حسن عباس – صدى الوطن
عشية الانتخابات التمهيدية في شهر آب (أغسطس) المقبل، أتمّت بلدية هامترامك ترجمة الوثائق والوسائط الانتخابية إلى اللغة العربية، بما فيها لوائح الاقتراع التي ستظهر –جنباً إلى جنب– مع اللوائح الصادرة باللغتين الإنكليزية والبنغالية، ما يجعلها أول مدينة في تاريخ ميشيغن تجرى فيها عملية التصويت بثلاث لغات.
وكان مجلس هامترامك البلدي قد صوّت –بالإجماع– في 12 نيسان (أبريل) الماضي، على قرار يقضي بتعريب جميع المواد الانتخابية، بعد أسابيع قليلة من تبني بلدية ديربورن لقرار مماثل يتيح للناخبين إيداع اللوائح المعربة في ماكينات التصويت، بدءاً من انتخابات 2 أغسطس القادم.
وتقدّم عضو المجلس البلدي، اليمني الأميركي آدم البرمكي، بمشروع قرار التعريب الذي لم يواجه أي تحديات تذكر داخل المجلس الذي يشكل المسلمون جميع أعضائه، على عكس قرار ديربورن الذي سبقه وتبعه العديد من المناقشات الطويلة والمستفيضة.
هامترامك، كانت قد أصدرت في انتخابات العام الماضي بطاقات اقتراع رسمية باللغة البنغالية لأول مرة، مستندة إلى «قانون حقوق التصويت الفدرالي» الذي ينص على تقديم المساعدة اللغوية للأقليات التي عانت تاريخياً من الإقصاء والتهميش في العملية السياسية، وتحديداً الناطقين باللغات الإسبانية والآسيوية والسكان الأصليين.
ومع أن «قانون حقوق التصويت» لم يلحظ العربية بين اللغات المهمشة سياسياً، إلا أنه اُعتمد كمرجعية أساسية في قرار بلديتي ديربورن وهامترامك لترجمة المواد الانتخابية، لاسيما الفقرة التي تشترط بأن يكون 5 بالمئة على الأقل من سكان المدينة، أو عشرة آلاف مقيم، يتحدثون بإحدى اللغات المشمولة بالقانون الفدرالي لكي يكونوا مؤهلين للمساعدة.
وتشير بيانات التعداد السكاني لعام 2020 أن أكثر من 70 بالمئة من المقيمين في مدينة هامترامك يتحدثون في منازلهم لغات غير الإنكليزية، وأن حوالي 40 بالمئة منهم مولودون خارج الولايات المتحدة. كما تشير التقديرات إلى أن ثلث السكان تقريباً هم من الناطقين بالعربية، علماً بأن هامترامك تضم زهاء 28 ألف نسمة وفق أحدث البيانات الرسمية
وفيما سيتمكن الناخبون في مدينة هامترامك –للمرة الأولى في تاريخ ولاية ميشيغن– من الإدلاء بأصواتهم عبر استخدام ثلاث لوائح رسمية (العربية والبنغالية والإنكليزية)، فإن الناخبين العرب الذين يتحدّر معظمهم من أصول يمنية سيتسنى لهم إدخال لوائح الاقتراع المعرّبة إلى ماكينات التصويت مباشرة، للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، بالتزامن مع عرب ديربورن.
ورغم أن مديرة البلدية كاثي أنغرر كانت قد شككت –في أعقاب إقرار مرسوم التعريب– بقدرة هامترامك على إنجاز أعمال الترجمة قبل انتخابات أغسطس، إلا أن بلدية المدينة التي يترأسها العربي الأميركي أمير غالب، وكذلك المجلس البلدي الذي يضم ثلاثة أعضاء يمنيين، دفعوا لوضع قرار الترجمة موضع التنفيذ خلال فترة قياسية، مستفيدين من تجربة بلدية ديربورن في عملية التعريب، ومن خبراتهم المحلية في ترجمة المواد الانتخابية إلى اللغة البنغالية في دورات انتخابية سابقة.
وأشارت كليرك هامترامك، دانا فرج، إلى أن البلدية لجأت إلى تكليف أحد الموظفين العرب بتعريب المواد الانتخابية بدلاً من الاعتماد على شركات الترجمة، التي –غالباً– ما تعتمد على ترجمات محركات البحث الإلكترونية، دون اعتبار للمصطلحات والمفاهيم الانتخابية، التي تختلف من بين بلد إلى آخر، وبين لغة وأخرى.
وقالت فرج: «لقد قمنا باختيار موظف من أصول يمنية لأن غالبية العرب هنا من اليمن»، لافتة إلى أن رئيس البلدية أمير غالب (وهو من أصول يمنية أيضاً) قام بمراجعة الترجمة والمصادقة عليها، قبل إرسالها إلى الجهات الحكومية المختصة التي ستقوم بالمصادقة عليها وطباعتها ثم إرسالها إلى المرشحين للتأكد من ورود أسمائهم فيها بشكل صحيح.
ولفتت فرج إلى أن الترجمة لم تتضمن تعريب أسماء المرشحين، وقالت: «لقد حافظنا على كتابة أسمائهم بالإنكليزية، على شاكلة اللوائح في ديربورن، تفادياً لأية تغييرات في نطق الأسماء».
وأوضحت فرج بأن جهود التعريب في ديربورن كانت «مفيدة لنا للغاية»، منوهة إلى أن مسؤولي هامترامك عقدوا العديد من الاجتماعات مع مسؤولي ديربورن بمن فيهم الكليرك جورج ديراني للاستفادة من خبراتهم، وكذلك مع مسؤولي مقاطعة وين، وموظفي شركة «دومينيون» التي تزوّد البلدية بماكينات الانتخاب.
وكانت الخبرات السابقة لبلدية هامترامك في ترجمة المواد الانتخابية إلى اللغة البنغالية، «من بين العوامل المساعدة على تجاوز العقبات التقنية وتفادي الكثير من الأخطاء»، بحسب فرج، التي تتولى إدارة مكتب الكليرك في هامترامك منذ أكثر من عام.
وتتحضّر هامترامك لإجراء الانتخابات التمهيدية الشهر القادم، عبر سبعة مراكز اقتراع، لتصفية المرشحين الذين يتنافسون على العديد من المناصب على مستوى مقاطعة وين، وولاية ميشيغن، وعلى المستوى الفدرالي.
وسوف تتضمن قوائم الاقتراع في هامترامك سباقات حزبية لعضوية الكونغرس الأميركي ومجلسي النواب والشيوخ في ميشيغن، فضلاً عن مناصب تشريعية وتنفيذية في مقاطعة وين بالإضافة إلى استفتاء ضريبي سيُجرى على مستوى المقاطعة.
وحين ينتهي مكتب الكيرك في هامترامك من إتمام طباعة المواد الانتخابية كافة، سيغدو بإمكان الناخبين الراغبين بالتصويت الغيابي، أو التصويت عبر البريد، إرسال طلباتهم للحصول على لوائح الانتخاب المعرّبة.
وسوف يحدد مكتب الكليرك المواعيد النهائية، لمجمل الخطوات الانتخابية، خلال الفترة القصيرة القادمة.
Leave a Reply