هامترامك
ضمن حفل رياضي ورسمي حضره مسؤولون محليون ومئات المتفرجين، أُزيح الستار –الاثنين الماضي– عن ملعب البيسبول التاريخي في مدينة هامترامك بحلته الجديدة بعد خضوعه لعملية ترميم شاملة لحفظه كأحد الملاعب القليلة المتبقية من حقبة دوري البيسبول للزنوج (نيغرو ليغ) الذي حظي بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة خلال الربع الثاني من القرن الماضي.
وتولت مقاطعة وين الإشراف على مشروع تجديد الملعب الذي بُني في العام 1930 وأدرج ضمن المواقع التاريخية في الولايات المتحدة عام 2012.
وناهزت كلفة تجديد الملعب الذي كان مقراً لفريق «ديترويت ستارز» المنافس ضمن «دوري الزنوج»، 2.6 مليون دولار، ساهم في تأمينها العديد من المنظمات الخيرية، مثل مؤسسات «ديترويت تايغرز» و«رالف ويلسون الإبن» و«كريسغي» بالإضافة إلى خدمة المنتزهات الوطنية.
وشهد حفل الافتتاح مباراة ودية بين فريقين من لاعبي المدارس الثانوية من منطقتي شيكاغو وديترويت، الذين قاموا بتقمّص فريقي «ديترويت ستارز» و«أميركان جاينتس» الغريمين التاريخيين في «دوري الزنوج» سابقاً.
ويستخدم مصطلح دوري الزنوج الوطني، للإشارة إلى بطولة الفرق المحترفة للسود في لعبة البيسبول إبان حقبة الفصل العنصري، وتحديداً إلى البطولات السبع الناجحة التي أقيمت في عشرينيات القرن الماضي، والتي تسمى بـ«البطولات العظيمة لدوري الزنوج».
وشهد الحفل تكريم لاعب البيسبول الديترويتي، رون تيزلي، وهو واحد من أربعة لاعبين مازالوا على قيد الحياة من حقبة دوري الزنوج. وكان تيزلي المولود عام 1927 يلعب في صفوف فريق «نيويورك كوبانز» عام 1948، وهو خريج جامعة «وين ستايت»، وقد قام بتعليم وتدريب البيسبول وكرة السلة والغولف على مدى ثلاثة عقود في ثانوية «نورث ويسترن» بديترويت.
وخلال المهرجان الخطابي، أثنى رئيس بلدية هامترامك أمير غالب على الجهود التي أثمرت عن تجديد الملعب التاريخي، لافتاً إلى الأثر الإيجابي الذي سيضفيه على هامترامك باعتباره مرفقاً ترفيهياً ومورداً مالياً في المدينة التي تعاني من مصاعب مالية مستعصية.
غالب، وهو أول رئيس لبلدية هامترامك من أصول عربية، أوضح أن يوم الافتتاح هو تتويج «لسنوات من الرؤية لدى بضعة أشخاص، وسنوات من التخطيط شارك فيها الكثيرون»، مؤكداً أن «سنوات العمل والتعاون بين الحكومات المحلية والمنظمات والمجتمع، سيكون لها تأثير مستدام في مدينة هامترامك».
من جانبه، أكد ستيفن غرايدي محمد، نائب رئيس الموظفين في مكتب محافظ مقاطعة وين، وورن أفينز، بأن حكومة المقاطعة لم تتردد في المشاركة في تمويل برنامج تجديد الملعب الواقع في جنوب المدينة بسبب رمزيته التاريخية والإثنية.
وقال محمد: «قد يسأل سائل لماذا تنفقون 2.6 مليون على ملعب بيسبول؟ وأجيبه بأننا فعلنا ذلك لأننا نقف اليوم على أرض تاريخية شهدت العديد من بطولات دوري الزنوج في تاريخ أمتنا».
وأضاف محمد: «لاعبو البيسبول من أمثال نورمان ستيرنيس المعروف بلقب توركي، وكول بابا بيل، ولاعبي المفضل ساشيل بايج… لعبوا في هذا الملعب».
وكان مجلس هامترامك البلدي قد أقر إطلاق اسم «توركي» على مضمار الملعب، استجابة لالتماس قدّمته منظمة «أصدقاء ملعب هامترامك التاريخي» التي كان لها الدور الأساس في الحض على تجديد الملعب.
النائب العربي الأميركي في مجلس ميشيغن التشريعي، أبراهام عياش (ديمقراطي عن هامترامك)، أعرب عن اعتزازه بالمكانة التاريخية لملعب البيسبول، كواحد من خمسة ملاعب متبقية من حقبة «دوري الزنوج» في الولايات المتحدة بأكملها، وقال: «يشرفنا للغاية أن يكون لدينا مثل هذا المكان التاريخي في مدينتنا.. والذي –لحسن الحظ– كنا قادرين على إعادته إلى الحياة».
وأشار عياش إلى أن إقامة حفل الافتتاح بالتزامن مع عطلة «جونتينث» (ذكرى تحرير العبيد) لم تكن مصادفة أو اعتباطاً، وإنما «للتأكيد على أهمية التنوع الثقافي والعرقي في الولايات المتحدة»، وقال: «إنه لأمر لا يصدق أننا احتفلنا أمس بذكرى «جونتينث» حين بدأ هذا البلد يدرك –أخيراً– أن الاعتراف بإرث الماضي هو جزء من بناء المستقبل».
وكان الكونغرس الأميركي قد قرر في العام الماضي، الاعتراف بـ«جونتينث» كعطلة فدرالية تخليداً ليوم التاسع عشر من حزيران (يونيو) 1865، الذي أعلن فيه الجنرال غوردون غرينغر من مدينة غالفستون، الأوامر الفدرالية الصادرة بتحرير العبيد في ولاية تكساس.
Leave a Reply