بدأت مكتبة «هنري فورد سنتانيال» العامة في مدينة ديربورن بإحياء برنامج لسلسلة قراءات ونقاشات حول الدين الإسلامي الحنيف والثقافة والتاريخ والشعوب الإسلامية، وتحت عنوان «لنتحدث عن الرحلات الإسلامية والتواريخ المتواصلة»، دشن البرنامج يوم الثلاثاء ١٧ أيلول (سبتمبر) بعد محاضرة للبروفسور في «جامعة ميشيغن»، الدكتور ستيوارت غوردون، حول كتابه «عندما كانت آسيا هي العالم».
مديرة المشروع الخبيرة المكتبية إيزابيلا روان أشارت إلى أن الغاية من وراء هذا البرنامج الثقافي هو مساعدة سكان المدينة في الحصول على فهم أعمق للتاريخ الإسلامي من خلال الخبراء وليس عبر الكتب فقط. وقالت «إن الهدف من وراء برنامج «لنتحدث عن» هو تشجيع أعضاء المكتبة لكي يذهبوا إلى أبعد من رفوفها وإستكشاف عناوين وأفكار جديدة بمساعدة وتوجيه، ومراجع».
وتعد مكتبة «هنري فورد سنتانيال» العامة واحدة من ١٢٥ مكتبة في الولايات المتحدة التي حصلت على هبة مالية من «لجنة الإنسانيات» و«جمعية المكاتب الأميركية» من أجل إطلاق هذا البرنامج التوجيهي.
وحول هذا ذكرت روان «أن العالم متصل ببعضه البعض أكثر مما نظن وقبل الرحلات الإستكشافية الأوروبية للعالم الجديد في القرن الخامس عشر وأضاف «أن الرغبة في المعرفة تجمعنا كلنا معاً وهذه السلسة ستكون عبارة عن رحلة حوار ونقاش».
ويحتوي كتاب البروفسور غوردون على مجموعة من السير الذاتية لأشخاص سافروا عبر قارة آسيا والعالم الإسلامي من سنة ٥٠٠ إلى ١٥٠٠ قبل الميلاد. وتمحور النقاش حول الخبرات الموثقة والملاحظات التي دونت عبر الرحلات والتي تضمنت الكتابة عن الأنظمة العدلية الفريدة من نوعها والطب والعلوم المتطورة والمكاتب الفخمة الكبيرة. وقد تبرع غوردون بنسخة موقعة من كتابه الذي ترجم إلى عدة لغات، للمكتبة العامة، وقال إنه قرر أن يكتب عن الموضوع بعد نقاش مستفيض مع صحافي صديق عندما سأل البروفسور صديقه أن يصف له العالم خلال فترة عصور الظلام، فوصف الصحافي تلك الفترة مقتصراً على صور من أوروبا من عصر الفرسان والنساء المعتمرات قبعات مروسة وعن الأديرة. وكان جواب البروفسور لصديقه «وماذا لو أخبرتك أن في ذلك الزمن كانت توجد محاكم كبيرة ومكاتب ضخمة في آسيا؟». من هنا إختمرت فكرة الكتاب بعد دهشة الصحافي وطلب من غوردون الكتابة عن الموضوع.
وقد أراد غوردون أن يرسم صورة للعالم الإسلامي خلال عصور الظلام الأوروبية من خلال قصص رواها رحالة من الناس العاديين، وقال في هذا الموضوع «في القرن الثاني عشر خلق لأول مرة عالم بدون حدود للأشخاص المثقفين» وأضاف «خلال تلك الفترة كان عند الناس حس جغرافي إدراكي حيث أنهم عرفوا ماوراء العالم من خلال أوصاف الرحالة السابقين». وأردف «إذا كنت تنوي الحج إلى مكة حتى ولو لأول مرة فإنك كنت تعرف ما يمكن أن تتوقع على طريق الرحلة». وأشار البروفسور إلى أن سقوط الخلافة العباسية في بغداد في منتصف القرن الثاني عشر لم يتسبب بالإنحدار الفوري للحضارة الإسلامية لأن سلطة الخليفة توزعت على مدن صغيرة مما حدا بالعديد من الناس أن يرتحلوا ويتنقلوا بسبب الفوضى.
وقرأ غوردون مقتطفات من كتابه وشرح أهمية بعض الخبرات الواردة في الكتاب ثم تلا ذلك نقاش حيوي حول العالم الإسلامي خلال عصر الظلمات الأوروبي، غاب عنه الحضور العربي.
وقد إعترضت إمرأة على فرضية غوردون أن آسيا كانت هي العالم وقالت «لقد كانت هناك حضارة في أوروبا والإسلام إنتشر من خلال السيف» ورد البروفسور غوردون بالقول «إن العالم الإسلامي كانت لديه حضارة إهتمت أكثر بالمعرفة والإستكشاف عبر الرحلات».
وستكون القراءة التالية لكتاب «بيت الحكمة: كيف أنقذت العلوم العربية الحضارات المدنية القديمة وأعطتنا عصر النهضة» لمؤلفه البروفسور في الفيزياء النظرية، البريطاني العراقي جيم الخليلي. وسيتولى مناقشة الكتاب الأستاذة في «جامعة ميشيغن»، راين ألينسون، في جلسة تعقد في ٨ تشرين الأول (أكتوبر) المقبل عند الساعة السابعة مساء. وأعطى الأعضاء مهلة ثلاثة أسابيع لقراءة الكتاب.
ويمكن للسكان الإتصال بالمكتبة على رقم الهاتف 313.493.2330 للتسجيل للقراءات المقبلة أو إستعارة الكتاب ولكن التسجيل ليس ضرورياً للحضور.
Leave a Reply