خليل إسماعيل رمَّال
لم يترك المجرمون القتلة من التكفـيريين أعداء الاسلام أحداً من شرهم. وجريمتهم البشعة الأخيرة بذبح ٢١ من العمال الأقباط المصريين الأبرياء تثبت أنهم فعلاً عملاء الموساد وكل وحشية ارتكبوها وكل عمل اثم بهيمي قاموا به هو ضد الاسلام وكل الأديان السماوية والإنسانية بشكل عام، وإسرائيل هي الوحيدة التي لم تصف هؤلاء الظلاميين بالإرهاب لأنهم حرس حدودها فـي جنوب سوريا وسيناء، وعلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يتخذ القرار التاريخي الناصري بإعلان وقوف الجيش العربي المصري الباسل مع الجيش العربي السوري البطل لمحاربة الاٍرهاب فوراً فـي سوريا قبل سيناء والوقوف فـي وجه مؤامرات العدو الإسرائيلي بدل دعوة العالم للتدخل فـي ليبيا، فرأس الحية التي يجب قطعها هو فـي سوريا.
ولعل من المضحِك أنْ يستضيف البيت الأبيض هذا الأسبوع ٦٠ دولة فـي مؤتمر لمحاربة الإرهاب من بين الحضور فـيه الكيان الصهيوني الذي يدعم علناً الإرهابيين التكفـيريين على حدود فلسطين المحتلَّة فـي جنوب سوريا، أو حضور تركيا التي تساند «داعش» علناً فـي معركة حلب التي بدأتها القوات السورية وحققت فـيها نصراً كبيراً يضاهي النصر فـي معركة القنيطرة – الجولان، حيث ستقطع حبل سرة الإرهاب مع تركيا. هذا المؤتمر والآلاف مثله لن يزحزح الإرهابيين عن مواقعهم مالم يتصالح العالم مع حقيقة أن قوى المقاومة ومحورها المشكّل من سوريا والعراق وإيران وحزب الله وروسيا هي التي تحارب الإرهاب فعلاً وعليه دعم هذا المحور إذا كان جاداً فـي إلحاق الهزيمة بالجماعات المجرمة التي لم تعدم وسيلة وحشية دنيئة فـي القتل إلا واتبعتها لدرجة حرق الأطفال فـي الأقفاص.
لقد عادت سياسة المحاور والأحلاف إلى الشرق الأوسط بعد وقوف روسيا الأبيَّة مع اليمن ضد محاولات أبناء سعود ودول الخليج الحاقدة استخدام الأمم المتحدة من أجل زعزعة الاستقرار فـي اليمن بعد استقلاله ونزعه للنفوذ الأجنبي وتشكيل سلطة وطنية واسعة بمشاركة كل فئات الشعب اليمني، وإعلان المقاومة عن وجودها المتواضع فـي العراق والعلني فـي كل سوريا جنباً إلى جنب مع قوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فـي المقابل يعيد الحلف السعودي الأردني القطري التركي الفرنسي البريطاني الاسرائيلي عبثا تنظيم صفوفه بعد ضربات الجيشين السوري والعراقي ضد الكفرة. كما أنَّ الحلف الإسرائيلي الهندي الجديد، الذي يكاد يطيح بكل تاريخ الهند منذ غاندي ونهرو وقمم عدم الانحياز بسبب رئيس وزراء هندوسي حاقد، ينذر بعواقب وخيمة أكثر زخماً من الفـيلم الهندي نفسه.
إنَّ الحلف الإسرائيلي التركي القطري الأردني الغربي الأميركي لن يقبل بالهزيمة ولن يرضى بانتصار محور المقاومة على شياطين التكفـير الظلامي بل سيسعى إلى ضربهما ببعضهما البعض وانهاكهما معاً. من هنا جاءت تمثيلية إنقلاب ملك آل سعود الجديد سلمان على سياسة سلفه عبر قيامه بعمليات تجميل تضمَّنتْ التضحية ببندر بن سلطان وتقليم أظافر سعود الفـيصل. ولكن سياسة عائلة سعود مازالت على عهدها بل أكثر مكراً وتآمراً اليوم من الماضي. لهذا السبب تجري محاربة «داعش» وسوريا معاً وهذا تناقض لم يشهد مثله القرن الماضي ولا الحاضر. فالمبدأ يقول عدو عدوي صديقي، والمفترض أنَّ «القاعدة» التي فرّخت تنظيمي «داعش» و«النصرة» هي ألد عدو لأميركا والغرب وأغلبية المسلمين. وهؤلاء التكفـيريون هم من أشد وأشر أعداء الدولة السورية، لكن الخوارج المدعوّين من أميركا والغرب يصرون على العداوة مع دمشق رغم أن قوى المقاومة تدافع عنهم بالمحصلة النهائية بينما حلفاؤهم الصهاينة والأتراك والقطريون يلعبون دور أحصنة طروادة والداعم الأساسي لقوى الشر! لقد كنَّا نظن أن التناقض الفاضح هو فقط سمة بلد خيال الصحرا، لكن هذه السياسة الرعناء هي أسوأ من سياسة بئس الوطن.
إلا أن زمن المقاومة هو الذي سيسود. فباعتراف نتنياهو نفسه أصبحت إسرائيل تواجه ٣ جبهات فـي غزَّة وجنوب لبنان والجولان بعد أنْ كان الأمن يسود الجبهة الثالثة منذ زمن طويل، لكن كل ما تمسه العصابات التكفـيرية والصهيونية يصبح أسوأ من لعنة ميداس. وهذا إقرار واعتراف بما أعلنه السيِّد حسن نصرالله من أن جبهة المقاومة واحدة متراصة كما أن ملة الإرهاب والكفر هي واحدة.
Leave a Reply