ديربورن – «صدى الوطن»
أقامت اللجنة الثقافية في «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» بمدينة ديربورن حفلاً لتوقيع الإصدارين الأخيرين للشاعر والكاتب بلال شرارة حضرته فعاليات أدبية وثقافية وحشد لافت من أبناء الجالية العربية في المدينة مساء الأربعاء الماضي.
شرارة موقعاً كتابيه الجديدين |
ورحب عريف الحفل زهير علوية بالإنتاج الشعري الأخير لرئيس «الحركة الثقافية في لبنان» في مجموعتيه الصادرتين عن «دار عالم الفكر» و«الحركة الثقافية في لبنان»، واللتين جاءتا تحت عنوانين، هما «خطأ شائع» و«دفتر خرطوش»، مؤكداً على كثافة الطاقة الشعرية في كتابات شرارة سواء أكانت باللغة العربية الفصحى أو باللهجة المحكية.
ووصف علوية قصائد المجموعتين -اللتين جاءت إحداهما باللغة العربية الفصحى والأخرى باللهجة المحكية اللبنانية- بأنهما كتابات السهل الممتنع التي تتأبى على أقلام من لا يتمتعون بحساسية شرارة الشعرية وقدرته على «نسج العبارة التي تترك في النفس أثراً لا يندمل، ولو بعد حين».
بدورها، ألقت حنان شرارة كلمة «اللجنة الثقافية في النادي» وقالت: إن بلال شرارة لا يمكن اختصاره ببيتين من الشعر، مشيرة إلى مزايا التكوين الثقافي والعاطفي الذي يصبغ مجمل كتابات شرارة كواحد من أبناء مدينة بنت جبيل، المدينة التي لم تتغيب عن ما يخطه يراعه، والتي كانت موضوع إهداء مجموعته «دفتر خرطوش»، حيث كتب في الإهداء: «بنت جبيل حبيبتي الأزلية اللي تشي بغربتي هي.. اللي بيعرفها لما القمر يلمع ع ماسة سنها».
وخلال حفل التوقيع، ألقى الشاعر عبد النبي بزي قصيدة مطلعها:
أطلق يراعك.. أتحفنا بما كتبا
واسكب لنا الفن والإبداع والأدبا
في نهاية الحفل، ألقى الشاعر بلال شرارة بعضاً من قصائده.
إشادات
طلال حيدر، شاعر المحكية اللبنانية الأشهر، وصف بلال شرارة بـ«نجمة الجنوب»، وكتب في مقدمة مجموعة «دفتر خرطوش»: للمرة الأولى أرى شاعرا لا يعاقر الجنون ولا يحترف اللامبالاة ولا يستهتر بقيم. عاقل، وقور قدر المستطاع، يستنفر الوعي من أجل يومه، يعيش مع القوانين ويواكب شؤون الدولة مع أن قدره أن يكون شاعراً، أي أن يسكن الضفة الثانية من الحياة لأن الشعر رافض دائماً للمعقول، هارب من المألوف، منفلت من الممكن ليكشف النقاب عن المستحيل الذي يصبح ممكنا بعد أن يستحيل شعرا.
وأضاف: إذا كانت الكلمة في تدوالها المحكي هدفها أن تقترب أكثر فأكثر من موضوعها الذي تتناوله، فهي في شعر بلال شرارة غايتها أكثر فأكثر لتخلق الأعجوبة وتكون شعراً وتدرك آفاقاً لم تخطر على بال اللغة المحكية من قبل.
وكتب الشاعر والناقد عبد القادر الحصني مقدماً لمجموعة «خطأ شائع»: في هذه المجموعة الشعرية التي بين أيدينا الآن، أخذ الشاعر عنوان واحدة من قصائده وجعلها علما على المجموعة بأسرها، وعلى الرغم من أن هذا مألوف في عنونة المجموعات الشعرية إلا أن النظر إلى العنوان كعتبة نصية كاشفة عما يسود المجموعة من رؤيا، هي قلب الشأن في ما أراد أن يوصله الشاعر إلى متلقيه، يقتضينا التريث بإزائه، وتقصي ما وراءه.
Leave a Reply