غموض القواعد الحالية وشكاوى التمييز ضد العرب .. تمهّد لمرسوم جديد
علّق مجلس ديربورن البلدي تنفيذ المخالفات والإشعارات بإزالة خيام الـ«غازبيو» الصادرة بحق أصحاب حوالي 40 منزلاً في المدينة، وذلك ريثما يتم إعداد صياغة جديدة تفضّ غموض المراسيم التنظيمية الحالية التي يتم تفسيرها بأشكال متناقضة من قبل الدوائر البلدية المختلفة.
وكان المجلس البلدي قد عقد في مقره، الاثنين الماضي، جلسة خصصت لهذه القضية وحضرها مسؤولون من لجنة التصنيف العقاري (زونينغ) ودائرة المباني، وتضمنت مداخلات للسكان المشتكين من المخالفات والغرامات الصادرة بحقهم، بسبب نصبهم للخيام في حدائقهم الخلفية (الباكيارد)، اتقاء لحر الصيف.
و«الغازيبو» هو هيكل مسقوف يوفر إطلالة مفتوحة على محيطه، وعادة ما يستخدم للاسترخاء أو الترفيه، وغالباً ما يكون مصنوعاً من الخشب.
وبعد مناقشات مطولة ومستفيضة، عكست غموض المراسيم البلدية الناظمة لتشييد مبان ملحقة ببناء المنزل الأصلي، تمخض الاجتماع عن مقترح بتعديل المرسوم الحالي عبر إلغاء البند المتعلق بخيام الغازيبو.
وقالت محامية البلدية ديبرا وولينغ: «إن جزءاً من مقترح المرسوم البلدي سيتضمن إلغاء قسم خيام «الغازيبو» و«البيرغولا» (هياكل خشبية غير مسقوفة)، وإضافة فقرتين جديدتين تتعلق بهما، واحدة حول تشييد الملحقات والهياكل المؤقتة التي لن تحتاج إلى إذن البلدية ولا لموافقة هيئة التصنيف العقاري (زونينغ)، والثانية تتعلق بالملحقات والهياكل الدائمة والتي تحتاج إلى إذن البلدية وموافقة لجنة التصنيف العقاري».
وأضافت أن المرسوم المقترح يتضمن قسماً يعتبر إعاقة الوصول إلى كراجات المنازل (إغلاق الدرايف واي) مخالفة وانتهاكاً للقانون.
ولم تتم مناقشة المقترح خلال جلسة الاثنين الماضي، ولكن رئيسة المجلس سوزان دباجة اعتبرت المقترح بداية جيدة لمعالجة الموضوع، وقالت: «أريد منا جميعاً أن نحاول إجراء تنقيحات في غضون أسبوعين، قبل التصويت على المقترح»، داعية لإرسال المقترحات إلى «لجنة التخطيط» وعقد اجتماع منفصل لمناقشة الأرضية القانونية للمرسوم.
وأشارت دباجة إلى أن البلدية ستعلق جميع المخالفات والإشعارات التي صدرت في الفترة السابقة، إلى حين إصدار قرار بهذا الخصوص ومعالجة فجوات المرسوم الذي عفا عليه الزمن. وقالت: «أريد من السكان الاتصال بنا. لقد طلبنا من «دائرة المباني» وضع المخالفات والإشعارات موضع التعليق، ريثما تتضح الرؤية. على البلدية أن تقوم بما هو قانوني، ووظيفتنا هي أن نبذل قصارى جهودنا لجعل حياة السكان أكثر متعة».
وكانت دباجة قد استهلت الاجتماع بالإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يناقش فيها المجلس البلدي هذا الموضوع، وقالت: «لقد سألنا في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) 2017 فيما إذا كان مسموحاً للسكان نصب خيام الغازيبو، وقد أثرنا هذا الموضوع ثانية في شهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل) هذا العام، لمناقشة القواعد (التي يتوجب على السكان اتباعها)، والآن لدينا بعض السكان الذين فرضت بحقهم غرامات لنصبهم الخيام التي يحصلون عليها كهدايا، أو يشترونها لمجرد الرغبة بتوفير الظلال خلال فصل الصيف».
من ناحيته، طالب العضو مايك سرعيني بتعريف أكثر وضوحاً للمرسوم الحالي لتحديد ما إذا كانت خيام الغازيبو (الخشبية والقماشية) تعتبر ملحقات بالأبنية، إضافة إلى توضيح الفرق بين الهياكل المؤقتة والدائمة، وذلك لمساعدة المسؤولين والسكان –على حد سواء– على «فهم ما هو مسموح ومتى وكيف».
وقال: «عندما طرحنا هذه التساؤلات في أكتوبر الماضي، أُخبرنا بأن الخيام تعتبر ملحقة بالأبنية، ولكن بموجب ذلك التعريف فإن عارضة كرة السلة المدولبة تعتبر بناء أيضاً». أضاف: «بالنسبة لي، وللمضي قدماً، علينا أن نعرف ما هو القانون الآن، لأنه أمامنا أكثر من 40 مخالفة».
تمييز ضد العرب
وفي حين أكد أعضاء المجلس على ضرورة تعديل المراسيم الحالية بشأن خيام الغازيبو، عبر بعض الحضور في جلسة الاثنين الماضي، عن استيائهم من مضايقات البلدية المستمرة «لأنهم عرب»، لاسيما وأن معظم المخالفات التي تم تحريرها من قبل البلدية صدرت بحق أصحاب منازل في الجانب الشرقي من المدينة، حيث يتركز العرب الأميركيون بكثافة.
رولا عون، المديرة التنفيذية لرابطة الحقوق المدنية الأميركية العربية (ACRL) أطلعت المجلس على تلقيها شكاوى عديدة من السكان الذين يقولون إنهم يتعرضون للتمييز العنصري وانتهاك الخصوصية بسبب أصولهم العربية.
وقالت عون لـ«صدى الوطن» «نحن نرى هذا مراراً وتكراراً، حيث تقرر البلدية التركيز على قضايا تؤثر بشكل خاص على السكان العرب»، في إشارة إلى مراسيم سابقة أقرتها ديربورن، مثل مرسوم الكاراجات ومقاهي الأرجيلة والتدخين في المنتزهات، وغيرها من الممارسات الخاصة بالجالية العربية في المدينة.
وأفاد بعض السكان الذين حضروا الجلسة، بأن مفتشي البلدية أخبروهم بأنهم يستخدمون محرك «غوغل للخرائط» لتحديد المنازل التي تنصب فيها خيام الغازيبو، في الوقت الذي أكد فيه هؤلاء في مداخلاتهم بأنه يتم استقصادهم واستهدافهم.
أحد أصحاب المنازل، آدم، شكى لـ«صدى الوطن» معاناته مع البلدية من أجل بناء خيمة «غازيبو» لوالده المسن وفق شروط المدينة، وهو ما كلفه ٣٠ ألف دولار إلى جانب المراجعات المستمرة للمسؤولين في مبنى البلدية للحصول على التصاريح.
وقال إنه على الرغم من استعانته بمهندس قام برسم ثلاثة مخططات مختلفة لبناء الغازيبو في عملية استغرقت أربعة أشهر، جاءه مؤخراً أمر من البلدية بهدمه حالاً.
وتابع آدم غاضباً: «أن أقوم بهذا (الهدم) بعد كل العناء والمشاوير إلى مبنى البلدية وثلاثة تصاريح مختلفة، أشعر بوجود إهمال بغيض من المدينة»، لافتاً إلى أنه تقدم بدعوى ضد البلدية أمام «المحكمة ١٩» في ديربورن.
وكانت «صدى الوطن» قد بثت أحداث الجلسة البلدية، مباشرة عبر الانترنت، حيث أعرب المتابعون عبر صفحة «فيسبوك» عن سخطهم تجاه سياسات البلدية المتشددة، لاسيما حيال كبح الممارسات الخاصة بالجالية العربية.
وقال معلقون إن سكان ديربورن يدفعون ضرائب ملكية تعتبر الأعلى بين مدن المنطقة، وفي الوقت نفسه لا يسمح لهم بالتصرف بحرية بممتلكاتهم.
Leave a Reply