“الحركة الثقافية ليست حزبا أو نقابة بل هي مؤسسة رأي عام ثقافية تهتم بالوعي”
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
يفتتح رئيس “الحركة الثقافية في لبنان” بلال شرارة عضو المكتب السياسي لحركة “أمل” حديثة بالكلام عن “الرمزية” فور سؤاله عن ماهية المركز الثقافي في بنت جبيل المزمع إنشاؤه من ضمن مشاريع الحركة الثقافية اللبنانية: “فهو يقع في منطقة تسمى “مطّل عيثرون”، مربع الصمود أو التحرير، على بعد 800 متر من فلسطين السليبة، فهذا الموقع الجغرافي للمركز الثقافي يجعل له رمزية كموقع ثقافي عربي متقدم للتصدي للفكر الاستيطاني التوسعي”. ويضيف شرارة بأن “المركز يمكن أن يكون موقعا متقدما للمقاومة الثقافية، لأنه بدون الثقافة لا يمكن أن تتحقق المقاومة، ولولا الثقافة لما تحققت المقاومة المسلحة من الجنوب إلى بوابة خلدة في اجتياح عام 1982. فالمقاومة لم تبدأ مع الحركة الإسلامية، أو الوطنية، أو الفلسطينية، فالمقاومة يمكن أن تبدأ بموقف والموقف يحرك البندقية… فالمقاومة هي بالأصل عمل إنساني نابع من الثقافة”.
يشرح شرارة الأسباب الموجبة لإنشاء المركز الثقافي في بنت جبيل بالإشارة إلى أن هذه محنة المنطقة، “فمدينة بنت جبيل وقراها هي منطقة محرومة ليس على صعيد الخدمات فقط بل على الصعيد التربوي والثقافي والاجتماعي. ففي المنطقة الحدودية الجنوبية لا يوجد مكان لتقديم أعمال مسرحية أو عروض سينمائية أو أعمال فنية ومهرجانات شعرية أو زجلية، حتى أنه لا يوجد قاعة صالحة ومعدة لإقامة معارض للفن التشكيلي. ففي هذه المنطقة لا توجد مراكز للتدريب المهني وتطوير المهارات الفنية وتعليم اللغات والكومبيوتر والانترنت خارج نطاق المدرسة”. ويضيف شرارة “بأنه لا يمكننا في منطقة بنت جبيل إقامة معرض دائم للكتاب والمطبوعات الجديدة بسبب عدم توفر المكان الصالح والمناسب”. ويتابع “نريد أن نقدم شيئا للناس وهذا ليس ترفيها، الثقافة ليست ترفيها، فنحن في الحركة الثقافية نحرص على أن نبقى في الإطار الذي ارتضيناه لأنفسنا، فنحن لسنا حركة ترفيهية ولسنا حزبا سياسيا ولسنا نقابة، نحن مؤسسة رأي عام وفكر وثقافة نهتم بالوعي الجماعي. لذلك فقد حرصنا على تقديم دور المرأة والشباب، فكل قاعة من قاعات المركز هي قاعة للشباب والمرأة التي نخصصها لنقول أن كل شيء متاح لها”.
ولدى سؤاله عما تستفيده الجالية اللبنانية في ميشيغن من مركز ثقافي يتم تشييده في بنت جبيل. يقول شرارة: “سوف نعمل على إنتاج برامج ثقافية للجالية اللبنانية، فدائما كنا نُطالب من الناس بعدم وجود أماكن يذهبون إليها عندما يزورون لبنان، خاصة من أبناء مدينة ديربورن الذين ينتمي معظمهم الى المنطقة الحدودية في جنوب لبنان. سوف نعمل على توأمة بين المركز الثقافي في بنت جبيل والمراكز والنوادي الثقافية والاجتماعية والدينية في ميشيغن. سنذهب إلى كل مركز ونعرض عليهم المساعدة والتعاون. ويتم العمل حاليا على إنشاء المركز الثقافي اللبناني-الأميركي”. ويضيف شرارة “بأنه على المراكز والنوادي المحلية أن تنشئ آلية تواصل فيما بينها حتى ولو كان الاختلاف السياسي قائما بينها، فقد حضرت اجتماعا وحزنت لأنني لم أر أحدا من فئة كبيرة من اللبنانيين على مقربة 45 دقيقة من مدينة ديربورن، أحب أن أرى كل التنوع اللبناني في كل الاجتماعات”.
أما على المستوى السياسي، فيرفض بلال شرارة أن يتم الدمج بين موقعه كعضو مكتب سياسي في حركة “أمل” وكرئيس للحركة الثقافية في لبنان. فهو حسب شرحه، يمارس دوره في الحركة الثقافية، ويعلل بأن منطقه في الحركة الثقافية يتماثل مع منطق حركة أمل ويتقاطع مع ما جاء في مقررات المؤتمر العام الثاني عشر والذي نص على “ربط لبنان المقيم بلبنان المغترب عبر شبكة اتصالات إدارية وتربوية واقتصادية وثقافية”، ويقول: “ناضلت مع الجامعة اللبنانية الثقافية لوضع سياسة اغترابية، وسوف أناضل في الحركة الثقافية ومع مؤسسات لبنانية لإجراء مسح لحاجات الاغتراب اللبناني، وأنسجم مع المشروع الاغترابي لحركة أمل”. هذا المشروع الذي تقع مسؤولية تنفيذه على مكتب العلاقات الخارجية في حركة أمل”.
ولدى تتبعه في السؤال الى اعطاء رأيه وتقييمه لعمل طلال الساحلي المشرف على تطبيق السياسة الاغترابية للحركة يقول شرارة بأن الساحلي: “بدأ يقوم بدوره، فهناك مجموعة عناصر مطلوبة للنجاح، فحركة “أمل” هي بالأصل لخدمة الناس المقيمين والمغتربين الذين سيصبحون قوة انتخابية، فالمكتب المشرف على تطبيق السياسة الاغترابية هو المعني بكل هذه الأمور. وعن التعاون بين الحركة الثقافية وحركة أمل في ميشيغن، يرد شرارة بالقول بأن ذلك مسؤولية حركة أمل فنحن كحركة ثقافية نرحب بالتعاون”.
وعن المؤتمر العام الأخير لحركة أمل يقول شرارة “بأن هذا المؤتمر يشبه من حيث أهميته المؤتمر التأسيسي، فبعد حرب تموز وبعد اتفاق الدوحة بدأت مرحلة جديدة واجتاز لبنان أزمته السياسية ونجح في تجنب وقوع حرب أهلية وجاء المؤتمر كي يعيد الأمور إلى نصابها ويرجع الحركة الى دورها الأساسي كحركة محرومين لخدمة الناس والوقوف على مطالبهم واحتياجاتهم، فالمؤتمر الأخير، طالب بوضع إطار للسياسات المطلبية وطرح كل ما له علاقة بالدولة العصرية”.. وعند مقاطعته بسؤال استيضاحي حول وجود خلل ما في حركة “أمل”، فجاء المؤتمر كحركة تصحيحية.. يجيب شرارة بالنفي ويصيف بأن “لبنان خرج من مهمات صعبة بدءا من أزمة نظام وأزمة حكم وتوتر عام في كل لبنان، فتأخر مشروعنا المطلبي. كنا نؤكد بعد اتفاق الطائف وبعد اتفاق الدوحة ولا زلنا نؤكد اليوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية كي تستمر حالة الاستقرار، مع ملاحظة أنه لا بد من مجموعة تشريعات من اللامركزية الإدارية إلى قانون عصري للأحزاب الى قانون انتخابات على اساس النسبية الى انشاء وزراة تخطيط وتصميم… وطالبنا باجراء اصلاحات ادارية وقضائية كمقدمة للدخول بعصر الدولة”.
أما على صعيد قضية الامام موسى الصدر، فيرى شرارة “أن حركة أمل ليست بوارد أن تدخل في خلاف مع رئيس الجمهورية اللبنانية لأنه لم يثر قضية الامام خلال انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك”، ويضيف بأن “كل العالم يعرف حالة القطيعة مع النظام الليبي، وقد عبر عن ذلك قرار المدعي العام اللبناني الذي أصدر مذكرة ادانة وتوقيف بحق معمر القذافي، اضافة الى التظاهرة التي قامت بها حركة أمل في نيويورك اجتجاجا على تواجد معمر القذافي في مبنى الأمم المتحدة.. قضية الامام المغيب موسى الصدر هي قضية مركزية ولم تزل حية وكل بيان وزاري يتبناها وسيتبناها البيان الوزاري للحكومة الجديدة”.
وعن وضع حركة أمل التنظيمي الداخلي يقول شرارة “أحب أن أقول للرأي العام بأن الرئيس بري يقوم منذ ثلاثة أسابيع باجتماعات شخصية مع كل شعب الحركة من مارون الراس الى قرى ومدن الساحل الى كل ضيعة بدون استثناء، ويسأل الرئيس بري عن احتياجات كل شعبة ويسمع من كل شعبة عن العوائق والمصاعب التنظيمية ويسمع من كل فرد في كل شعبة رأيه، ويقول لهم إن في حركة أمل ليس هناك مانع من التحرك المطلبي حتى ولو تألفت الحكومة وحركة أمل مشاركة فيها”. ويختم شرارة بقوله “بأننا في حركة أمل أمام اعادة هيكلة شاملة والرئيس بري يقود ثورة اصلاحية بيضاء على المستوى التنظيمي من ضمن الثوابت الحركية”.
Leave a Reply