ديربورن – سامر حجازي
هذا الأسبوع، ستبدأ بلدية ديربورن بتفقد الكاراجات كجزء من المرسوم البلدي الذي أُقرَّ فـي وقت سابق من هذا العام والذي يحظر على السكان تركيب الأبواب الزجاجية المتحرِّكة أو استخدام الكارجات كأمكنة للسكن والمعيشة.
وخلال مؤتمر صحافـي عقدته البلدية يوم الثلاثاء ١٤تشرين الأول (أكتوبر) قال مسؤولو البلدية أنهم قد جمعوا قائمة من ٥٥ منزلاً سيتم تفتيشها إعتباراً من هذا الأسبوع بناءً على النتائج المستخلصة من المخالفات السابقة وشكاوى من الجيران.
وسوف يحدِّد مفتشو البلدية ما إذا كانت هذه الكاراجات المختارة تلبي معايير المرسوم الجديد. وقالت البلدية فـي خلاصتها انها خلال عمليات التفتيش، ستدقِّق فـي شكل الكاراج وهيكله وكيفـية استخدامه داخل هذا الهيكل. وقد وضعت البلدية «جداول شطب» ليستعملها المفتشون خلال زيارة الكاراجات.
وتعتقد البلدية بأنه يمكن أن تكون هناك «مئات» من الكاراجات الإضافـية التي لا تلبي معايير المرسوم الجديد. وقد حددت فقط تلك الكاراجات التي شملت الأبواب الزجاجية المتحركة، ولكن يمكن أن يكون هناك عدد أكبر من الكاراجات المصممة خلافاً للقانون وبعض التغييرات فـي مرسوم الكارجات الجديد استحدثت فـي شهر مارس (آذار) الماضي شملت حظر الأبواب الزجاجية المتحركة من وضعها على المدخل الأمامي للكاراج، لأنها ليست قادرة كفايةً على إفساح مجال لممر يسمح بدخول ووقوف السيارة فـي المرآب.
مادة أخرى فـي المرسوم تنص على أن كل أسرة يجب أنْ تخصِّص مساحة لركن سيارتين بدلاً من ركنها فـي الشوارع، سواء كان ذلك فـي المرآب أو على مدرج البيت «درايفوي».
وكانت شاحنات الخدمة العامة تجد صعوبة فـي التنقل عبر الأحياء بسبب الازدحام الناجم عن السيارات المتوقفة فـي الشوارع. كما وكان هذا العامل أحد الأسباب الأولية التي حملت البلدية على صياغة وسنّ المرسوم الجديد، معتبرةً أن العديد من السكان قاموا بتحويل المرائب لمساحات للسكن والمعيشة.
القوانين الجديدة أثرت على العديد من السكان الأميركيين العرب المحليين، الذين قامو بتغيير ديكورات وهيكلية الكاراجات لتتضمن الأدوات المنزلية مثل الأرائك والتلفزيونات والثلاجات للاستخدام المعتاد، وفـي كثير من الأحيان لا يدعون مجالاً لركن سياراتهم فـي الكاراجات.
وإزاء نشر المرسوم الجديد، سارعت البلدية لتوضيح ما التبس لدى السكان واكدت أنه يُسمح للمواطنين وضع الإلكترونيات والبرادات فـي المرائب، ولكن لا يُسمح لهم «بالعيش، والنوم، وتناول الطعام، أو الطهي» داخله. ويحظر أيضاً بناء حمامات واستعمال سخانات اللهب المفتوح.
ويلزم القانون أصحاب المنازل الذين ينوون بيع منازلهم أيضاً تحويل الكاراج إلى وضعه الطبيعي السابق قبل عرض منزلهم على سوق البيع. وطبقاً للبلدية، فالعديد من أصحاب المنازل قد امتثلوا بالفعل لهذا الأمر قبل بيع منازلهم.
قضيتان عالقتان فـي المحكمة
منذ اقتراح المرسوم لدى المجلس البلدي ثم تطبيقه، أعرب العديد من السكان عن استيائهم تجاه القوانين الجديدة. ولهذا فإنَّ البلدية عالقة الآن أمام قضيتين قانونيتين إثنتين فـي المحكمة التاسعة عشر التي يشرف عليها رئيس المحكمة القاضي سالم سلامة تتعلق بتحدي السكان للمرسوم الجديد ورفض إزالة الأبواب الزجاجية المنزلقة المركَّبة على المدخل الأمامي للكاراج.
مهيب النابلسي، الذي يقيم فـي شارع «أورشارد»، هو واحد من هؤلاء المقيمين المستائين من القانون الجديد. يقول النابلسي فـي دردشة مع «صدى الوطن» إنه لا يوجد أي سبب عنده لإزالة الباب الزجاجي المتحرك لأن لديه مساحة أمام مدخل بيته تتسع لركن أربع سيارات. كذلك قام النابلسي بإختبار أمامنا أيضاً يظهِر كيف أنه يمكن بسهولة التنقل والدخول والخروج من وإلى كاراج منزله من دون المس بالباب الزجاجي المركب على المدخل.
وأشارالنابلسي إلى أن قضيته عالقة فـي المحكمة منذ أكثر من ستة اشهر بينما يقوم مفتشو المدينة والمدعون العامون ورؤساء الأقسام فـي البلدية بالمماطلة. وأردف النابلسي أنه أبلغ من قبل إدارة المباني والسلامة العامة، أنَّ شركة «سيلفر لاين»، التي صنعت له الباب الزجاجي المتحرك، هي واحدة من الشركات التي وافقت عليها البلدية.
ولكن قضية النابلسي مستمرة فـي تأخر حسمها كما قيل له لأن المفتش الذي دقق بالبداية فـي مرآب منزله لم يعد يعمل فـي البلدية. واستطرد انه منذ ذلك الحين، تم تفتيش مرآب منزله فـي خمس مناسبات مختلفة. ومن المتوقع فـي وقت لاحق هذا الشهر القيام بالتفتيش السادس، كما تم ارجاء قضيته إلى أوائل ديسمبر (كانون الاول) المقبل. وأكد قائلاً «أنا لا أنكر حقهم فـي تفتيش كاراجي، فهم موضع ترحيب وأكثر للقيام بذلك. أنا فقط لا أفهم لماذا يعودون مرات عديدة للتفتيش».
وخلال مؤتمر صحفـي هذا الأسبوع، قال مسؤولو البلدية إنهم سوف ينتظرون كيف ستكون عاقبة قضية النابلسي فـي المحكمة من أجل تحديد ماهية الظروف التي تتطلب إزالة الباب الزجاجي المتحرِّك. وتتطلع البلدية إلى إستخدام قضيته على وجه الخصوص باعتبارها «نموذجا» لبقية الكاراجات.
وأوضح النابلسي أنه لا يحب كلمة «تحويل»، وهو مصطلح بدت البلدية تستعمله على عواهنه فـي كثير من الأحيان. وقال انه عمَّر وعزز مرآب منزله مع بقية ممتلكاته وأنفق أكثر من خمسة آلاف دولار لتركيب الباب الزجاجي المتحرك، ووضع البلاط على الأرض.
وأضاف أن عائلته لا تعيش فـي المرآب، كما أنها لا تطبخ فـيه ولكن يتم استخدامه كمساحة لعائلته لتدخين السجائر والشيشة واستضافة أقارب العائلة والأصدقاء. ويتضمن المرآب الأثاث الخارجي وطاولتين وتلفزيون.
وختم قائلاً «أنا على استعداد لحمل هذه القضية إلى محكمة أعلى وإذا رفضتها، انا على استعداد لأخذها إلى المحكمة العليا. أريد فقط أن أعرف لماذا أحتاج لإزالة الباب المتحرك؟ كل شيء قانوني. أستطيع تحريك سيارتي داخل المرآب، وحتى لو قالوا لي يجب ركن سيارتين داخل المرآب، فأنا قادر على فعل ذلك. أنا لدي مساحة كافـية».
Leave a Reply