ديربورن – سامر حجازي
أدت عاصفة رعدية شديدة مصحوبة برياح عاتية مساء الثلاثاء الى انقطاع التيار الكهربائي عن ألفي منزل في ديربورن وتناثر الأشجار فوق سطوح المنازل وعلى الأرصفة ووسط الشوارع. وقد جاءت هذه العاصفة لتضيف كآبة الى الآلاف من سكان المدينة الذين لم يتعافوا بعد من آثار الدمار الذي خلفته موجة فيضانات عارمة ضربت المدينة والمناطق المجاورة في 11 آب (اغسطس) وتسببت بتسرب المياه الى الطوابق السفلى من المنازل وتكدس الركام والحطام أمام باحات المنازل.
عمال بلدية ديربورن يزيلون شجرة سقطت على سطح منزل بسبب العاصفة |
وقال موي صعب وهو يقيم في منزل على شارع كولمان لصحيفة «صدى الوطن» مساء الأربعاء وهو يشهد إنشغال طواقم البلدية بإزالة شجرة ساقطة فوق سطح منزل في الجوار «أقيم في ديربورن منذ ثلاثين عاما وهذه أول مرة أشهد فيها عاصفة هوجاء ويبدو أن الطبيعة لا تريد منحنا فرصة لإلتقاط الأنفاس» وأضاف صعب والذي يقيم في المنزل مع زوجته وإثنين من الأبناء بأن العاصفة أدت الى إقتلاع شجرة وسقوطها فوق سطح المنزل، وقال إن صديقا له رأى الشجرة وهي تتهاوى وأنه لم يصدق في البداية لكنه شاهد بالفعل الشجرة تقتلع من جذورها وتسقط، ما دعاه الى أخذ أفراد العائلة والإنتقال للإقامة في فندق قريب خشية إنهيار سقف المنزل، خاصة وأن المياه بدأت تتسرب الى داخله من السطح. صعب أكد أنه منذ إنتقاله الى هذا المنزل قبل سنتين لاحظ أن تلك الشجرة لم تكن مستقرة في الأرض وأبلغ البلدية بضرورة إزالتها إلا أن عمالها وبعد الفحص قالوا له بأنها في وضع مستقر. وهذه المرة الثانية التي يعاني فيها صعب من مشاكل سببها الطبيعة حيث عانى من تسرب طفيف للمياه في بسمنت منزله بسبب الفيضان قبل أسبوعين.
ويبذل المسؤولون في البلدية جهودا للسيطرة على الأضرار التي سببها الفيضان والعاصفة الرعدية الأخيرة حيث أعلنت دائرة الأشغال العامة عن سقوط 20 شجرة وتناثر أغصان الأشجار المحطمة في الشوارع والأرصفة وفوق أسطح المنازل، وأن الدائرة استطاعت الإستجابة لمعظم البلاغات في فترة 24 ساعة. وقالت البلدية إنها تعاقدت مع شركة مقاولات خاصة «ريزو للخدمات البيئية» مقرها ديربورن هايتس للمساعدة في إزالة أكوام الحطام المتزايدة عن الأرصفة وأمام المنازل، ودعت البلدية المواطنين الى تجنب ركن سياراتهم على الشارع أمام المنازل ليتسنى لشاحناتها ذوات اللونين الأبيض والأحمر تنفيذ الأعمال الموكلة لها بكل يسر وسهولة.
وبحسب دائرة الشرطة في ديربورن فإن البلدية وفرت 70 شاحنة إضافية علاوة على شاحنات دائرة الأشغال لتقوم بإزالة الركام من الشوارع حتى 30 آب (أغسطس) وكانت البلدية نبهت السكان الى أن هناك 70 شاحنة إضافية سيتم نشرها للمساعدة في إزالة أكوام القمامة والحطام وذلك من خلال رسائل نصية عبر åنيكسيلò ويصل عدد المشتركين بهذه الخدمة سبعة آلاف مواطن، إضافة الى منشورات تم توزيعها في المدينة. كذلك تعاقدت الدائرة مع شركة åريبابليكò للخدمات إعتبارا من 11 آب (أغسطس) 10 -12 ساعة يوميا للمساعدة في جمع وإزالة القمامة. وقالت مديرة دائرة المعلومات في البلدية ماري لاندروش بأنه تم التعاون مع 20 طاقماً للعمل 10 -12 ساعة يوميا للتخلص من حطام المنازل المتضررة بالفيضان ويصل عددها الى 10 آلاف منزل في ديربورن، وقالت إن البلدية أنفقت مليون دولار على هذه الخدمات وينتظر إنفاق المزيد من المال.
وبالرغم من الجهود المبذولة لإزالة الركام من على الأرصفة إلا أن هناك أشخاصا لا زالوا يلتقطون قطع الأثاث والأدوات المنزلية المتضررة بمياه الفيضان، حيث شهد أحد العاملين في «صدى الوطن» شاحنة مملوءة بالركام على علو قدمين يقوم صاحبها بإلتقاط المواد المخربة من بين الأنقاض وأكوام الحطام. وكانت البلدية أصدرت الأسبوع قبل الماضي مرسوما يحظر إلتقاط المواد من القمامة وإعتبار ذلك جنحة يعاقب مرتكبها بدفع غرامة 500 دولار أو السجن 93 يوما، وتسري مدة سريان مفعول المرسوم 60 يوما ويحق للمجلس البلدي تمديد فترة الحظر.
وعلى ذلك علق قائد شرطة ديربورن رونالد حداد قائلا «دورياتنا منتشرة وتراقب الوضع لكن هذه مسألة لها شقان، البعض يلتقط المواد من القمامة ولكن هناك أشخاص يلتقطون حاجاتهم للتخلص منها بأنفسهم بدلا من الإنتظار لحين مجيء طواقم البلدية». وشوهد نهاية الأسبوع فريق من شرطة تفكيك المتفجرات في منتزه هيملوك، حيث قال حداد بأن أحد المواطنين إشتبه بحقيبة ملقاة في المنتزه وقام بالإبلاغ لتكتشف الشرطة بأن الحقيبة ليس بداخلها سوى أغراض مبللة بمياه الفيضان أراد صاحبها التخلص منها بإلقائها في المنتزه.
Leave a Reply