في السباق الجمهوري عام 2016.
وبموجب النتائج النهائية لانتخابات ميشيغن، واعتماد الحزب الديمقراطي للقاعدة النسبية في توزيع المندوبين، حصل بايدن على 72 مندوباً مقابل 52 لساندرز.
وإضافة إلى فوزه في ميشيغن، حقق بايدن انتصارات في ثلاث ولايات أخرى أقيمت فيها الانتخابات يوم الثلاثاء الماضي، وهي ميسيسيبي وميزوري وأيداهو. فيما تمكن ساندرز من الفوز بولايتي واشنطن ونورث داكوتا.
ويأتي ذلك بعد استعادة حملة بايدن زخمها إثر فوزه في 10 ولايات من أصل 14 في «الثلاثاء الكبير»، وذلك بعد التفاف الحزب الديمقراطي حول ترشيحه بمواجهة السناتور اليساري الذي يشكك الديمقراطيون بقدرته على هزيمة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، بسبب أجندته «الاشتراكية».
وبالإضافة إلى هاريس وبوكر، حظي بايدن بدعم ثلاثة مرشحين منسحبين آخرين هم أيمي كلوبوشار وبيت بوتيجدج ومايكل بلومبرغ. فيما لم ينل ساندرز دعم أي من المرشحين المنسحبين، بمن فيهم السناتور اليسارية إليزابيث وورن التي رفضت تأييد ترشيحه للرئاسة، رغم انتمائها للتيار التقدمي في الحزب.
وبالمجموع، بات رصيد بايدن من المندوبين 864 مندوباً مقابل 710 لساندرز. وتستمر في السباق أيضاً النائبة الأميركية عن ولاية هاواي، تولسي غابارد، التي لم تجمع سوى مندوبين اثنين.
ويسعى بايدن إلى الحصول على أصوات 1,991 مندوباً، من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في مؤتمره الوطني المقرر في تموز (يوليو) المقبل.
ويتجدد موعد الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء القادم، 17 مارس الجاري، حيث يتنافس المرشحان الديمقراطيان على نحو ألف مندوب موزعين على أربع ولايات حاسمة، هي فلوريدا وأريزونا وأوهايو وإيلينوي، وسط مخاوف من أن تؤثر المخاوف من انتشار فيروس كورونا على نسبة الاقتراع، وعلى قدرة كل من بايدن وساندرز على حشد أنصارهما في تجمعات انتخابية.
هل ينسحب ساندرز؟
بعد فوزه في ولاية ميشيغن، سارع بايدن لدعوة ساندرز للعمل معاً «لإنزال الهزيمة بالرئيس دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة في نوفمبر».
ودعا بايدن (77 عاماً) منافسه وأنصاره للعمل معا للتغلب على ترامب، قائلاً إن هدف حملته هو «إعادة الكرامة والشرف إلى البيت الأبيض»، على حد قوله.
وأضاف «أود أن أشكر بيرني ساندرز ومناصريه على شغفهم وطاقتهم التي لا تنضب»، وتابع «معاً سوف نهزم دونالد ترامب وسوف نوحد هذه الأمة».
لكن ساندرز (78 عاماً) أكد في تصريح لاحق أنه لن ينسحب من السباق، وسيشارك في المناظرة الرئاسية المقبلة مع منافسه بايدن، مضيفاً أنه «ورغم تخلّفنا عن ترجمة انتصاراتنا الشعبية بعدد المندوبين، لكن برنامجنا في المساواة والعدالة الاجتماعية والرعاية الصحية الشاملة يتجذر بين الناخبين».
وأوضح ساندرز أن «ثغرات برنامج الرعاية الصحية الراهن تتضح أكثر وأكثر فيما نواجه آفة فيروس كورونا، وعدم استجابة النظام الراهن للتحديات»، مضيفاً أن منافسه جو بايدن «يجد قاعدته بين كبار السن، لكن برنامجنا يجد دعماً بين فئة الشباب الذين يمثلون مستقبل البلاد».
وأشار موظفون في حملة ساندرز إلى أن أياً من المرشحين لم يصل بعد، إلى منتصف الطريق لتحقيق هذا الهدف، متعهدين بمواصلة المعركة. وقالت نينا تيرنر الرئيسة المشاركة لحملة ساندرز «أكثر من نصف الولايات في البلاد لم تصوت بعد. لا، الأمر لم ينته بعد».
ومن المقرر أن يتواجه بايدن وساندرز في مناظرة بينهما الأحد المقبل في ولاية أريزونا، وهو حدث يستعد له ساندرز الذي يرى فيه فرصة لتأكيد أنه الأفضل لمنافسة ترامب.
في المقابل، يخشى أنصار بايدن بأن يتسبب استمرار ساندرز بالسباق في تعميق الانقسامات بين مؤسسة الحزب، وقاعدته الشعبية لاسيما في أوساط الشباب والتيارات التقدمية.
Leave a Reply