لو سألت أحد العاشقين عنها لهمس لك وعيناه تلمعان “إنها الطريق إلى الجنة”، في حين تصفها الأساطير القديمة، الشرقية، بأنها “مفتاح الخطيئة الأولى التي أدت إلى طرد آدم وحواء من الجنة”.
والأسطورة تقول أنه ذات صباح كانت حواء تغط في نوم عميق عندما سقطت بضع قطرات ماء فوق شفتيها، ولما أراد آدم أن يرشفها بشفتيه، ابتسمت حواء ابتسامة الأنثى الساحرة وسرى التيار في مشاعره أخيرا. وكانت أول قبلة في التاريخ، وكانت أغلى قبلة إذ لازلن بنات حواء يدفعن ثمنها، وكانت الخطيئة الأولى وكان الخروج من الجنة.
هنا، في اليونايتد ستايتس أوف أميركا، لا يصدقون الأساطير، وكل شيء يخضع للدراسة والبحث، وبعد دراسة مستفيضة قام بها علماء الكيمياء ونشرتها إحدى المجلات “الباردة” أكدوا فيها، أن القبلة ولدت بين سكان الكهوف في العصر الحجري عندما كان أهلها يلملمون الملح بشفاههم عن وجنات بعضهم البعض، وربما من وقتذاك استساغ البعض من الرجال والبعض من الستات تقبيل أشباههم، فكانت المثلية الجنسية، في حين يرى بعض المؤرخين أن معظم كتب التاريخ القديمة تشير إلى أن الهند، كانت مهد القبلة، قبل آلاف السنين من ولادة السيد المسيح.
ورغم اختلاف تحديد زمان القبلة وشهادة ولادتها، تبقى مجهولة الهوية، وتتجدد وتتوالد في كل مرة تتلامس الشفاه بحرارة.
اليونانيون القدماء، كانوا يصفونها بـ”هبة الإله”، لذا أصدروا قانونا يمنع تبادلها في الشارع ليحافظوا على هالتها وقداستها الروحية.
والفرنسيون كانوا يحذرون بناتهم منها (ليش البنات دائما؟) لما فيها من إغراء قد يوقعهن في التجربة. يا سلام!
أما الإنكليز فقد نشروا عادة تقبيل الزوج لعروسه، فقط، فور انتهاء مراسم الزواج. هذه القبلة برأيهم تجلب للعروسين الحظ السعيد.
أما أجداد برلسكوني الإيطاليون فقد حرموها قبل الزواج تحريما قاطعا، لتبقى وعدا وعهدا وميثاقا على وفاء القلوب بعده.
أما عندنا نحن العرب، فالنظرة حرام، فكيف بالقبلة؟ فهي محرمة ومكروهة وناقضة للضوء ولاهية عن الصلاة ومقدمة للفحشاء والمنكر. لعن الله المقبِّل والمقبَّل.
القبلة ليست فعلا يكتب بالشفاه، على الشفاه فقط، فهي عدة أنواع منها قبلة الاحترام وقبلة الاستسلام وقبلة الخضوع وقبلة الخد وقبلة اليد وقبلة التحية وقبلة الوداع. وقبلة فتيات الفياغرا الفضائية اللواتي لا يتحرجن في بوس المشاهدين.
الكاتب الفرنسي ألفرد دو موسيه كان يعبر عن حبه الكبير بتقبيله عيني حبيبته جورج صاند (لم يكن وقتها فراشي أسنان تعمل بالكهرباء أو أنها كانت تحب أكل الثوم والبصل) المهم كانت تلك القبلة بالنسبة للكاتب مفتاح القلب والروح، في حين أنها بالنسبة لأبناء الشرق، هي قبلة الفراق، لذلك طلب محمد عبدالوهاب من حبيبته حين غنى: بلاش تبوسني في عينيا.. دي البوسة في العين تفرق!
رغم كل شيء تبقى القبلة الحرارة والنشوة بين الشفاه تسحر الروح وتخلب اللب وتنشط القلب وقد تعجل أيضا بالزواج.. ولا عجب أن يفشل الزواج سريعا هذه الأيام، لأن معظم شفاه الذكور والإناث غليظة منفوخة بـ”البوتكس” ومطلية بشتى الأصباغ، يعني البوسة هالأيام مثل فواكه هالأيام، ما لها طعم ولا فكاهة ولا مازية، كما أفتى غوار الطوشة.
من أطرف القصص على الانترنت، أن امرأة شابة في دولة محافظة طلبت الطلاق لأن بعلها لم يعد يقبلها كل يوم، مثلما كان الحال في شهر العسل. والأطرف من ذلك، أن يحكم القاضي على الزوج بتقبيل “حرمته” أكثر من عشر قبلات في اليوم، فاستأنف الزوج الحكم. وسوف أخبر القراء بالقرار النهائي عندما يصدر.
كم زوجة أخالها الآن، تراودها فكرة الطلاق وكم أزواجا ستضيق بهم محاكم الاستئناف؟
Leave a Reply