استطلاع: الطلاب المسلمون يتعرضون للتنمّر في المدارس وعبر الإنترنت
ميامي – أعلنت مدرسة بولاية فلوريدا، فصل معلمة بسبب قيامها بإزعاج وإهانة طلاب مسلمين خلال أدائهم للصلاة بإحدى قاعات المدرسة، فضلاً عن اتهامها لهم بممارسة السحر.
وقالت مدرسة «أكاديمية فرانكلين» المشتركة (تشارتر) بمدينة پمبروك پاينز (شمال ميامي) إنه تم فصل المعلمة بعد تداول فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يوثق الواقعة ويظهرها وهي تهين الطلاب بالقول والفعل.
وكان قد تم تداول مقطع الفيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر فيه ثلاثة طلاب مسلمين وهم يؤدون الصلاة، بينما يقرأ أحدهم «سورة التين» من القرآن الكريم. وعندما نزل الطلاب على الأرض للسجود كان يُسمع صوت المعلمة في الخلفية وهي توجه إليهم إهانات لفظية وتصف صلاتهم بالسحر قائلة: «انتظروا، هذا مكتبي، وأنتم تؤدون السحر هنا»، وأضافت: «اعذروني أنا أؤمن بالمسيح، لذلك سأقاطعكم».
ثم يُسمع صوت المعلمة الإفريقية الأميركية وهي تنفخ صافرة محاولة تشتيت صلاة الطلاب قبل أن تمشي بقدمها على سجادة الصلاة وتمر من بينهم وهم ساجدون حتى كادت أن تدهس يدَي أحدهم.
وأشارت شبكة «أن بي سي نيوز» في تقرير لها عن الحادثة، إلى أن المسلمين يؤمنون أيضاً بالمسيح مثلهم مثل المسيحيين، مؤكدة أن الصلوات الإسلامية الخمس اليومية مقدسة للغاية بالنسبة للمسلمين، وبمجرد أن تبدأ لا ينبغي أن يقطعها الآخرون أو حتى الذين يصلون أنفسهم.
وأثار فيديو الحادثة، الكثير من الغضب على الإنترنت، وعلق البعض قائلين إن المعلمة كان يجب أن تكون لديها معرفة بأن هذا ليس سحراً، وأنهم يصلون فقط، مشيرين إلى أنها كانت يجب أن تحترمهم بدلاً من أن توجه إليهم الإهانات.
من جانبه أوضح صاحب الحساب الذي نشر مقطع الفيديو على تطبيق «تيك توك» أن الطلاب حصلوا على إذن من معلمتين للصلاة في الغرفة، وأن كل شيء كان يجري على ما يرام، قبل أن تدخل هذه المعلمة وتوجه إليهم هذه الإهانات.
وبعد انتشار الفيديو نشرت المدرسة بياناً عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» استنكرت فيه ما حدث وقالت: «في وقت سابق اليوم، تمت مشاركة فيديو مقلق للغاية متداول عبر «تيك توك» عن واقعة حدثت في أكاديمية فرانكلين. ونريد أن نوضح أننا لا نتسامح بأي شكل من الأشكال مع هذا السلوك العنصري الذي قامت به المعلمة تجاه الطلاب».
وأضافت المدرسة قائلة: «رغم أننا لا نناقش شؤون الموظفين علناً، إلا أننا نعلن أن هذه المعلمة المعنية لم تعد عضواً في فريق العمل بأكاديمية فرانكلين بعد اليوم». وتابع البيان: «نتطلع إلى مواصلة مبادراتنا لخلق عالم أفضل وأكثر سلاماً من خلال التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات والأعراق المختلفة».
ترحيب
من جانبه، رحّب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) بقرار المدرسة وقيامها بفصل المعلمة التي وصف سلوكها بأنه «كراهية».
وقال المدير التنفيذي للمجلس في فلوريدا عبدالله جابر «إنه أمر مهم أن يعرف إداريو المدارس والموظفون فيها، الممارسات الدينية الأساسية، لخدمة الطلاب الذين يؤدون شعائر عقيدتهم، كما حدث في هذه الحالة مع طلاب مسلمين، وبذلك سنتمكن من حماية أطفالنا»، وأضاف قائلاً: «نرحب بالاستجابة السريعة من إدارة المدرسة».
وأشار فرع «كير» في فلوريدا إلى تقرير يوضح أن العام الحالي 2022، شهد ارتفاعاً حاداً في الشكاوى الواردة بشأن التنمر ضد المسلمين والتمييز في المدارس.
ووفقاً للتقرير فقد أفاد حوالي 48 بالمئة من العائلات المسلمة التي شملها الاستطلاع من قبل معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم ISPU بوجود طفل في سن المدرسة «واجه التنمر على أساس الدين».
وقالت المنظمة إن التقرير أكد أيضاً أن خُمس العائلات المسلمة أفادت بأن التنمر حدث يومي تقريباً. ووفقاً لاستطلاع ISPU، فقد أفاد الآباء المسلمون أن أطفالهم تعرضوا للتنمر بسبب إيمانهم في المدرسة من قبل طلاب وموظفين، وقال 64 بالمئة منهم إن التنمر جاء من طلاب آخرين في المدرسة، فيما قال 42 بالمئة إنه جاء من معلم أو مسؤول بالمدرسة.
وكان التنمر عبر الإنترنت أيضاً، حيث أبلغ 31 بالمئة من العائلات عن تعرض أطفالهم للتنمر من قبل طلاب آخرين عبر الإنترنت، وزعم 19 بالمئة أن المعلم أو مسؤول المدرسة هو مصدر التنمر عبر الإنترنت.
وأكد معهد ISPU أنه يتعين على العديد من الأطفال والآباء المسلمين القلق بشأن التنمر على أساس الدين في المدرسة وعلى الإنترنت من الطلاب الآخرين وحتى المسؤولين الموثوق بهم في المدرسة.
Leave a Reply