في الأعوام الأخيرة إنتشرت عادة تدخين الأركيلة وسط الجالية العربية الأميركية كانتشار النار في الهشيم تزامناً مع إنتشار مقاهي الأركيلة في منطقة ديربورن والتي تجذب الزبائن يومياً. إلا أن ما كان معروفاً تقليدياً عن الأركيلة التي ولدت قبل ٨٠٠ عاماً في الشرق الأوسط، إنقلب هنا لدى الجيل الجديد في الولايات المتحدة إلى إبتكار حديث وباتجاه مغاير تماماً. الإختراع الجديد هو «الأركيلة الإلكترونية» E-Hookah على نسق السيجارة الإلكترونية، التي راجت في الآونة الأخيرة بين أوساط المدخنين في الجالية بمنطقة ديترويت الكبرى.
ويبلغ حجم الأركيلة الإلكترونية حجم السيجار وتتألف من ثلاثة أجزاء يمكن تفكيكها. الجزء الأول هو البطارية التي يمكن فصلها عن الأركيلة ووصلها بسلك من نوع «يو أس بي» حتى يتسنى للفرد وصله بجهاز كمبيوتر من أجل شحن البطارية التي يمكن أن تدوم حتى ٨٠٠ «شفّة» بالنكهة التي يحبها المدخّن.
وحالياً هناك شركات عديدة تصنع الأراكيل الإلكترونية بعضها لديها بطارية يمكن شحنها ٣٠٠ مرة، وبعضها لديها بطاريات أرخص ثمناً لا تصلح للشحن مرة ثانية، ويجري رميها بuد إستعمالها وتعمل حتى ٨٠٠ شفّة، ولكن سعرها يبقى أدنى من أسعار الأركيلة التي تقدم في المقاهي.
الجزء الثاني من الأركيلة هو قارورة الماء حيث يغمس المدخن فيها أنبوبة السائل المتبخر والأنبوبة تباع بشكل منفصل. أما الجزء الثالث من الأركيلة فيحتوي على مايسمى بالجهاز المبخر الذي يحول السائل إلى بخار، ليتمكن المدخن من استشاقها كبديل عن دخان الأركيلة.
ويأتي السائل المتبخر بنكهات متعددة من ضمنها «التفاحتان» والموز والكرز وخليط من الفواكه والليمون والمانغا، تماماً مثل النكهات التي تستعمل للأركيلة العادية. ويسمى السائل المتبخر بـ«السائل الإلكتروني» وتزعم شركات التوزيع المتخصصة به أنه مصنوع من مواد كلها طبيعية وهي طبعاً صحية أكثر من التبغ ذي النكهات المستعمل عادة في الأركيلة التقليدية والتي أثبتت التجارب العلمية ضرره الكبير على الصحة.
وبعيداً عن النقاش العلمي حول أفضلية الأركيلة الإلكترونية صحياً إلا أن عاملا واحدا يصب بوضوح في صالح هذا النوع الجديد العصري للأركيلة، وهو السعر الزهيد. فبطارية الأركيلة الإلكترونية التي يمكن إعادة شحنها يبلغ سعرها التجاري من ٣٠ إلى ٥٠ دولاراً أما البطارية التي لا تشحن فقد تكلف خمسة دولارات فقط.
أما النكهات فتباع من خلال قناني سعتها ٢٠ أو ٣٠ مليليتر وسعرها يتراوح من ٥ إلى ١٠ دولارات ويمكن ملء الأركيلة الإلكترونية ليس بأكثر من ١,٥ ميلليتر للنفس الواحد مما يعني أن قنينة واحدة قد تزود المدخن «الإلكتروني» بمؤونة شهر بأكمله.
الأضرار الصحية الناجمة عن الأركيلة الإلكترونية غير معروفة حتى الآن رغم أن معظم المصنعين لها يزعمون أنها بديلاً صحياً عن الأركيلة العادية مقارنين إياها بالسيجارة الإلكترونية كبديل صحي عن السيجارة العادية.
ويستمر مدخنو الأركيلة التقليدية بتجاهل مخاطر تدخينها حيث أثبتت الدراسات الأخيرة أن «جلسة» أركيلة لساعة واحدة فقط تعادل تنشق ١٠٠ إلى ٢٠٠ مرة من دخان سيجارة واحدة مما يزيد في المخاطر الصحية بسبب زيادة مستويات الكاربون في الدم والمعادن الثقيلة والقطران (تار) إضافة إلى المواد الكيميائية المسرطنة.
وقد يجد البعض أن الأركيلة الإلكترونية قد لا تكون صحية أكثر من إختها التقليدية، وذلك لأن قدرتها على التنقل قد تؤدي بالمدخن إلى إستعمالها مرات أكثر من الأركيلة العادية التي لها أجواؤها وجلستها المحددة. ومن المفيد أن نذكر أن السائل المتبخر ليس موافقاً عليه من قبل وكالة الأغذية والأدوية الفدرالية (أف دي أي) وكذلك الحال مع منتجات التبغ ذات النكهات المتعددة، لكن كل هذا لم يوقف مئات الآلاف من الأميركيين عن التدخين يومياً.
الأركيلة الإلكترونية ومشتقاتها لا يمكن بيعها للصغار في العمر ولا يجب إستعمالها للتدخين من قبل الحوامل أو اللواتي يرضعن أطفالاً، كما لا ينصح الذين يعانون من أمراض القلب أو السكري أو ضغط الدم من تدخين الأركيلة.
Leave a Reply