دنفر – أعلن مسؤولون أميركيون تزايد حالات الإصابة ببكتيريا الليستريا الناجمة عن الأطعمة الملوثة بشكل يثير القلق، حيث وصل عدد الوفيات إلى 16 شخصا (مع صدور هذا العدد).
فقد أعلنت العديد من المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض السارية أن 18 ولاية أميركية أبلغت حتى الثلاثاء الماضي عن انتشار أربعة أنواع من بكتيريا الليستريا القاتلة، مما يؤشر على وجود حالة وبائية.
وبحسب المصادر الرسمية الأميركية المختصة تم الإبلاغ عن أكثر من 72 حالة توفي منها 16 حالة في نيو مكسيكو وكولورادو وتكساس وكنساس وميرلاند وميزوري ونبراسكا وأوكلاهوما. وحتى تاريخه لم تسجل أية حالة في ميشيغن. وأوضحت المصادر نفسها أن الاختبارات أكدت وفاة 13 شخصا نتيجة الإصابة ببكتيريا الليستريا، بينما لا تزال الفحوص جارية للتأكد من سبب وفيات ثلاثة آخرين.
وأشارت مصادر رسمية إلى أن الخبراء تتبعوا مصدر الوباء إلى مزرعة في ولاية كولورادو سبق أن استرجعت كميات من فاكهة الكانتلوب (الشمام) الملوثة بالبكتيريا، فضلا عن أن لجان التفتيش الصحي عثرت على كميات من هذه الفاكهة الملوثة في محال تجارية في الولاية المذكورة. وأضافت أن التحريات كشفت أن كميات من هذه الثمار الملوثة من المزرعة المذكورة في ولاية كولورادو شحنت إلى 25 ولاية أخرى خلال الفترة من 29 تموز (يوليو) إلى 10 أيلول (سبتمبر) الماضيين.
في الأثناء، حذرت مصادر طبية مختصة من احتمال ارتفاع عدد الإصابات نظرا لأن الأعراض لا تظهر بسرعة، إذ إن المصاب قد يستغرق أربعة أسابيع للشعور بالمرض الذي ينجم عن تناول أطعمة ملوثة ببكتيريا الليستريا.
وفي هذا السياق، يعتبر الأطباء أن فترة الحضانة الطويلة للبكتيريا تشكل قلقا كبيرا لأنه يمكن أن يكون المرض قد بدأ فعليا بالتفشي منذ فترة لا تقل عن أسبوعين، إلا أن الإصابة به لم تظهر إلا في الأيام القليلة الماضية، وبالتالي لا يمكن حصر مكان وعدد الإصابات بشكل دقيق. ويعتبر عدد الوفيات المعلن عنه رقما يتجاوز حصيلة وفيات تفشي مرض السلامونيلا عام 2009، حيث سجل في حينه تسع وفيات فقط من أصل 700 إصابة.
الليستريا
من الناحية العلمية تعتبر الليستريا بكتيريا توجد في التربة ومياه الينابيع والنباتات والأغذية بشكل عام، وتسبب الإصابة بمرض يحمل نفس الاسم نسبة إلى الطبيب والعالم البريطاني جوزيف ليستر. وتتميز هذه البكتيريا بخصائص فريدة، منها قدرتها على العيش في درجات حرارة منخفضة تتراوح ما بين 4 إلى 37 مئوية، وهي نفس الدرجات التي توجد في مستودعات تبريد الفواكه ومشتقات الألبان غير المبسترة والأطعمة المعالجة مثل النقانق. وعادة ما تظهر أعراض الإصابة بهذا المرض على شكل ارتفاع في درجة حرارة المصاب وأعراض قريبة من الإصابة بمرض التهاب السحايا. ويشكل هذا المرض خطرا كبيرا على المسنين والنساء الحوامل والمرضى الذين يعانون ضعفا في أنظمة المناعة.
Leave a Reply