نجم كامالا هاريس يلمع في المناظرة الأولى .. وماضي بايدن يلاحقه
ميامي – انطلق ماراثون الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح واحد من بين أكثر من 20 شخصية لمواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى عام 2020، حيث أقام الديمقراطيون مناظرتهم الأولى في مدينة ميامي بولاية فلوريدا لليلتين متتاليتين، بعدما قسمت اللجنة الوطنية للحزب المناظرة بين المتنافسين على يومين شارك في كل منهما عشرة مرشحين.
بذلك، دخل المتنافسون على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي حلبة الصراع رسمياً، مع انطلاق المناظرات التي سيسعى فيها المتنافسون إلى إقناع الناخبين بإبراز مواقفهم من القضايا السياسة والاجتماعية والاقتصادية المثارة.
وشارك في الليلة الأولى للمناظرة، رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو، والنائب تيم راين، ووزير التنمية الحضرية السابق جوليان كاسترو، والسناتور كوري بوكر، والسناتور إليزابيث وورن، والنائب السابق بيتو أورورك، والسناتور أيمي كلوبتشر، والنائب تولسي غابارد، وحاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي، والنائب السابق جون ديلاني.
أما الليلة الثانية من المناظرات فشارك فيها نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، والسناتور بيرني ساندرز، والسناتور كامالا هاريس، والنائب ماريان ويليامسون، وحاكم ولاية كولورادو السابق جون هيكنلوبر، وأندرو يانغ، ورئيس بلدية ساوث بند (إنديانا) بيت بوتيجيج.
وفي حين اتسمت الليلة الأولى بالرتابة التي لم يخرقها سوى تحدث بعض المرشحين باللغة الإسبانية، شهدت الليلة الثانية مواجهة حامية بين بايدن، والسناتور هاريس (كاليفورنيا) التي اعتبرها المراقبون نجمة الجولة الأولى من المناظرات الرئاسية بلا منازع.
وهاجمت هاريس تصريحات بايدن حول قدرته على العمل قبل عقود جنباً إلى جانب مع سياسيين يؤمنون بالفصل العرقي.
ووصفت هاريس التصريحات بالـ«الجارحة»، كما ذكرته بمواقفه المعارضة لنقل الطلاب البيض والسود بحافلات مدرسية موحدة في سبعينات القرن الماضي.
ومن جانبه، واجه المرشح بيت بوتيجيج، رئيس بلدية مدينة ساوث بند بولاية إنديانا، اتهامات بالتساهل مع التمييز العنصري أيضاً بعد مقتل أميركي من أصول إفريقية في مدينته مؤخراً.
ووضعت هاريس، وهي ابنة مهاجر إفريقي من جامايكا وأم هندية، في قلب الجدل العرقي. وقالت إن التمييز العنصري «شأن شخصي بالنسبة لها».
ورد بايدن بالقول إنه ناضل من أجل المساواة وإن تصريحاته لم تنقل بأمانة.
وتناولت المناظرة أيضاً الجدل حول إصلاح نظام التأمين الصحي والعدالة الضريبية والهجرة.
إلا أن أبرز مرشحين في استطلاعات الرأي، وهما بايدن والسناتور بيرني ساندرز من فيرمونت ركزا هجومهما على الرئيس دونالد ترامب.
وساندرز صاحب التوجهات الاشتراكية طالب بإلغاء الديون الطلابية البالغة قيمتها حوالي ١.٦ تريليون دولار، وتوفير تعليم جامعي مجاني.
واتهم بايدن ترامب بأنه وضع الولايات المتحدة في وضع اقتصادي رهيب. وقال «دونالد ترامب وضعنا في موقف رهيب. لدينا تفاوتات كبيرة في الأجور».
وبالعودة إلى الليلة الأولى، شكلت الرعاية الصحية محور اختلاف بين المرشحين العشرة على المسرح، إذ تجادل المرشحون بين مؤيد ومعارض بشأن إلغاء التأمين الخاص والتحول إلى نظام الرعاية الصحية للجميع.
وبرزت خلال الأمسية أيديولوجية السناتور وورن التقدمية، وانتقادها لما أسمته بالنظام الزائف.
وقالت المرشحة الوحيدة بين متصدري السباق بحسب استطلاعات الرأي «عندما تكون لديك حكومة واقتصاد عظيم للأغنياء وليس عظيما لمن سواهم، فهذا يعتبر ببساطة ووضوح فساداً.. يجب أن نسمي الأمور بأسمائها». وبسبب عددهم الكبير، لم يتح للمرشحين الكثير من الوقت للتأثير على الحضور. وحرص كل من كاسترو ودي بلاسيو وإيمي كلوبتشر، الذين لم يحصلوا على نسبة جيدة في الاستطلاعات، على الاستفادة من هذه الفرصة.
السناتور وورن (ماساتشوستس) ورئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو أعلنا رفضهما مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي مطالبين بسيطرة الحكومة لتوفير تأمين يشمل الجميع. وورن التي لديها سجل طويل في الدفاع عن حماية المستهلك قالت إنها تدعم مقترح السناتور ساندرز توفير «ميديكير للجميع».
كما انتقد الديمقراطيون العشرة الاقتصاد الوطني واعتبروا أن الإجراءات الموجودة هي فقط لخدمة الأغنياء.
وتناولت المناظرة قضايا ساخنة بينها أزمة الحدود المتصاعدة واحتجاز المهاجرين الأطفال في ظروف سيئة، والصورة الصادمة للرجل السلفادوري وابنته اثناء غرقهما في نهر ريو غراندي.
وتباينت آراء المرشحين إزاء السؤال ما هي أكبر التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة؟.
إذ قال البعض إن أكبر تهديد هو الصين، في حين ذكر آخرون أن تغير المناخ أيضا من أكبر التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة، كما أشار البعض إلى أن إيران ومخاطر الحرب النووية من أكبر التهديدات للبلاد.
ويحظى هذا السابق بتنوع كبير بالنظر إلى وجود عدد أكبر من المرشحين من النساء وذوي الأصول الإفريقية. ويسع ى الحزب الديمقراطي منذ الهزيمة المدوية لمرشحته هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة عام 2016 إلى جذب الناخبين من الأقليات ومن النساء وذوي الأصول الإفريقية.
ويتميز هذا السباق أيضاً بوجود مرشحين من الوسط سيواجهون معارضة محتملة من الجناح الأكثر ليبرالية.
اللجنة الوطنية الديمقراطية قررت إجراء 12 مناظرة، بواقع ست مناظرات هذا العام، وست أخرى العام المقبل مع احتدام السباق وحصره بعدد أقل من المرشحين.
ومن المقرر إجراء المناظرة الثانية التي ستنظمها شبكة «سي أن أن» في ديترويت يومي 30 و31 تموز (يوليو) المقبل.
Leave a Reply