ديترويت
تقدم قطب العقارات الديترويتي دان غيلبيرت، بالاشتراك مع شركة صناعة السيارات «جنرال موتورز»، بخطة لإعادة تطوير مجمع «رنيسانس سنتر»، تشمل هدم اثنين من أبراج المجمع الأيقوني الخمسة، والإبقاء على ثلاثة، من بينها البرج المركزي الذي يعتبر أطول مبنى في المدينة، ولكن بشرط الحصول على دعم حكومي بحوالي 250 مليون دولار.
وتقدّر التكلفة الإجمالية للخطة التي تم الكشف عنها يوم الإثنين الماضي، بنحو 1.6 مليار دولار. وقد تعهدت شركة «بدروك» المملوكة لغيلبيرت بدفع أكثر من مليار دولار منها، مقابل 250 مليوناً ستدفعها «جنرال موتورز» التي تمتلك المجمع حالياً وتتخذ منه مقراً رئيسياً لها، ولكنها تخطط للانتقال إلى برج «هادسون» الجديد الذي يمتلكه غيلبيرت في قلب الداونتاون.
أما بقية التكلفة فتأمل الشركتان بتغطيتها عبر حوافز حكومية، سواء من البلدية أو مقاطعة وين أو ولاية ميشيغن، نظراً للمنافع العامة للمشروع الذي من شأنه أن يتحول إلى مجمع سكني–تجاري يضم ساحات عامة متصلة بالرصيف النهري. وبحسب الخطة، من شأن هدم البرجين المكونين من 39 طابقاً، تقليص مساحة المجمع إلى 5.5 مليون قدم مربع، تماشياً مع انخفاض الطلب على المساحات المكتبية، على أن يتم استبدالهما بساحات عامة مترابطة مع الكورنيش النهري الذي تم استحداثه أو تجديده على امتداد ضفة نهر ديترويت.
وفي بيان مشترك، قالت «بدروك» و«جنرال موتورز» إن الأبراج الثلاثة المتبقية (برجان مكتبيان بارتفاع 39 طابقاً بالإضافة إلى البرج المركزي المكون من 73 طابقاً ويضم فندق ماريوت) سيتم تطويرها لتضم مزيجاً من الوحدات السكنية ومرافق الضيافة.
وفقاً للبيان، فإن خطة إعادة التطوير المقترحة جاءت كنتيجة نهائية لدراسة تضمنت عدة مقترحات من قبل «جنرال موتورز» و«بدروك» ومدينة ديترويت ومقاطعة وين، حيث قام مخططو المدن والمهندسون والمعماريون بتحليل جميع الاحتمالات وصولاً إلى «تحديد أفضل خيار ممكن».
وبموجب الاتفاق، تتمتع «بدروك» بخيار شراء المجمّع بالكامل من «جنرال موتورز»، بالإضافة إلى مواقف السيارات الواقعة إلى الشرق منه. ولكن يبدو أن الشركتين تتطلعان إلى أن تكونا جزءاً من الفصل التالي من مستقبل «رنيسانس سنتر»، بحسب المطلعين.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بدروك»، كوفي بونر، في بيان: «إن مستقبل هذا المعلم الأيقوني مهم لديترويت وميشيغن، ورؤيتنا المشتركة مع جنرال موتورز تضمن أن إعادة التطوير تتماشى مع تقدم ديترويت الاقتصادي وتدعم النمو المستمر للمدينة، «مما يعود بالنفع على المجتمع المحلي والمنطقة بشكل عام».
وكان مستقبل مجمع «رنيسانس سنتر» الذي تم افتتاحه عام 1976، قد دخل حالة من الغموض منذ إعلان شركة «جنرال موتورز» في الربيع الماضي عزمها على نقل مقرها الرئيسي إلى برج «هادسون» الجديد بحلول أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026.
كما قلّصت «جنرال موتورز» بشكل كبير، عدد الموظفين الذين تحتفظ بهم في «رنيسانس سنتر» خلال السنوات الأخيرة، وذلك من عدة آلاف قبل جائحة كورونا إلى أقل من ألف بحلول الربيع الماضي فيما تم نقل العديد من هؤلاء الموظفين إلى حرم «جنرال موتورز» في مدينة وورن.
التمويل العام
شدد البيان الصادر عن الشركتين على أن الاقتراح يأتي «مشروطاً» بالتمويل العام، فيما أشارت مجلة «كراين بزنس» إلى أن عدم حصول المشروع على التمويل الحكومي المطلوب قد يجعل المجمع برمّته عرضةً للهدم بشكل كامل.
وفي هذا الصدد، تبدو فرص المشروع في الحصول على الدعم الحكومي غامضةً للغاية في ظل معارضة الجمهوريين لإصدار المزيد من الحوافز الممولة من قبل دافعي الضرائب لصالح المشاريع العملاقة للشركات الكبرى، وهي سياسة عززها الديمقراطيون منذ توليهم الأغلبية التشريعية في مجلس النواب والشيوخ في ميشيغن مطلع عام 2023.
والآن، مع استعداد الجمهوريين لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب مع بداية العام المقبل، أكد رئيس المجلس القادم، مات هول، على أن تكلفة المشروع يجب أن تتحملها شركة «جنرال موتورز» نفسها وليس دافعو الضرائب بالولاية.
وفي إشارة إلى تخفيض عدد الوظائف في «رنيسانس سنتر» إلى ألفٍ فقط، قال النائب الجمهوري خلال مؤتمر صحفي في لانسنغ: «إنهم هم من يغادرون ميشيغن ويغادرون ديترويت، لذا ألن يكون جزءاً كبيراً من إرث جنرال موتورز أن يدفعوا ثمن هدم المبنى وإعادة تطويره؟».
وتابع هول بالقول: «كم هو أمر مهين لدافعي الضرائب أن يقول هؤلاء: نحن نغادر ديترويت، ونريد منكم أن تدفعوا ثمن هدم المبنى عند مغادرتنا؟ هذا مهين».
وفي تعليق غير مباشر على تصريحات هول، قال المتحدث باسم شركة «جنرال موتورز»، كفين كيلي، إن عمليات تسريح الموظفين التي قامت بها الشركة هذا العام، شملت جميع أنحاء العالم»، موضحاً أن «جنرال موتورز» ماتزال توظف حوالي 51,400 شخص في الولاية.
في المقابل، دافع رئيس بلدية ديترويت، مايك داغن، عن خطة إعادة التطوير والدعم الحكومي المحتمل لها، مؤكداً أن مقترح دان غيلبرت «يمنحنا مساراً للمضي قدماً للحفاظ على ثلاثة من الأبراج وإعادة استخدامها، وفي الوقت نفسه، تخلق توسعاً جميلاً للمساحة العامة على ضفاف نهر ديترويت». وأضاف «سنحتاج إلى جهود القطاعين الخاص والعام لإنجاز هذه المهمة وتجنب عقوداً أخرى من التقاعس الذي تسبب بتدهور العديد من المعالم الأخرى في ديترويت، مثل موقع هدسون، ومحطة ميشيغن سنترال، ومقر AMC ومصنع باكارد»، معرباً عن ترحيبه الشديد بجهود غيلبيرت لمنع تكرار الأمر نفسه مع مجمع «رنيسانس سنتر».
يُذكر أن «جنرال موتورز» اشترت المجمع الضخم عام 1996، أي بعد عشرين عاماً من افتتاحه في عهد رئيس البلدية الأسبق كولمان يونغ، وقد استثمرت منذ ذلك الحين أكثر من مليار دولار في تحسينات الموقع.
Leave a Reply