مستشار رئيس الوزراء العراقي بسام الحسيني لـ«صدى الوطن»:
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
التقت «صدى الوطن» السيد بسام رضى الحسيني المستشار الاول لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والذي يقوم بزيارة الى الولايات المتحدة الاميركية كان من محطاتها مركز كربلاء الاسلامي حيث التقى بافراد من الجالية العراقية في مدينة ديربورن.وكان الانطباع الاول لدى الحسيني، وهو مستشار لمتابعة وتنسيق الملفات الخاصة مثل القضاء ومتابعة قرارات مجلس الوزراء وملفات الامم المتحدة، هو الطريقة غير المنصفة التي يتعاطى بها الاعلام العربي مع الاحوال في العراق معتبرا ان التغطية الاعلامية تبحث عن الاخبار السيئة متناسية الاخبار الجيدة من تحسن في حالة الامن وتزايد مشاريع الاعمار والمصالحة الوطنية ما بين اطياف المجتمع العراقي.وتناول الحوار الى جانب الاعمار والمصالحة والوضع الامني مشروع قانون النفط العراقي الاخير الذي يمنح الادارة الاميركية حقا حصريا لاستثمار النفط العراقي لمدة 99 سنة حيث لابد لكل العقود ان تمر عبر موافقة السلطة العسكرية الاميركية في العراق وتفردها بنسبة 75 بالمئة من عوائده. كما تطرق الحديث الى الاحداث الاخيرة فيما يخص رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي الذي تناقضت الاخبار حول ملابسات وجود سيارات مفخخه في حرم منزله وفيما اذا كان مشتركا بالتفجيرات التي تحدث في العراق ام انه كما اشيع مستهدف شخصيا. بالاضافة الى مواضيع اخرى. – بداية سيد حسيني اين اصبح المشروع الديمقراطي فـي العراق؟ الديمقراطية في الشرق الاوسط عملية ليست سهلة وفي العراق الامر صعب التطبيق فـ35 من نظام صدامي مجرم جعل التحول الى الديمقراطية كأنك تترك طفل في «كاندي ستور» لا يعرف ماذا يفعل. انا افهم الميديا العربية، فهي لا تنشر الا الاخبار السيئة وهي لم تنصفنا. وهذا ما يجعل اوضاع التطور في العراق لا تصل الى الناس.
– كيف ترى اداء الحكومة العراقية تحت الاحتلال؟الاميركيون موجودون وهي حالة مفروضة علينا شئنا ام ابينا. ولا اعتبره احتلالا. هناك اميركيين في دول الخليج قطر والسعودية. هل تسمى هذا احتلالا.
– هذا قياس ناقص، هل تعتبر ان وجود الاميركيين فـي العراق مثل وجوده فـي السعودية؟ قد يكون وجوده في السعودية اتعس، على كل، الحكومة العراقية تسعى الى الاستقرار الامني. وفي اللحظة التي نستطيع فيها تدبير امورنا سيرحلون، كما تنص المعاهدة التي عقدت بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس بوش وهي معاهدة الصداقة والتي نصت على انهم سيسحبون قواتهم في 2008.
بسام الحسيني |
– افهم نيتك فـي تحقيق الديمقراطية ولكن النوايا الحسنة لا تكفي لادارة دول، قد تكون بالفعل عاجز الآن عن ادارة العراق وانت تنتظر اللحظة التي تصبح فيها قادرا على ذلك. ولكن ما الذي سيدفع الاميركيين الى الرحيل. قد يكون ذلك حجة للبقاء الآن، ويستطيع الاميركيون دائما ان يجدوا حجة اخرى للبقاء حتى لو استطعتم بالفعل تدبر اموركم هذا اذا لم يضعوا لكم المعوقات، تاريخ الولايات المتحدة فـي سياستها الخارجية يؤكد ذلك ولقد تكلفوا مليارات الدولارات للسيطرة على 11 بالمئة من احتياطي النفط العالمي الموجود فـي العراق. فما الذي سيدفعهم الى التخلي عن كل ذلك؟ نحن نؤمن بذلك ونعتقد انهم سيرحلون عندما نطلب منهم. ونحن نضغط على الاميركيين. ومثلما ساعدونا في اسقاط صدام فيساعدونا على تنمية قدراتنا على ادارة العراق. المعارضة لم تكن قادرة على اسقاط صدام، وهم ساعدونا وكانت عندهم بالطبع مصالح والدولة العراقية سوف تقف وتشكرهم على ذلك وتطلب منهم الخروج. – لننتقل الى قانون النفط، ما الجو العام تجاه القانون، ومن هم الرافضون له، وهل هم فقط من السنة؟انا لست مخولا باعطاء تصريح في هذا الامر. ولكن بشكل عام مر القانون الى مجلس الوزراء وصودق عليه لكنه لم يصوت عليه بعد في المجلس النيابي حتى الآن والجو العام يرفض القانون وليس فقط من قبل السنة بل ان هناك شيعة كالتيار الصدري وحتى نواب اكراد رافضين له. وهو الآن يعاد النظر فيه لاجراء تعديلات.
– هل تعتقد انه قانون عادل، فـي مصلحة العراق؟ كونه صودق عليه في مجلس الوزراء فوجب ان يكون في مصلحة العراق.
– كيف ترى الحكومة انه فـي مصلحة العراق فـي وقت يظهر الاتفاق وكأنه تخصيص لقطاع النفط لمصلحة الاميركيين بحيث يتعهدونه لمدة 99 سنة ويحصلون على 75 ? من عوائدة مع العلم ان كل نفط العراق مقدر له ان ينفد خلال مئة سنة؟انا لست مختصا في شأن النفط ولا استطيع ان اناقش التفاصيل.
– فـي مسألة السلطات الممنوحة لأقليم كردستان: ما هو الخلاف ما بين السلطة المركزية فـي بغداد والسلطة الاقليمية الكردية التي عقدت الكثير من العقود مع شركات اجنبية ابطلتها بغداد، كيف تفسر ذلك؟الخلاف هو ان وزير النفط له الحق بما للسلطة المركزية من حق دستوري في المادة 109 لاستعمال حق الفيتو على العقود التي لا تراها موائمة والتي تجريها السلطة الاقليمية وهذا ما تم. واعتقد انها رفضت لأنه تم محاباة بعض الشركات عبر منحها عقودا معينة وهناك بعض العقود التي تحتوي على نسب ربح تخالف قانون النزاهة.
– كيف يتم بيع النفط الآن فـي العراق والى من ترجع عوائده؟ يتم البيع من قبل الحكومة العراقية ولا دخل لأي جهة اخرى بالامر والعوائد تذهب الى موازنة العراق.
– اذا كل الموارد تذهب الى الحكومة العراقية فلماذا لم يتم البدء فـي الاعمار؟يا اخي ان الاعلام ظالمنا ولا يتكلم الا عن الاخبار السيئة. هناك مبلغ مليار دولار خصص لاعمار بغداد للعام 2008. وهناك مشاريع لبناء منتزهات وحدائق عامة بعضها انتهى هذه السنة. ومشروع لتصفية المياه في مدينة الحلة بقيمة 50 مليون دولار. وعقود لبناء 250 مدرسة في العراق للسنة القادمة و250 اخرى بعد ذلك. بالاضافة الى مشروع مدينة جامعية في النجف وهي جامعة الشهيد الصدر وملعب ومركز تسوق وبدأ العمل فيه وهو بقيمة 4 مليارات دولار. ومشروع سامراء لاعادة بناء الضريح المقدس. وهذه فقط المشاريع الحكومية لمجلس الاعمار الاعلى وهناك المشاريع التي تقدمها الامم المتحدة، ولكن لا يتم الحديث عنها في الاعلام.
– وماذا عن الولايات المتحدة هل عملت على بناء المشاريع التي وعدت بها ام انها مازالت مشغولة ببناء سفارتها الاكبر فـي العالم؟هناك مشاريع اميركية قائمة ويتم العمل عليها. وبلغت الاموال التي خصصت للعراق من الولايات المتحدة في مؤتمر مدريد 2003، 18,89 مليار دولار صرف منها الى الآن قرابة 13 مليار.
– نعم، ولكن هل صرفت هذه الاموال على البناء ام على دفع مستحقات العملية العسكرية الاميركية ؟هي من مجمل المبالغ التي اقرتها الدول المانحة وصرف منها على الامن قرابة 3 مليارات، وكذلك على التربية والصحة وتقديم امدادات طبية.
– هل تعتقد ان الجو العام فـي العراق يرى ان الاعمار يتم كما يجب وبوتيرة مقبولة؟الامل اقوى من هذا والحالة الامنية جعلت السنوات السابقة تسير بتواضع من ناحية الاعمار ولكن املنا في هذه السنة ان يزداد وتيرة الاعمار والحالة الامنية في بغداد قد تحسنت مؤخرا واصبحت اكثر امنا ورفع منع التجول.
– مشروع المصالحة الوطنية: ما قصة الصحوات المفاجئة لقيادات عراقية كانت على خلاف مع الحكومة؟المصالحة امر قائم وهناك وزارة لذلك والحالة الامنية استقرت بسبب المصالحة الوطنية وجزء من هذه المصالحة هي الصحوة. و الصحوات هي مصالحة ما بين العشائر. ففي النظام الصدّامي السابق تم خلق طبقة من المجرمين الذين تقلدوا مناصب عالية اصبحوا فجأة دون شيء وبعد سقوط صدام اصبحوا ضد الحكومة الجديدة ولم يدخلو العملية السياسية ومنهم من دخلها في الانتخابات الثانية.
– الم يرفضو الدخول بسبب رفضهم قيام دولة تحت الاحتلال؟ على كلٍ الاحتلال انتهى.
– انتهى! وماذا يفعل الجيش الاميركي فـي العراق؟ يا اخي هناك جيش، نعم، وهناك حكومة دستورية، كتبنا الدستور بأنفسنا وعندنا انتخابات حرة ونزيهة.
– سيدي العزيز، هذا ليس رأيي الشخصي، هناك تاريخ سياسي يقول بان طالما هناك قوات اجنبية على ارض وطنية فهي قوة محتلة. و ان اي سلطة سياسية تنشأ تكون غير حرة وتحت احتلال وهذا ليس من عندي انت تنكر امر واقع تريد رؤيته بطريقة مختلفة. سيدي الكريم هؤلاء الذين لم يدخلوا الى الحكومة في السابق بحجة وجود الاحتلال دخلوها الآن فلماذا قبلوا اليوم ورفضوا البارحة. وهناك كثيرون ممن يسميهم الاعلام مقاومة يقومون بقتل الشعب العراقي.
– يعني هل تعتقد انه ليس هناك مقاومة للاحتلال وانهم كلهم يقتلون الشعب العراقي؟ مقاومة من؟ هم يقتلون العراقيين.
– الم يتم اكتشاف فرق تقتل الابرياء من غير العراقيين، لتلويث المقاومين، من الايرانيين او الموساد اسرائيلي مثلا؟هناك عرب وعراقيين ولا اعرف ان كان هناك ايرانيين او موساد.على كل، وبالعودة الى الصحوة فأن الناس الذي سموا انفسهم بالامس مقاومة عادوا اليوم واتفقوا مع الحكومة فلو كانوا يقاتلون من اجل الاحتلال فلماذا قبلوا اليوم.
– ما حكاية الدليمي والسيارات المفخخة التي وجدت فـي منزله وقيل انها وضعت لاغتياله وقال اخرون ان له علاقة شخصية بالتفجيرات؟المسألة امام القضاء العراقي الآن. والتفاصيل هي انه في مدينة حي العدل قامت وزارة العدل باعطاء الامان للناس ليقدموا شكاوى. فتقدم 170 شخص بشكاوى ضد الدليمي وقبل ذلك كان الناس تخاف من الشكوى اما الآن فهو متهم وتشجع الناس على الشكوى عليه.
– ولكن الدليمي يمثل كتلة كبيرة من السنة فاذا ادين فما هي العواقب؟ وكم من السنة ستخسرون ممن سيقف معه؟نحن لا نراها خساره، الذين تلطخت ايديهم مع العراقيين فسيحاكمون.
– نعم ولكن ما بال المناصرين الذي يلتفون حول الزعماء حقا او باطلا؟ نحن نتكلم عن الذين تلطخت ايديهم مباشرة. حتى المصالحة الوطنية لم تحصل مع الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب العراقي.
– وما بال الذين قتلوا جنودا اميركيين؟ كيف تعاملونهم؟الذين قتلوا الاميركيين هم اليوم في المصالحة الوطنية، وذلك بمعرفة الاميركيين انفسهم.
– يعني هذا اعتراف بشرعية مقاتلة الجيش الاميركي؟ او على الاقل معاملتها بغير معاملة قاتلي العراقيين؟لا، واقع الحال ان باب المصالحة عندما فتح جاء الكثيرون وقالوا بأننا كنا نؤمن بقتال الاميركيين ونريد اليوم المصالحة والذي ادين لا يمكن اخراجه اما الذي كان يقاتل واراد القاء السلاح فهو مَنْ قُبل في المصالحة. – هل تعتقد ان العراق اليوم على الطريق الصحيح؟مقارنة بالسنوات السابقة نعم نحن في اوضاع افضل، واملنا اكبر من ذلك، في الصيف الماضي كان الامن اسوأ واليوم افضل.
– هل الاتفاق غير المعلن بين الاميركيين والايرانيين له علاقة بالاستقرار الحالي؟اذا كان ذلك صحيحا واستفدنا منه فلما لا. ولكن لا يمكن ان نقلل من اهمية عمل الحكومة العراقية والمصالحة والحوار مع زعماء القبائل في الاستقرار الحاصل.
Leave a Reply