ديربورن – علي حرب
المبنى البلدي الجديد لمدينة ديربورن يبدو وكأنه يعود لأحد الشركات الصناعية، حيث تجد فـي داخل «مركز ديربورن الإداري» الأسم الجديد للمبنى البلدي، قاعة واسعة وفعَّالة بما فـيه الكفاية وكأنك أمام خط آلي في مصنع لتجميع السيارات. فموظفو البلدية يعملون من خلال مساحة مفتوحة موزعة عليها مكاتب «كاونترات» مصممة على شكل «نضوة» قريبة من بعضها يقف خلفها موظفون من مختلف الإدارات لإستقبال ومساعدة السكان. وفـي وسط البهو الرئيسي، يقع مكتب البواب «كونسييرج» الذي دوره توجيه المواطنين إلى مقاصدهم الصحيحة.
قاعة الاستقبال الرئيسية للمراجعين داخل المبنى الجديد لبلدية ديربورن |
بهذا تكون البلدية نقلت مقرها من المبنى التاريخي الأثري الحالي الذي أصبح أيقونةً عمرانية والواقع على شارعي «ميشيغن» و«شيفر»، إلى المبنى المعروف بـ«مركز ديربورن الإداري»، يوم الثلاثاء فـي ٢٣ أيلول (سبتمبر) الماضي. ويقع المركز الجديد على ١٦٩٠١ شارع «ميشيغن» غرب «مكتبة هنري فورد»، مقابل شارع المقر العالمي لشركة فورد للسيارات.
وذكرت البلدية على موقعها على الإنترنت «إنَّ الحصول على شهادة الميلاد أو التسجُّل للتصويت، أو التقدم بطلب للحصول على رخصة البناء أو شهادة الملكية، أو دفع الضرائب وفواتير المياه، أو تقديم طلب ضريبة الملكية الائتمانية المنزلية، هي من بين الخدمات المقدَّمة ضمن خطوات قليلة من الباب الرئيسي للمركز الإداري الجديد».
وإلى جانب العديد من المكاتب الإدارية، فقد إنتقل مكتب رئيس البلدية وغرف المجلس البلدي و«شبكة تلفزيون ديربورن» التابع للبلدية، إلى المبنى الجديد.
والذي دفع البلدية لإتخاذ خطوة النقل هذه، هو قرار بيع المبنى البلدي لـ«آرت سبيس»، وهي منظمة غير ربحية تساعد الفنانين على إيجاد أماكن سكن وعمل معقولة، والتي سوف تستثمر ١٧ مليون دولاراً لإنفاقها على المبنى القديم لتحويله إلى شقق للفنانين.
بلدية ديربورن اشترت المركز الجديد، وهو المبنى السابق لشركة «بيانات الصرف الائتمانية»، فـي عام ٢٠١٢ بـ ٣,٢ مليون دولار. وقيل أن مبنى البلدية التاريخي بيع بحوالي ١,٦٥ مليون دولار لكن مسؤولين فـي بلدية ديربورن يقولون إن هذه الخطوة توفر حوالي ٤٠٠ ألف دولار سنوياً فـي نفقات التشغيل وتشجع الاستثمارات فـي منطقة ديربورن الشرقية.
وتمت الموافقة على بيع المبنى التاريخي فـي العام الماضي من قبل المجلس البلدي السابق، الذي انتهت ولايته فـي بداية شهر كانون الثاني (يناير) الماضي. آنذاك، كان رئيس المجلس توم تافلسكي هو المعارض الوحيد لهذا القرار، على أساس أنه قد يكلف دافعي الضرائب الملايين من الدولارات.
ووصف عضو المجلس البلدي الحالي مايك سرعيني نقل عمليات البلدية من مبناها القديم الى المبنى الجديد بأنها «خطوة جيدة» وأضاف «أعتقد أن ذلك سيحسن من إداء حكومة المدينة ويسهل تواصل السكان مع الإدارات المختلفة والتعامل معها». وأشار سرعيني أن مركز البلدية الاداري الجديد «سيؤمن التآزر بين العاملين فـي البلدية، ويزيد من انتاجيتهم لأنهم يعملون معاً فـي مساحة مفتوحة بدلاً من غرف مغلقة». وعن حجم التوفـيرات المتوقعة والناجمة عن هذا الانتقال، قال سرعيني «أنَّ الوقت كفـيل بالرد على هذا السؤال».
وقالت مديرة «دائرة المعلومات العامة» فـي البلدية ماري لاندروش لـ«صدى الوطن» أن السكان بدأوا يترددون بكثافة عالية إلى المركز الجديد «بدافع الضرورة» ومن أجل تقديم طلبات تعويض عن الأضرار الناجمة عن الفـيضانات الأخيرة.
وأكدت أنَّ النتيجة «كانت رائعة حتى الآن، عندما تأتي من الباب الرئيسي وترى كل شيء وراء طاولة إستقبال واحدة مما يقلل من حجم الإرتباك عند المراجعين. أما فـي قاعة البلدية القديمة، فقد كان هناك ١٤باباً ولم يكن الزبائن يعرفون إلى أين يذهبون». وأوضحت لاندروش أنَّ البلدية وضعت الإعلانات والصور فـي قاعة المبنى القديم لتوجيه السكان إلى مركز «ديربورن الاداري الجديد» الذي أصبح الإسم الرسمي للمقر البلدي فـي المدينة، أما المبنى القديم فسيحتفظ بإسم قاعة البلدية «سيتي هول»، حتى بعد فراغ منظمة «آرت سبيس» من اعادة ترميم وتجهيز المبنى.
وأشارت لاندروش الى «ذكاء رئيس البلدية لإبقائه على الإسم كما هو لأنه عرف أنَّ الناس سوف تشير دائماً إلى البناء التاريخي على أنه قاعة البلدية أي «سيتي هول». لقد غيرنا إسم المقر الجديد إلى «مركز ديربورن الإداري» لتفادي الخلط بينهما»
وختمت بالقول ان «سيتي هول» التي بُنيت فـي عام ١٩٢٢ بادراجٍ واسعة وأعمدة بيضاء تُعتبر معْلَماً وطنياً ورمزاً تاريخياً فـي ديربورن، و«آرت سبيس» لا يمكنها أن تغير من روعته العمرانية وعليها الحفاظ على المظهر الخارجي للمبنى».
أما المركز الاداري الجديد للبلدية، وفقاً للاندروش، فقد تم تصميم المناطق الداخلية فـيه للاحتفال بتاريخ ديربورن. وان الطاولات الفضية المنحنية والتي تشبه مقدمة السيارات، هي التفاتة تكريمية لـ«مدينة هنري فورد» والتراث الصناعي فـيها.
وقالت لاندروش بأن ٢٠ الف قدم مربع من مجمل مساحة المبنى المؤلف من ٨٥ الف قدم مربع لا تزال غير مشغولة، وتحتفظ البلدية فيها لإيجارها لمؤسسات حكومية أخرى فـي المستقبل.
Leave a Reply