في إطار برنامج تجريبي قابل للتوسع بحسب رغبة السكان
ديربورن – في إطار مساعي مدينة ديربورن لضبط الحركة المرورية داخل الأحياء السكنية، باشرت البلدية -الأسبوع الماضي- بتركيب مطبات سرعة في أنحاء متفرقة من المدينة ضمن برنامج تجريبي قابل للتوسع بناء على تفاعلات السكان.
وجاء تركيب المطبات بمبادرة من فريق العمل الخاص الذي شكله رئيس البلدية عبدالله حمود لمعالجة شكاوى السكان من القيادة المتهورة والاستعراضية التي تهدد السلامة العامة وجودة المعيشة في أحياء المدينة.
وقام عمّال البلدية بتركيب المطبات المطاطية على ثلاثة شوارع سكنية محاذية لمنتزهات عامة في المدينة، وهي شارع هيملوك عند منتزه «هيملوك» في شرق ديربورن، وشارع لابير عند منتزه «لابير» في الطرف الجنوبي (ساوث أند)، وشارع سيلفري لين عند منتزه «ليفاغود» في غرب المدينة.
وتم اختيار المواقع آنفة الذكر لتمكين أكبر عدد ممكن من السكان من اختبار المطبات الجديدة ومدى فعاليتها في تهدئة حركة المرور ومكافحة القيادة المتهورة.
وسوف يقوم مسؤولو البلدية خلال الفترة التجريبية بجمع وتحليل البيانات وآراء السكان حول جدوى المطبات في تعزيز السلامة العامة، على أن يتم نشر المزيد منها في بقية أنحاء المدينة، وفقاً للبيانات والنتائج التي سيتم استخلاصها من المرحلة التجريبية، ومدى رغبة السكان في تركيب المزيد منها في أحيائهم.
ويمكن للمقيمين إدخال تعليقاتهم وتدوين ملاحظاتهم حول البرنامج آنف الذكر، إضافة إلى تقديم مقترحاتهم حول الشوارع التي يتوجب تزويدها بمطبات مماثلة في المستقبل، عبر الرابط الإلكتروني: bit.ly/41SeKDU
على الأرض
حضر رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود إلى أحد مواقع تركيب المطبات، وقام ببثّ مقطع مصوّر عبر صفحته على موقع «فيسبوك» مؤكداً على أهمية آراء السكان وفعاليات المدينة للمضي قدماً في هذا البرنامج الذي كانت بلدية ديترويت قد باشرت بتطبيقه قبل عدة سنوات.
ولفت حمود إلى أن إدارته تبنت هذا البرنامج كـ«جزء من استراتيجية متكاملة للحد من تجاوزات السرعة والقيادة المتهورة في أحياء المدينة»، مشدداً على أن الهدف هو تحسين جودة المعيشة وتعزيز السلامة العامة. وقال: «لقد كان سكان ديربورن واضحين منذ البداية بأنهم بحاجة إلى جعل طرقاتنا وأحيائنا أكثر أماناً».
وكانت قضايا السلامة العامة، بما فيها مكافحة ظاهرة القيادة المتهورة، من أبرز عناوين الحملة الانتخابية لرئيس البلدية اللبناني الأصل، الذي استهل ولايته -في بداية 2022- بتعيين قائد الشرطة الحالي عيسى شاهين، الذي سارع إلى تبني سياسات متشددة في ملاحقة السائقين المتهورين.
وكانت إدارة حمود قد نجحت في تأمين 200 ألف دولار لتمويل البرنامج في مرحلته التجريبية وتشكيل فريق عمل من مختلف دوائر البلدية للبحث وتقديم المشورة حول إيجاد الاستراتيجيات الكفيلة بتنظيم حركة المرور وتعزيز السلامة على الطرقات الرئيسية وداخل الأحياء السكنية بوصفها «مسائل تتعلق بالصحة العامة».
وأفاد الرقيب في شرطة ديربورن، أندرو غالوسكا، الذي ترأس فريق العمل، بأن جميع المعنيين قد توصلوا إلى توافق حول ضرورة تركيب المطبات بالقرب من بعض المنتزهات، مؤكداً بأن هذه الخطوة التجريبية ستسمح بجمع البيانات والمقترحات حول تطوير وتنظيم حركة المرور في المدينة.
من جانبه، أشار مدير قسم الصحة ببلدية ديربورن، علي أبازيد، إلى أن السلامة على الطرقات ليست مجرد تحدٍّ مروري وحسب، بل هي «مسألة ضرورية للصحة العامة» أيضاً، وقال: «نتصدى اليوم لحل هذه المشكلة، وسوف نستخدم البيانات وتعليقات الناس والاستراتيجيات الوقائية لوضع مبادئ الصحة العامة موضع التنفيذ».
ووفقاً لمسؤولي البلدية، فقد أوصى فريق العمل المكلف بإيجاد حلول للفوضى والمخالفات المرورية –بعد دراسة وبحث مكثفين- بتركيب المطبات في الشوارع المعروفة بكثافة الحركة المرورية، وذلك خلال فصول الربيع والصيف والخريف، موضحاً أنه من المحتمل أن تتم إزالتها خلال فصل الشتاء، كي لا تعرقل عمليات جرف الثلوج.
التوعية أولاً
قائد شرطة ديربورن، عيسى شاهين، أشاد بتركيب مطبات السرعة على شوارع هيملوك ولابير وسيلفري لين، معرباً عن يقينه بأنها ستفضي إلى «نتائج إيجابية ملموسة في الحد من السرعات الزائدة والقيادة المتهورة».
وأوضح شاهين لـ«صدى الوطن» بأن دائرته أعطت هذه القضايا «أولوية قصوى» منذ بداية تسلمه قيادة الشرطة مطلع العام الماضي، لافتاً إلى أنه كرّس عدداً من السياسات للحد من المخالفات والحوادث المرورية وإزعاج السكان، بما فيها الاستجابة السريعة لشكاوى المواطنين، وتكثيف الدوريات في الشوارع الداخلية، والتشدد مع السائقين المخالفين، وصولاً إلى مصادرة آلياتهم وفرض غرامات باهظة في كثير من الأحيان.
وتظهر بيانات شرطة ديربورن لعام 2022 تراجعاً طفيفاً في إجمالي الحوادث المرورية، مقابل ازدياد كبير في مخالفات السرعة وانتهاك إشارات التوقف المرورية. ووفقاً للأرقام المنشورة في «لائحة الشفافية» على الصفحة الإلكترونية لشرطة ديربورن، فقد تراجع عدد الحوادث المرورية بنسبة 2 بالمئة، بواقع 3,265 حادثاً في عام 2022، مقابل 3,356 في عام 2021.
أما فيما يخص المخالفات المرورية في عام 2022، فقد أصدرت شرطة ديربورن 22,979 مخالفة في مقابل 17,003 في عام 2021، وسجلت مخالفات إشارات التوقف الثابتة والضوئية حوالي خمس إجمالي المخالفات، بواقع 4,302 مخالفة بزيادة قدرها 78 بالمئة عن العام السابق، الذي شهد إصدار 2,414 مخالفة فقط.
أما الزيادة الأعلى، فقد كانت من نصيب مخالفات السرعة، حيث أصدرت شرطة ديربورن 6,110 مخالفات من هذا النوع في 2022، بزيادة قدرها 94 بالمئة عن العام السابق، مع الإشارة إلى أن الدائرة لم تتردد في مخالفة السائقين الذين تجاوزت سرعتهم الحد القانوني للسرعة داخل الأحياء السكنية، حتى وإن لم تتعدّ خمسة أميال في الساعة.
وأكد شاهين لـ«صدى الوطن» بأن قضايا السلامة المرورية لا تزال تشكل تحدياً يؤرق مسؤولي الدينة، وقال: «للأسف، مازال مجتمعنا يشهد حوادث مرورية مروعة، يذهب ضحيتها في بعض الأحيان سائقون وركاب في مقتبل العمر».
وشدد شاهين على أن التحديات المرورية تتضاعف خلال فصلي الربيع والصيف، بالتزامن مع كثافة الأنشطة الاجتماعية وحفلات التخرج والزفاف، منوهاً بأن سياسات دائرة شرطة ديربورن لا تقتصر على ملاحقة السائقين المخالفين وإصدار المخالفات المرورية.
وأردف: «إننا نعتمد أيضاً على التوعية بالدرجة الأولى من خلال العمل مع مجمل فعاليات المجتمع، بما فيها المدارس والمراكز الدينية والمنظمات غير الربحية، لإرشاد السائقين خاصة الشباب على أفضل الطرق التي تضمن سلامتهم وسلامة الآخرين على الطرقات».
وأهاب شاهين بالسائقين أن يتقيدوا بالقواعد المرورية واللياقات العامة خلال السير في الأحياء الداخلية، تفادياً لإزعاج الجيران أو إيذاء الأطفال الذين يلعبون بالقرب من منازلهم.
وأضاف شاهين بأنه يحرص دائماً على المشاركة في المناسبات والفعاليات الاجتماعية لنشر الإرشادات والتوصيات الضرورية للقيادة الآمنة، وتفادي بعض السلوكيات المرذولة مثل التشفيط والتخميس والتسابق بين السائقين الشباب، من منطلق «الحرص على حياتهم بالدرجة الأولى، بجانب الحرص على حياة الآخرين».
وقال شاهين: «حياة كل شخص مهمة»، منوهاً بأنه سيشارك في جهد حول التوعية المرورية في مسجد «السلام»، عقب صلاة الجمعة (يوم صدور هذا العدد). وقال: «في هذه الأوقات يخرج الكثير من الناس والعائلات إلى الطرقات والمنتزهات والأماكن العامة، ونتمنى على جميع السائقين أن يتحلوا بالصبر واللياقة خلال السير في شوارع المدينة، لأننا لا نريد الأذى لأحد»، مختتماً بالقول: «نريد السلامة للجميع».
Leave a Reply