كنا وما زلنا ننادي بنشر الروح الرياضية، فالصفحة الرياضية التي بدأت بفكرة شقت طريقها حتى اصبحت حاجة ملحة لأبناء الجالية العربية، فمنها يستقصي أبناؤها أخبار شبابهم وأبنائهم ويعرفون برامج النشاطات الرياضية لمعظم فرق الجالية، ومنذ انطلاقتها ولغاية هذه اللحظة رافقت هذه الصفحة بطولات عديدة، مثل دوري «أم بي أس أل» الذي يعد الأفضل على مستوى فرق الهواة في الولاية ودوري منطقة ديترويت «أم دي أس أل» وصولاً الى تغطية مشاركة ناديين من الجالية ببطولة الغرب الأوسط الإقليمية التي تقام في ولاية إنديانا، كما رافقنا لاعبينا العرب الأميركيين في بطولة الجامعات الأميركية التي بلغ فيها فريق «جامعة ميشيغن آناربر» الدور نصف النهائي العام الماضي. ومنذ إنطلاقة الصفحة الرياضية واظبنا على متابعة أكبر قدر ممكن من الدورات المحلية التي تحتضن شبابنا الغالي.
ولم تتوقف التغطية عند نشاطات كرة القدم التي كانت لها حصة الأسد، بل شملت العديد من الألعاب الرياضية الأخرى مثل بطولة الكيك بوكسينغ التي أقيمت في ديربورن السنة الماضية، إضافة الى نشاطات أخرى واكبنا خلالها المبدعين من الشباب العربي الصاعد في شتى الرياضات.
وفي هذه الفترة من كل عام، ورغم قساوة الشتاء، نصر على متابعة النشاطات العربية الرياضية، لاسيما «دورة تايلور» التي تعد أبرز الدورات المحلية في لعبة «الميني فوتبول» وتشكّل متنفساً رياضياً أساسياً لأبناء الجالية العربية. كما باشرنا هذا العام بتغطية «دورة كانتون» في نسختها الأولى، والتي تضم أيضاً فرقاً عربية، وجاءت والدتها لتؤكد أن أبناء جاليتنا بحاجة حقيقية الى حضن رياضي لاسيما في موسم الشتاء، وهذا ما دأبنا على قوله في صفحتنا التي ساهمت بشكل أساسي وفريد في إلقاء الضوء على نشاطات الوسط الرياضي العربي الذي شهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وقد يكون للإعلام بعض الفضل في ذلك.
صلب الحكاية… أن تطور الوسط الرياضي واشتداد المنافسة الكروية فيه يجب أن يكونا محفزاً لمزيد من التطور والإنجازات.. وهنا يأتي دور الإعلام في أن يلقي الضوء على الإيجابيات من أجل تشجيعها والسلبيات من أجل تصحيحها وتفاديها. لكن يبدو أن البعض ظن أن دور الإعلامي ينحصر في التبييض والتطبيل والتزمير فقط.. وغير ذلك يُعد افتراءً وكذباً وتلفيقاً…
«دورة تايلور» السنوية التي تنظمها المؤسسة الرياضية اليمنية، عرفت متابعة خاصة وأسبوعية في الصفحة الرياضية، وكان يخصص لها صدر الصفحة، وبطبيعة الحال كان لتلك المواكبة الإعلامية جمهوراً تابع وعرف أخبار الفرق والمباريات.. وفي معرض تغطيتنا لمسنا بعض السلبيات التي أشرنا اليها «بروح رياضية» بهدف تفاديها أو تصحيحها كما أسلفنا. فمع تطور الدورة وازدياد حدة المنافسة ومستويات اللاعبين وجدت الجهة المشرفة على الدورة ضرورة وضع قانون داخلي متطور لإدارة المباريات، وهذا يدل على حرص المنظمين على التقدم والتحسين، ولكن ومن خلال متابعتنا للمباريات لمسنا تجاوزات صريحة للقانون وجدنا أنفسنا مضطرين الى ذكرها.. فهذا ما تمليه علينا الموضوعية التي نحرص على الإلتزام بها قدر الإمكان، وهذا ما كنا أيضاً مطالبين به من الجمهور الذي شهّدنا على حوادث رأيناها بأم العين..
المشكلة.. أن انتقادنا للسلبيات راح يتزايد أسبوعاً بعد أسبوع.. فالسلبيات توالت، لسبب أو لآخر. لا يهم لماذا ضرب فلان فلانا لأن الضرب سلبي.. ولا يهم لماذا انسحب فلان لأن الإنسحاب سلبي، كما لا يهم من ظلم عن غير قصد لأن الظلم سلبي… ولا يهم لماذا تم تجاوز القانون لأن تجاوز القانون سلبي.. أمام هذه السلبيات كان لابد لانتقادنا أن يعلو.. وهذا لم يعجب البعض.
ظنوا أن «مدحنا» لإنجازاتهم مجرد تحصيل حاصل أو فرض واجب علينا، وتناسوا أنه فرضٌ علينا أيضاً أن نشير الى السلبيات متى استوجب ذلك..
فحرب البيانات، اعتدنا عليها ومستعدون لخوضها دائما بضمير مرتاح، ولكن بلغ الأمر بالبعض الخروج عن أصول التعاطي العام وصولاً الى حد التطاول الشخصي الذي سكتنا عنه أكثر من مرة بسبب المصلحة العامة. قرعنا جرس الإنذار أكثر من مرة وطالبنا بضرورة تدارك السلبيات والتعلم من الأخطاء، لكننا لم نلمس استجابة بل على العكس قرروا أن يتطاولوا على شخصنا ويضعونا في قفص الإتهام..
وبما أننا حريصون على ما أنجزته «المؤسسة الرياضية اليمنية» ونطالب بالبناء عليه، وبما أننا نرفض أن نكون عثرة في مسيرتها التي نتمنى أن تكون مظفّرة، وجدنا أنه من الأفضل الإكتفاء بما كتبناه عن الدورة الشتوية التاسعة متمنين لها حسن الختام وكذلك «دورة كانتون» التي نتمنى لها المواظبة والتوفيق.
وكما بدأنا بروح رياضية نتوقف هنا بنفس الروح وموعدنا في البطولات القادمة إن شاء الله.
Leave a Reply