محمد الرموني – «صدى الوطن»
تستعد شرطة ديترويت فـي غضون الأيام القليلة المقبلة لإطلاق برنامج الكتروني جديد يتيح للمواطنين -لأول مرة- فرصة الاطلاع على كافة بيانات الشرطة بشأن الحوادث ونداءات الاستغاثة التي تستجيب لها عناصر الدوريات فـي مختلف أحياء المدينة، وصولاً الى نشر بيانات تتعلق بشكاوى ضد عناصر الشرطة أنفسهم، فـي خطوة تهدف فـيها شرطة ديترويت الى استعادة ثقة السكان بعد سنوات من الانحدار الأمني وفقدان الهيبة.
ويتيح البرنامج الجديد، المرفق بموقع بلدية ديترويت الالكتروني، الاطلاع على طبيعة الحوادث المسجلة حسب الأحياء، ولكن دون ذكر أسماء عناصر الشرطة أو العناوين التي وقعت فـيها تلك الأحداث.
وتزامن الإعلان عن هذه الخطوة مع انتهاء فترة الرقابة الفدرالية على شرطة ديترويت المستمرة منذ العام ٢٠٠٣، وذلك عقب إتهامات لها بالتستر على إستخدام القوة المفرطة.
وقال قائد الشرطة جيمس كريغ «إذا كنت ترغب فـي بناء الثقة لا يمكن أن تتصرف وكأنك تخفـي شيئاً»، ولهذا قررت شرطة المدينة الانخراط فـي برنامج فدرالي أطلقه البيت الأبيض بإسم «نافذة بيانات السلامة العامة» ويشمل 37 مدينة حتى الآن.
وكانت دائرة الشرطة قد وافقت فـي العام 2003 على المراقبة الفدرالية وقائمة من التغيرات لتجنب دعاوى قضائية تتهمها باستخدام القوة المفرطة والإعتقالات الزائفة والإعتقالات غير القانونية وظروف حبس غير دستورية، وبعد 13 عاماً و50 مليون دولار قررت وزارة العدل الأميركية بأن الدائرة حققت تحسينات جوهرية. وقد تم إنهاء الرقابة فـي آب (أغسطس) 2014 غير أنه أضيفت اليها مرحلة إنتقالية لمدة 18 شهراً لتنتهي الرقابة عملياً يوم الثلاثاء الماضي.
وقال النقيب أريك توسكي المسؤول عن قاعدة البيانات فـي شرطة ديترويت إن الدائرة حريصة على استعادة ثقة السكان كما حرصت على استكشاف آرائهم بشأن البرنامج الالكتروني الجديد، حيث قام توسكي بتنظيم لقاءات مع أهالي الأحياء كجزء من التخطيط للبرنامج، مشيراً الى أن السكان يفضلون الاطلاع على الجرائم التي تحدث فـي أحيائهم، ولذلك تم وضع البرنامج على هذا الأساس بحيث يمكن للسكان الاطلاع على كل الحوادث التي تقع فـي محيط منازلهم دون تحديد الأسماء والعناوين. وقال توسكي إن «الشرطة ترصد الجرائم وفق الأقسام وسيارات الدورية بينما الناس مهتمون بالجريمة التي تقع فـي مناطق سكنهم».
ويكتفـي البرنامج الجديد المتوقع إطلاقه فـي غضون 30 يوماً بنشر طبيعة الشكوى ولحظة وقوع الحادثة والمنطقة بشكل عام (فـي محيط 150 يارد من العنوان المطلوب) بحيث يعرف الناس ما يدور قرب منازلهم.
وقال مساعد قائد الشرطة جيمس وايت إن البرنامج سيحجب المعلومات عن الجرائم الحساسة مثل الجرائم الجنسية وإساءة معاملة الأطفال أو العنف المنزلي وذلك حفاظاً على خصوصية الضحايا، كما أنه لن يتم نشر المعلومات المتعلقة بالعناوين.
يشار الى أن جزءاً من البيانات متاح بالفعل على الموقع الإلكتروني للبلدية، غير أن البرنامج المزمع إطلاقه سوف يصنف الحوادث وفق الأحياء.
أمام بخصوص الشكاوى ضد عناصر الشرطة، فسوف ترد الى مكتب رئيس المحققين، ريكاردو مور، وهو عضو فـي مجلس مفوضي شرطة ديترويت.
وحث مور، سكان المدينة على ضرورة رفع شكاوى رسمية ضد عناصر الشرطة المخالفـين للأصول. وقال «فـي كثير من الأحيان الناس يتأففون من تصرفات الشرطة لكنهم لا يرفعون شكاوى رسمية وبالتالي لا يتم توثيق هذه التجاوزات، مما يفتح المجال أمام الشرطي أن يكرر فعلته ثلاث أو أربع مرات دون أن يردعه أحد بسبب عدم وجود شكوى ضده».
وأكد مور أن البيانات لاشك ستكون غير وافـية لعدم إبلاغ السكان عن الكثير من الجرائم ولاسيما جرائم السطو والسرقة، غير أنه أعرب عن ثقته بإمكانية معالجة هذه الفجوة من خلال بناء علاقات جيدة مع الناس كي يشعروا بالراحة فـي التواصل مع الشرطة للإبلاغ عما حصل معهم».
Leave a Reply