ديربورن – خاص “صدى الوطن”في محاولة لتخفيف آثار هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وتداعياتها الاجتماعية والثقافية وخاصة لجهة المجتمعات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، تم على الفور إطلاق عدد من المبادرات السياسات الوطنية والمحلية تشارك في تشكيلها العديد من الوكالات الفدرالية والمؤسسات، منها منتدى “بريدجز” (بناء الاحترام المتبادل بين المجموعات المتنوعة لتعزيز المسؤولية) الذي أتاح بطريقة غير مسبوقة جلوس ممثلي الجهات الأمنية والفعاليات المجتمعية العربية والإسلامية على طاولة مستديرة والتداول بشأن القضايا الملحة والحرجة، كالتنميط والتمييز إضافة إلى المسائل المتعلقة بالهجرة.
وجاءت مبادرة تأسيس “بريدجز” (جسور) في اليوم التالي لهجمات “١١ أيلول” حين اتصل السناتور في الكونغرس الأميركي كارل ليفين (ديمقراطي عن ميشيغن) بالمدعي العام الفدرالي السابق لمنطقة شرق ميشيغن جيفري كولينز، ليخبره بأن المناخ السياسي العام يفترض إنشاء فضاء تواصلي، فقام كولينز بدوره بالاتصال بالمدير الإقليمي “للجنة العربية لمكافحة التمييز في ميشيغن” (أي دي سي) عماد حمد، واتفقا على التعاون في ذلك والعمل تنمية المبادرة وصقلها.
وخلال السنوات الثلاث التالية، وبعد الاجتماع واللقاءات والتشاور التي انضم إليها بشكل أساسي وفاعل العميل الفدرالي السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي جون بيل، ولاحقا المدعي العام الفدرالي لمنطقة شرق ميشيغن باربرا ماكويد، تم إطلاق إسم “بريدجز” وشعاره (اللوغو الخاص به).
احتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق “بريدجز”
ومساء الجمعة الماضي، احتفل منتدى “بريدجز” بالذكرى العاشرة لتأسيسه في قاعة “بيبلوس” في مدينة ديربورن، بحضور مؤسسيه الأساسيين وأعضائه والمتعاونين معه، إضافة إلى حكوميين ورسميين منتخبين وفعاليات زاد عددها عن الـ250 شخصاً.
وضم برنامج الحفل العديد من الكلمات التي ركزت في معظمها على استذكار ضحايا اعتداءات أيلول وما أنتجته على المستوى الوطني من تبدلات في الأمزجة والثقافة العامة، إضافة إلى الإشادة بجهود النشطاء والمسؤولين الذين أوجدوا منتدى “بريدجز” وساهموا بإنجاحه، والذي أطلقت عليهم عريفة الاحتفال المذيعة في القناة السابعة ديانا لويس وصف “الآباء المؤسسين” حيث تم تقديم شهادات تقديرية لكل من عماد حمد وجون بيل وجيفري كولينز وباربرا ماكويد ومسؤولة دائرة الحقوق المدنية في وزارة الأمن الداخلي مارغو شلانغر.
وخاطب حمد الضيوف الذين وجهت لهم دعوات شخصية لحضور الحفل: “صحيح أنني كنت صوت ووجه “بريدجز”، لكن يقف خلف نجاح هذا المنتدى كل واحد منكم”.
ووصف السناتور ليفين العاملين في “بريدجز” بأنهم “أفراد شكلوا مجموعة لمواجهة تحديات 11 أيلول وعملوا كفريق واحد ضد العنف والكراهية، وساهموا في نشر قيم التسامح والحرية والتنوع”. أضاف: “لقد أدرك فريق “بريدجز” أن التنوع هو مصدر قوتنا، وأنه النسيج الذي يزيد أمتنا حيوية ويمنحها التنوع المتجدد”.
من ناحيتها قالت شلانغر: “إن 11 أيلول كان تاريخا أسود، ولكننا لو نظرنا إليه من هنا لوجدنا كيف أصبحت أميركا أكثرقوة وأمانا، وذلك لأن المجتمعات هي الحل والمفتاح لحماية جميع الحقوق المدنية التي تعتبر الجزء الأهم في حياة الأميركيين”.
أما ماكويد فقد اعتبرت أنه “من بين تهديدات 11 أيلول أنها جعلت من العرب والمسلمين ضحايا، ولكن ما أحبه في “بريدجز” هو الديمقراطية والعمل، حيث لا يوجد نحن، أو هم، بل نتواجد جميعنا، نجلس معا ونعمل متشاركين لحل المشاكل والقضايا العالقة”.
كما قدم ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني درعا تكريمية باسم “كونغرس المؤسسات العربية في ميشيغن” لباربرا ماكويد وجيفري كولينز لدورهما في تأسيس “بريدجز”.
ونوه السبلاني بدور ماكويد التي تبدي حرصاً دائماً على قيم الحرية والعدالة، وأشار الى مقالتها في صحيفة “ديترويت فري برس” الى ضرورة حماية الحقوق المدنية رغم التحديات الأمنية التي تمر بها البلاد.
وانتقد السبلاني تجسس الجهات الأمنية على المجتمعات العربية والإسلامية متسائلا “إذا كانت تجربة “بريدجز” ناجحة الى هذا الحد فلماذا تتجسسون علينا؟”.
Leave a Reply