ستيرلنغ هايتس – إنهم ينتقلون من البرية إلى مدننا، فهل حان الوقت لقبول حقيقة أن ذئاب الكويوتي (القيوط) موجودة بيننا لتبقى؟ هذا ما ناقشه مسؤولو بلدية ستيرلنغ هايتس مع السكان المحليين في اجتماع عام عُقد بعد تسجيل عدد كبير من البلاغات حول مشاهدة هذا الحيوان المفترس في أحياء ومنتزهات المدينة.
وأوضح الخبراء للحضور الحاشد في «مركز الطبيعة» التابع لبلدية ستيرلنغ هايتس، بأن ذئاب الكويوتي لها «مكان مهم في النظام البيئي»، مؤكدين أنها ستستمر بالظهور في المدينة وبقية مناطق الولاية «سواء أحببنا ذلك أم لا».
وأدلى خلال الاجتماع عددٌ من السكان المحليين بشهاداتهم حول رؤية الكويوتي قرب منازلهم أو أثناء تنزههم في أحضان الطبيعة بمنتزهات المدينة.
وقال قائد شرطة المدينة، ديل دواكاوسكي، إن ذئاب الكويوتي لا تظهر فقط في ستيرلنغ هايتس، بل تمت مشاهدتها أيضاً في كل مقاطعة من مقاطعات ميشيغن تقريباً.
ولا تسمح قوانين ستيرلنغ هايتس بإطلاق نيران الأسلحة أو صيد الذئاب ضمن حدود المدينة، لكنها تجيز استخدام الأسلحة المرخّصة للدفاع عن النفس في حال التعرض لهجوم الكويوتي، وفقاً لدواكاوسكي.
ويشار إلى أن ستيرلنغ هايتس هي رابع أكبر مدن ولاية ميشيغن، خلف وورن وغراند رابيدز وديترويت، بحوالي 133 ألف نسمة، يشكل الأميركيون المتحدرون من البلدان العربية نسبة كبيرة منهم.
وقال الخبراء في «مركز الطبيعة» إن مشاهدات الكويوتي غالباً ما تحدث عند شروق الشمس أو غروبها، مشيرين إلى أنها نادراً ما تخرج من جحورها أثناء النهار. وقدموا نصائح للحضور بشأن كيفية التصرف لدى رؤية هذه الحيوان المفترس الذي يتراوح طوله بين 40 و60 إنشاً ووزنه بين 20 و46 باوند، أما لون الكويوتي فيتدرّج بين الأحمر والرمادي.
والكويوتي –أو الذئب الواوي– هو حيوان مفترس يعرف بعوائه الغريب والمخيف الذي يسمع عادة ليلاً أو في الصباح الباكر. ويستطيع الذئب الواوي أن يقضي على عشرة آلاف فأر في العام الواحد، وبذلك يخلص الإنسان من مضار القوارض والخسائر التي تكبدها للزراعة.
وتشير دراسات علمية إلى أنه حين تراجعت أعداد الكويوتي في الولايات المتحدة تدهور إنتاج الحبوب وتضاعفت مقادير الكميات التي أكلتها الفئران من الحقول والصوامع.
نصائح سلامة
في حال رؤية ذئب كويوتي، ينصح الخبراء بإصدار صوت عال والابتعاد عنه ببطء، دون إدارة الظهر له.
وكانت عدة مدن وبلدات في منطقة ديترويت قد شهدت خلال الأشهر الماضية، زيادة ملحوظة في مشاهدات الكويوتي من قبل السكان، لاسيما في كانتون وديربورن حيث قام البعض بتصوير هذا الحيوان المفترس وهو يتجول في محيط منازلهم.
وقد دأبت السلطات المحلية على طمأنة السكان من أن الكويوتي نادراً ما تقوم بمهاجمة البشر وأنه لا مبرر للشعور بالخوف من وجودها قرب الأحياء السكنية.
ووفقاً للخبراء في وزارة الموارد الطبيعية في ميشيغن، تعلمت ذئاب الكويوتي كيفية التأقلم والبقاء على قيد الحياة في المناطق الحضرية، من خلال الاعتماد على مصادر الغذاء المتوفرة في المهملات وفضلات الطعام التي يمكن العثور عليها في الشوارع وصناديق القمامة والحدائق.
ومع اقتراب فصل الشتاء تزداد حركة ذئاب الكويوتي بحثاً عن الطعام والمأوى، لذلك تنصح السلطات بإزالة مصادر الغذاء التي يسهل الوصول إليها في محيط المنزل. إذ أنه من غير المرجح أن تغادر الحيوانات منطقة ما، طالما أنها تنعم بالأمان ووفرة الغذاء.
ويشير الخبراء إلى أن الصراخ المفاجئ أو التصفيق أو افتعال ضجيج يساعد على إخافة الذئاب وتذكيرها بأنها لا يمكنها أن تعيش بجوار البشر.
Leave a Reply