لا الزيارةُ المفاجئةُ/ لا منتصفُ الليل/ ولا العاصفةُ الرعديةُ/ لكنني عرفتُ أنكَ أنتَ/ من حمل جثتي من ضواحي سمرقند إلى بطاح مكة/ منذ ثلاثة عشر قرناً.
لو أخبرتُكَ وقتها – في العاصفة الرعدية، في الزيارة المفاجئة، في منتصف الليل- لضحكتَ طويلاً من كلمة (بطاح)/ ولعرفتُ..أنني مريضٌ جداً!..
على كل حال/ هربنا من العواصم: دمشق وبغداد
ثم لم نعدْ نلتقي
لكنكَ بعثتَ لي:
لا تقلْ إن خمور الأندلس أطيب من خمور دمشق!..
أيضاً..
بعثتَ لي بخريطة، وأوصيتني:
إذا ما اجتزتَ يوماً “أعمدة هرقل” إلى مراكش..
لا الدراقُ/ لا أصابع المرأة الشقراء/ ولا الجبال الزرق.. من أنبأني/ أنكَ كتبتَ (أعمدة هرقل) كي تتجنب اسمي.
لكنكَ كتبتَ، أيضاً:
لا تصفْ لي السهول الفرنسية!..
ثمّ التقينا مرة أخرى
كان المغول على التخوم،
وكنتَ تعمل حداداً في قنّسرين،ـ
عندما مررتُ بفرسي البيضاء
لم نتبادلِ الكلمات
لكنكَ أومأتَ لآخر:
إن الحدادين أكثر شجاعة من الفرسان هذه الأيام..
عندما هبط المغول
أظن أنهم قتلوك
وهربتُ أنا،
لأزرع القصب في صعيد مصر!!..
Leave a Reply