نيويورك – بعد الحصول على تصريح من السلطات المحلية، رُفع الأذان في المكبرات الخارجية لأحد مساجد مدينة نيويورك الأسبوع الماضي، وسط ترحيب من المسلمين بقدرتهم على ممارسة شعائرهم الدينية بحرية في كبرى مدن الولايات المتحدة.
وفي حزيران )يونيو) الماضي، كانت مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، أول مدينة أميركية كبيرة تجيز رفع الأذان عبر مكبرات الصوت، حيث سمحت البلدية بالمناداة إلى إقامة الصلاة من مآذن أكثر من عشرين مسجداً في المدينة التي تضم أعداداً متزايدة من المسلمين، لاسيما المتحدرين من الصومال.
ويستند تصريح رفع الأذان إلى قواعد تشمل مستوى قوة الصوت وساعات البث المسموحة بما يتماشى مع قوانين الإزعاج، ما يعني أن الأذان الخاص بصلاتي الفجر والعشاء يتم بثه فقط في الداخل، بينما تستطيع المساجد المجازة رفع الأذان الخارجي ثلاث مرات يومياً.
والجدير بالذكر أن هامترامك في ولاية ميشيغن، كانت أول مدينة أميركية تسمح برفع الأذان عبر مكبرات الصوت قبل أكثر من 18 عاماً. إلا أن المدينة التي يقدر عدد سكانها بنحو 28 ألف نسمة وتقطنها أغلبية مسلمة، لا تعدّ من المدن الأميركية الكبرى، مثل مينيابوليس ونيويورك.
وتشارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على مدى الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، مقطع فيديو يوثق رفع الأذان في مسجد «دار الدعوى» بحي أستوريا بمنطقة كوينز، بعد أن سمحت السلطات برفع الأذان الخارجي ثلاث مرات في الحي الذي يقطنه عدد كبير من المسلمين ويقدر عدد سكانه بأكثر من 85 ألف نسمة.
وكانت ناشطة مصرية أميركية قد أعلنت عبر حسابها على موقع «تويتر»، الحصول على ترخيص لرفع الأذان الخارجي في أستوريا. وقامت رانا عبدالحميد، وهي رائدة أعمال وناشطة ومؤسِّسة لمنظمة «حجاب نيويورك»، بمشاركة مقطع الفيديو لأول أذان يتم رفعه عبر مكبر صوت بضاحية كوينز بعد الحصول على الإذن من السلطات. وأعربت عن امتنانها بقولها: «الحمد لله صوت الأذان يُسمع الآن في شوارع أستوريا لأول مرة».
وأضافت أن هذا الإنجاز يعتبر علامة بارزة للمجتمع المسلم الذي يعيش في نيويورك، لأنه يسلط الضوء على أهمية الحرية الدينية والتعددية الثقافية، «فهو بمثابة تذكير بأنه على الرغم من الاختلافات في الثقافة والدين، يمكننا جميعاً أن نجتمع معاً ونحتفل بتنوعنا بطريقة سلمية ومحترمة».
كما أوضحت رانا، وهي أيضاً عضوة بمنظمة الديمقراطيين الاشتراكيين، أهمية الأذان لغير المسلمين، قائلة: «لمن لا يعلم، يصلي المسلمون خمس مرات في اليوم، وفي تلك الصلوات لدينا آذان جميل للصلاة يُنادى بصوت عالٍ للمسلم.. فالأذان جزء مهم من شعائرنا الدينية، وغالباً ما يكون وجوده بمثابة حنين إلى مجتمعاتنا».
كما عبرت والدتها منى البغدادي عن سعادتها لرفع الأذان بمكبرات الصوت لأول مرة، قائلة إنها أخيراً ولأول مرة بعد 30 عاماً من وجودها بأميركا تتمكن من سماع الأذان في أرجاء مدينتها.
Leave a Reply