بغداد – يبدو أن قدر العراقيين، منذ الغزو الأميركي لبلدهم في العام 2003، هو السير في جنازات لا تنتهي جراء تفجيرات دموية، غالبيتها انتحارية، استهدفت، في ثالث هجوم منسق يقع في بغداد في اربعة اشهر، مؤسسات حكومية، ولا يمكن ادراجها في اي سياق سياسي سوى الرغبة في سفك الدم العراقي، كما لا يمكن وضعها في خانة المقاومة للاحتلال الاميركي، ولا حتى في خانة الفتنة المذهبية، خصوصا وانها تطال السنة والشيعة على حد سواء.
وقد تبنى تنظيم “القاعدة” المسؤولية عن التفجيرات ليحرج المالكي عشية مثوله المتوقع امام البرلمان مع اشتداد حدة الاتهامات بالتقصير. وتبنت دولة العراق الاسلامية، الجناح العراقي لتنظيم “القاعدة”، الاربعاء الماضي الاعتداءات حسب ما ذكر الموقع الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية “سايت”، مكذبة بذلك اتهامات حكومة المالكي للسعودية وسوريا بالتورط في هذه التفجيرات.
وذكر المصدر ان بيان دولة العراق الاسلامية الذي تبنى اعتداءات بغداد نشر على مواقع جهادية. واضاف ان “القاعدة” التي تبنت عدة اعتداءات في العراق هذا العام، حذرت في بيانها من انها ستواصل حملة الاعتداءات حتى تطبيق الشريعة الإسلامية في العراق. وقرر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تعيين قائد جديد لعمليات بغداد.
وفي تفاصيل الهجوم الدامي الذي هز بغداد فقد لقي 127 شخصاً مصرعهم وجرح مئات بانفجار خمس سيارات مفخخة يقود اربع منها انتحاريون الثلاثاء الماضي في مناطق متفرقة من بغداد استهدفت محاكم ومؤسسات حكومية.
واكدت تقارير اعلامية ان اربعة من اصل انفجارات الثلاثاء الخمسة حدثت في قطاعات خاضعة لسيطرة الجيش وليس لوزارة الداخلية، مشيرة الى ان “عمليات بغداد هي الجهة الآمرة والناهية” في كل ما يتعلق باي تحرك أمني في العاصمة. وكان اللواء في الشرطة جهاد الجابري، وهو مدير عام مكافحة المتفجرات، دعا الى “محاسبة آمري الوحدات العسكرية لاستخدامهم غير المتدربين”، وقال “يجب محاسبة الجميع حتى قائد الفرقة والمفروض سجنهم (…) هكذا يجب ان يكون الحساب”.
كما لمح الجابري الى تورط سوريا والسعودية قائلاً ان المتفجرات “نظامية جاءت من الخارج، والبعثيين ارتكبوها (التفجيرات) بالتعاون مع القاعدة وساعدتهم دولة مجاورة وهذه تحتاج الى اموال ودعم كبير جدا من سوريا او السعودية او غيرها”. واضاف ان “الدولة غير غافلة عن هذا الموضوع (…) اقل سيارة كانت محملة 850 كلغ، لا يمكن تصنيعها في بغداد، هذا مفرقع نظامي جاء من الخارج”.
وتابع الجابري ان “تفخيخ سيارة صغيرة يحتاج الى مئة ألف دولار، لكن السيارات المفخخة كانت حافلات نقل صغيرة، والمفرقعات باهظة الثمن وغالية جداً وقوة الـ”سي فور” الانفجارية اكثر من الديناميت-من نوع تي أن تي-”.
وحذر المالكي في وقت سابق الاربعاء الماضي من “سقوط الهيكل” فوق رؤوس الجميع واستخدام الوضع الامني في الدعاية الانتخابية. وقال “ادعو الى عدم المزايدة بالدماء والمتاجرة بها وان لا تكون هذه الفواجع فرصة لاثارة الخلافات تحت عناوين سياسية او دعايات انتخابية لان هذا الهيكل اذا سقط فسوف يسقط على الجميع ولن تستفيد منها كتلة او قائمة انتخابية”. واضاف “يجب ان تبقى الدعاية الانتخابية محترمة لا تمس المحرمات والخطوط الحمراء”.
Leave a Reply