نيويورك – ارتفعت أسعار النفط الأميركي إلى مستويات قياسية جديدة الخميس الماضي قرب 135 دولارا للبرميل عقب تراجع في مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة وتوقعات بزيادة الأسعار. وسجل الخام الأميركي الخفيف في العقود الآجلة تسليم تموز (يوليو) المقبل خلال التعاملات في بورصة نيويورك التجارية، ارتفاعا كبيرا ليصل إلى 135 دولارا للبرميل. واعتبر وزير الطاقة الأميركي سام بودمان صعود أسعار النفط انعكاسا لنقص الإمدادات للأسواق وقوة الطلب العالمي على الخام، مشيرا إلى أن المضاربين لا يتحملون مسؤولية دفع تكاليف النفط للارتفاع. واستبعد قدرة الحكومة الأميركية على فعل أي شيء هذا الصيف بهدف خفض أسعار البنزين للمستهلك.
وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) عبد الله البدري في وقت سابق إن المضاربة وضعف الدولار هما السبب في ارتفاع أسعار النفط لمستويات قياسية وليس نقص الإمدادات للأسواق. وأثار البدري إمكانية استمرار ارتفاع أسعار النفط لعوامل خارجة عن نطاق السوق منها تراجع الدولار الأميركي.
كذلك لم تلق خطط الحكومة الأميركية بوقف شحن النفط إلى مستودعات تخزين الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، أي صدى إيجابي وسط المضاربين،
لتهدئة المخاوف التي دفعت بعقود النفط الخام والبنزين إلى مستويات قياسية.
وجاء ارتفاع أسعار النفط القياسي الأربعاء بعد إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة أكثر من خمسة ملايين برميل الأسبوع الماضي مخالفة توقعات المحللين الذين قالوا إنها ستزيد بمستوى معتدل.
وقالت الإدارة إن مخزونات البنزين الأميركية تراجعت أيضا مما أثار الدهشة في السوق، بينما زادت مخزونات مشتقات النفط ومنها وقود التدفئة والديزل بمعدل أقل من توقعات المحللين.
ويأتي استمرار الارتفاع في أسعار النفط رغم إعلان عدد من كبار الدول، سواء المنتجة أو المستهلكة للنفط، عن إجراءات سعياً لضبط أسعار النفط في السواق العالمية وذلك ازدياد الطلب وخاصة من الصين بعد الزلزال التي ضربها مؤخراً.
وكانت السعودية، قد أعلنت مؤخراً، على لسان وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي، أنها رفعت إنتاجها من النفط خلال شهر أيار (مايو) الجاري بمقدار 300 ألف برميل من النفط يومياً.
ولكن هذا الإعلان السعودي يبدو أنه لن يكون له أي تأثير على أسواق النفط العالمية، خاصة وأن هذه الكمية بعيدة كل البعد عن الزيادة المرجوة للمساهمة في تخفيض أسعار النفط المتصاعدة.
Leave a Reply