خاص «صدى الوطن» –
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مقالا الأسبوع الماضي لكاتب إسرائيلي مرموق يعمل محللاً إستراتيجيا في صحيفة هآرتس واسعة الإنتشار في الدولة العبرية، أجاب فيه عن أبرز حدث شهده الكيان الصهيوني خلال العام الماضي 2007 قال أن أهم حدث كان إستمرار هطول صواريخ المقاومة الفلسطينية على بلدات إسرائيلية مجاورة لقطاع غزة، أضاف أن أحداثا أخرى كان لها أهمية بالغة على الساحة الإسرائيلية لعل أبرزها تقرير الإستخبارات الأميركية عن وقف ايران لبرنامجها النووي العسكري منذ العام ,2003.أضاف الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان وهو صاحب سبعة كتب ألفها حول الإرهاب والأمن والمخابرات نشرت على مدى السنوات الماضية، أن إسرائيل تؤثر وتتأثر بشدة بما يجري فيها وما يجري في العالم من أحداث وتطورات أمنية. وقال اخترت الحديث في هذا المقال عن تأثيرات العولمة على المجتمع الإسرائيلي، فهي كانت مؤثرة خلال العام الماضي على الجمهور الإسرائيلي أكثر من التطورات في ايران بل وأكثر من القصف الفلسطيني للمستوطنات، فقد شهدت إسرائيل العام الماضي إتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء وسيطر مجموعة من الأثرياء على أجزاء كبيرة من قطاعات إقتصادية كانت تديرها وتمتلكها الحكومة ضمن برامج الخصخصة، ما أدى إلى تأثر الحياة اليومية للبسطاء من الناس.فبعد أن كانت إسرائيل مثالا للديمقراطية القائمة على المساواة والعدل الإجتماعي وتوفير الرفاهية لشعبها، أضحت بفعل العولمة فيها طبقة وحوش كاسرة سيطرت على مقاليد المال والأعمال وحازت على حصة الأسد من الدخل القومي حيث أن 500 رجل أعمال إسرائيلي يقدر دخلهم السنوي بـ 75 مليار دولار من أصل الدخل القومي للبلاد البالغ 130 مليارا، لتصبح إسرائيل بذلك واحدة من أكثر عشرة دول في العالم تسيطر عليها رأسمالية وحشية، يزداد فيها الأثرياء ثراء والفقراء فقرا.فلقد خفضت فيها برامج المساعدات الإجتماعية وتلك المتعلقة برواتب التقاعد، وأضحت من أكثر الدول إنتاجا لأصحاب الملايين وذلك على حساب مئات الآلاف الذين دفعوا نحو خط الفقر، أكثر من أي دولة غربية خلال العقد الأخير.ختم الكاتب مقالته «إن إسرائيل ما زالت ديمقراطية حيوية، لكنها ديمقراطية في طريقها إلى الزوال في خضّم تراجع قيادات تدافع عن العدالة الإجتماعية وتحارب الفساد».
Leave a Reply