بايدن يلقي الكلمة الرئيسة في الحفل السنوي الـ60 لـ«الجمعية الوطنية لتقدم الملونين» بديترويت

قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بأن «أميركا أمامها الكثير من العمل فـي البحث عن الذات» وذلك فـي ضوء تطور العلاقات المحمومة بين الناس والشرطة فـي الآونة الأخيرة متمثلة فـي وقوع عدد من القتلى بين السود الأميركيين بنيران عناصر الشرطة. ونوه بايدن فـي كلمة فـي حفل العشاء السنوي 60 للدفاع عن الحرية والذي أقامته  الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الملونين – فرع ديترويت الى مشاكل فـي تمويل برامج الشرطة المجتمعية, والتي أدت الى قضايا مثل تلك التي حدثت فـي بالتيمور وفـيرغسون.

وقال بايدن «من حق عناصر الشرطة الذهاب لمنازلهم ورؤية أسرهم مع نهاية الدوام ومن حق عناصر الشرطة المجتمعية علينا التقدير والإحترام, وقال بايدن فـي الحفل الذي أقيم مساء الأحد الماضي» هذا يتحقق من خلال رؤيتنا ومعرفتنا لبعضنا البعض مؤكدا أن المجتمع بحاجة لبذل الجهد فـي التعرف على الذات.

وأشاد بايدن فـي كلمته التي استغرقت 45 دقيقة وألقاها فـي مركز كوبو سنتر بالجهود التي تبذلها البلدية لإعادة ديترويت بعد الإفلاس الى الطريق السليم نحو الانتعاش الاقتصادي, وقال «الحافلات تتحرك والشوارع تغرس والقمامة تزال والناس عائدون للعمل .. أنتم عائدون .. أنتم عائدون». تجدر الإشارة الى أن بايدن واحد من أشد المدافعين عن ديترويت الخارجة من الإفلاس نهاية العام الماضي حيث تمكنت من التخلص من 7 مليارات دولار من ديونها, وقد سعى بايدن جاهدا فـي الوقوف الى جانبها والحث على دعمها بأموال برامج المساعدات الفدرالية, وكان أمضى أوقاتا طويلة فـي ديترويت حتى أن رئيس بلديتها مايك دغن قال عنه بأنه «أفضل صديق لديترويت» وهذا سيساعد بايدن كثيرا فـي حال رشحه الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية.

كما أشاد بايدن بالدور الذي تقوم به الجمعية فـي مجال الدفاع عن الحقوق المدنية للملونين ولكنه قال بأن الحقوق المدنية ليست كافـية بدون حقوق اقتصادية, وأكد بأن معدلات البطالة لا تزال مرتفعة فـي أوساط الأميركيين الأفارقة ودعا قادة الأمة لإتاحة وصول جميع الطلبة لتعليم جيد بما فـي ذلك للأطفال السود والهسبانيك. وقال نائب الرئيس بأن قانون الحق فـي التصويت تحت النار وأن هناك الآن ولايات لديها قوانين تجعل الإدلاء بالأصوات مسألة أكثر صعوبة, وقال «لقد قطعنا ذلك الجسر وانتهينا ولا يمكننا العودة» فـي إشارة الى الأحد الدموي فـي سلما (ألباما) فـي آذار (مارس)عام  1965. 

وجاءت تصريحات بايدن هذه فـي ضوء مطالبة جمعية الدفاع عن حقوق الملونين القيادات المنتخبة فـي واشنطن بضرورة معالجة إشكالية الوظائف والتعليم والتدريب فـي أوساط السود الأميركيين. وقد أقيم الحفل هذه السنة وهو الأكبر من نوعه فـي الجمعية تحت شعار «الاحتفاء بالحرية من خلال الممارسة والتضحية» وتم فـي الحفل منح النائب الأميركي جون كونيرز (ديمقراطي – ديترويت) جائزة الإنجاز مدى الحياة, حيث قال القس ويندل أنطوني بأن كونيرز أمضى حياته نصيرا لقضايا مناهضة التمييز والمرأة والعمال وتحرر جنوب أفريقيا والحقوق المدنية.