بغداد – مع اقتراب موعد الانسحاب الأميركي من العراق وبالتزامن مع سقوط سبعة قتلى من الجيش الأميركي في غضون أسبوع طردت الحكومة العراقية، مطلع الأسبوع الماضي، وفدا من أعضاء الكونغرس الأميركي كانوا يزورون العراق، وذلك على خلفية مطالبة رئيس الوفد النائب الجمهوري دينا رورا باكر بغداد بدفع جزء من الأموال التي أنفقتها بلاده في العراق منذ غزوه في العام 2003.
وقال المتحدث باسم الحكومة وزير الدولة علي الدباغ إن حكومته أبلغت “السفارة الأميركية بأن هؤلاء الأشخاص غير مرحب بهم في العراق.. وقد غادروا بعد ذلك”، وعزا ذلك إلى أن “التصريحات التي سمعناها من هؤلاء تمثل تجاوزا لسيادة العراق ولهجة إعلامية غير مقبولة وتدخلا سافرا في شأن يقرره العراقيون”، في وقت اكتفت السفارة الأميركية بالتوضيح على لسان المتحدث الرسمي باسمها ديفيد رانز بأن “أعضاء الكونغرس الذين يزورون العراق لا يمثلون بالضرورة وجهات نظر الإدارة الأميركية، ولا حتى الغالبية داخل الكونغرس”.
وعلى خلفية ما قاله رورا باكر بأنه ناقش إعادة بعض المبالغ الطائلة التي أنفقتها الولايات المتحدة في العراق في السنوات الثماني الماضية مع رئيس الوزراء نوري المالكي، أكد الدباغ أن “المسؤولين الأميركيين لم يطرحوا موضوع التعويضات عندما التقوا بالمالكي، وقد فوجئنا بما قالوه عن هذه المسألة أمام الصحافيين”، مشددا على أن التصريحات الأميركية “تسيء إلى العلاقة الاستراتيجية بيننا، ونحن لا نسمح لأي طرف كان أن يملي علينا ما نفعله”.
خلافات
من جهة أخرى، الخلاف بين المالكي ومنافسه الأبرز إياد علاوي، ليسجل عراكا بين نائبين ومغادرة لجلسة برلمانية ودعوى قضائية، وسط تحذيرات من إمكان عودة البلاد إلى مرحلة الأزمة المفتوحة.
وقال مصدر برلماني إن “مشادة كلامية حصلت بين النائبين حيدر الملا المنتمي إلى كتلة العراقية بزعامة علاوي وكمال الساعدي المنتمي إلى دولة القانون بزعامة المالكي، تطورت إلى مواجهة جسدية مباشرة”. وأضاف المصدر أن “الساعدي اتهم الملا بالإرهاب خلال المشادة الكلامية التي وقعت في صالة الاستراحة في مبنى البرلمان، ثم قام بضربه بعكاز كان يستخدمه، وحين حاول الملا الرد عليه تدخل نواب آخرون وفصلوا بينهما”.
وفيما أكد الساعدي أن “الملا أساء لي بالإعلام واتهمني بالكاذب وطلبت منه الاعتذار ولم يعتذر.. والعصا التي احملها معي هي للاتكاء عليها فقط”، أجاب الملا ردا عن سبب نعته الساعدي بـ”الكاذب” بالقول “نحن قلنا أن الساعدي يزيف الحقائق لكونه لا يستطيع أن يستمع لمن يريد الدفاع عن حقوق الشعب العراقي”. وكان زعيم قائمة “العراقية” قال يوم الجمعة الماضي، في خطاب متلفز عقب تظاهرات شارك فيها مئات العراقيين للمطالبة بتحسين الأداء الحكومي، إن المالكي “اعتمد على الأجنبي ودعمته إيران ليكون رئيسا للوزراء”.
Leave a Reply