بوسطن – قالت رئيسة «جامعة هارفارد»، كلودين غاي، إنها ستستقيل من منصبها لتنهي فترة ولاية استمرت ستة أشهر شابتها مزاعم بالسرقة الأدبية وردود فعل عنيفة على شهادتها أمام الكونغرس حول «معاداة السامية» في الحرم الجامعي.
وتعرضت غاي لضغوط للاستقالة من قبل المجتمع اليهودي وأنصار إسرائيل في«هارفرد» وبعض أعضاء الكونغرس بسبب تعليقاتها في جلسة استماع عقدت في الخامس من كانون الأول ديسمبر الماضي، فيما ظهرت لاحقاً عدة مزاعم تتهمها بالسرقة الأدبية في عملها الأكاديمي في الأشهر الأخيرة.
وفي رسالة إلى هارفرد، يوم الثلاثاء الماضي، قالت غاي إن قرارها بالتنحي كان «صعباً للغاية». وقالت «بعد التشاور مع أعضاء الجامعة، أصبح من الواضح أنه من مصلحة الجميع أن أستقيل حتى تتمكن الجامعة من اجتياز هذه اللحظة المليئة بالتحديات الاستثنائية».
وقالت الهيئة الإدارية للجامعة المكونة من 11 عضواً، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى طاقم «هارفرد»، إن أعضاءها قبلوا استقالة غاي «بأسف»، وإن العميد وكبير المسؤولين الأكاديميين، آلان غاربر، سيتولى منصب الرئيس المؤقت.
وأدلت غاي، ورئيسة «جامعة بنسلفانيا» التي استقالت أيضاً، ليز ماكغيل، ورئيسة «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، سالي كورنبلوث، بشهادتهن أمام لجنة بمجلس النواب الأميركي حول تزايد معاداة السامية في حرم الجامعات بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وفي 12 ديسمبر الماضي، أعلن مجلس إدارة «جامعة هارفرد» عن دعمه لكلودين غاي وأنها ستظل في منصبها.
وكتب مجلس الإدارة حينها «تؤكد مناقشاتنا الواسعة ثقتنا بأن الرئيسة غاي هي القائدة المناسبة لمساعدة مجتمعنا على التعافي والتصدي للقضايا المجتمعية الخطيرة التي نواجهها».
وطلبت بعض الجهات المانحة والخريجين وأعضاء الكونغرس من غاي أن تقدم استقالتها تماماً كما فعلت زميلتها ماكغيل، في جامعة بنسلفانيا، لكن العديد من أعضاء هيئة التدريس والخريجين الآخرين تصدوا للدفاع عنها وطلبوا من مجلس الإدارة أن يفعل الشيء ذاته.
وأحجمت الرئيسات الثلاث عن إعطاء إجابة بسيطة بقول «نعم» أو «لا» عند سؤالهن عما إذا كانت الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود ستنتهك مدونات قواعد السلوك المتعلقة بالتنمر والمضايقات في الجامعات. وبدا أنهن يتهربن من السؤال حول ما إذا كان ينبغي معاقبة الطلاب الذين يطالبون بالإبادة الجماعية لليهود.
وقالت غاي وماغيل وكورنبلوث للمشرعين إن سياق الحديث أمر مهم وعليهم أن يأخذوا حرية التعبير في الاعتبار. واعتذرت غاي في وقت لاحق عن تصريحاتها في مقابلة مع صحيفة الطلاب بـ«جامعة هارفرد».
وبسبب عدم الرضا عن شهادتهن، وقع أكثر من 70 مشرعاً أميركياً على رسالة تطالب مجالس إدارة الجامعات الثلاث بإقالة الرؤساء.
واستقالت ماغيل بعد تلقيها ردود فعل عنيفة بسبب تعليقاتها.
وقالت غاي، أول رئيسة سوداء في تاريخ جامعة هارفارد الممتد لـ388 عاماً، في رسالتها، الثلاثاء الماضي، إنها تعرضت لهجمات عنصرية.
وبعض منتقدي غاي، بما في ذلك الملياردير، بيل أكمان، جادلوا بأنه تم اختيارها لهذا الدور كجزء من جهود الجامعة لتعزيز التنوع وليس لمؤهلاتها.
وقالت غاي: «لقد كان من المحزن أن يتم التشكيك في التزاماتي بمواجهة الكراهية والتمسك بالصرامة العلمية –وهما قيمتان أساسيتان بالنسبة لشخصيتي– ومن المخيف أن أتعرض لهجمات وتهديدات شخصية يغذيها العداء العنصري».
Leave a Reply