العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة ديترويت، الأربعاء ١٢ آذار (مارس) الماضي، وخلفت بضعة إنشات إضافية من الثلوج، شكلت فرصة جديدة لبلدية ديربورن لإصدار مئات المخالفات الجديدة بحق السكان الذين تركوا سياراتهم مركونة على جوانب الشوارع، رغم إعلان حالة الطوارئ الثلجية، بل إن البلدية كانت قد استبقت العاصفة بتحذير أصحاب المحال والمباني التجارية من مغبة عدم إزالة الثلوج من على الأرصفة العامة المحاذية لأبنيتهم، وإلا يكونون عرضة لدفع غرامات مالية.
وكان المجلس البلدي قد ناقش في إجتماعاته الأخيرة مسألة تراكم الثلوج على الأرصفة بسبب قيام أصحاب المتاجر بإزالتها وتكديسها جانباً، مما يتسبب بعرقلة طريق المشاة ويصعّب الوصول الى محطات انتظار الحافلات العامة.
وبعد آخر اجتماع للمجلس أصدرت دائرة الإعلام في البلدية بياناً صحفياً حذرت فيه أصحاب الأعمال بضرورة إزالة الثلوج من على الأرصفة العامة المحاذية لمحلاتهم، وأشار البيان إلى أن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين.
وعليه سوف ينتشر مفتشو البلدية على مدى الأسابيع القادمة لملاحقة المخالفين لبند في اللوائح التنظيمية ينص على أن أصحاب الأعمال مسؤولون عن الحفاظ على المسارات المحاذية لمحلاتهم سالكة دائماً، وأن مخالفي هذه المادة تفرض عليهم غرامة لا تقل عن 50 دولاراً لكل واقعة. ويُسمح للبلدية بإتخاذ القرارات الملائمة لتنظيف الأرصفة في حال لم يلتزم صاحب المحل بذلك في الوقت المناسب، وحينها يتحمل الأخير النفقات الإضافية الناجمة عن إزالة الثلوج، على غرار ما تفعله البلدية في فصل الصيف للمتأخرين عن قص الأعشاب أمام منازلهم أو متاجرهم.
ومشكلة أصحاب المصالح التجارية في ديربورن مع ثلوج الشتاء، «هيّنة» أمام موجات المخالفات التي عانى منها سكان شرق المدينة هذا الشتاء مع كل إعلان لحالة الطوارئ الثلجية.
ومن المعروف أن شرطة ديربورن تقوم بصرف الغرامات لأصحاب السيارات المركونة في الشوارع، لأنها تعرقل طريق عربات إزالة الثلوج، التي تجوب جميع الأحياء في ديربورن، في خدمة لا توفرها بلديات المدن المجاورة لسكانها، لكنها تأتي مع فاتورة باهظة..
وعادة، يُنذر السكان بضرورة إخلاء الشوارع قبل 12 إلى 24 ساعة من بدء العاصفة، وفي حالة طوارئ الثلوج الاخيرة التي دوّت لها صفارات الإنذار في المدينة، بعثت البلدية -لتبرئة ذمتها- رسائل عبر مختلف وسائل التواصل، مثل «فيسبوك» و«تويتر» وموقع البلدية الالكتروني، وتلفزيون ديترويت المحلي»، وعبر نظام «نكستل» للطوارئ الذي ترسل من خلاله شرطة ديربورن رسائل نصية لأكثر من سبعة آلاف مشترك في المدينة.
وفي الواقع، فإن الكثير من سكان ديربورن لا يجدون مكاناً لركن سياراتهم غير الطريق، بسبب إكتظاظ الأحياء أو انعدام المواقف، وأيضاً بسبب تحويل العديد من كاراجات المنطقة الى استخدامات أخرى غير وظيفتها الأساسية، إيواء السيارة. وقد أرسلت شكاوى عديدة من السكان للبلدية تفيد بأن لدى البعض عدة سيارات ولا توجد ممرات أو كراجات كافية لركنها. ويقول مكتب رئيس البلدية، جاك أورايلي، إنه يعمل مع دائرة الأشغال العامة على توفير مواقف عامة للسيارات في أوقات الطوارئ الثلجية في المستقبل.
ولكن في المحصلة، وبدون حسبان مخالفات العاصفة الأخيرة يوم ١٢ آذار، لا شك أن البلدية هي «الرابح الأكبر» هذا الشتاء، حيث أصدرت ٤٦٠٢ مخالفة. غرامة الواحدة منها ٤٠ دولاراً وتُرفع الى ٨٠ دولاراً في حال عدم سدادها في غضون ثلاثة أيام. وفي عملية حسابية بسيطة، يتبين أن البلدية حققت مداخيل إضافية من جيوب سكان المدينة تتراوح بين ١٨٥-٣٦٨ ألف دولار. ومع العاصفة الأخيرة يكون مبلغ نصف مليون دولار بمتناولها تماماً.
وكانت «صدى الوطن» قد أشارت في تقرير نشرته مطلع هذا العام الى تحرير 2841 مخالفة بحلول العاصفة القطبية التي ضربت ميشيغن يوم 6 كانون الثاني (يناير). ومنذ ذلك الحين أعلنت بلدية ديربورن الطوارئ الثلجية أربع مرات ليصبح عدد المخالفات 4602 توزعت على الشكل التالي:
– 28 كانون الثاني (يناير): 287 مخالفة
– 5 شباط (فبراير) 539
– 18 شباط: 758
– ٢ آذار (مارس): 189
Leave a Reply