ديربورن هايتس
في إطار برنامج لزيادة المساحات الخضراء وتفادي الفيضانات المتكررة في جنوب المدينة، أتمت بلدية ديربورن هايتس مؤخراً شراء المزيد من العقارات الواقعة على ضفتي نهر إيكورس كريك، تمهيداً لإزالتها وتحويلها إلى منطقة عازلة.
وعبر «برنامج المساحات الخضراء»، الذي أُطلق عام 2016، تخطط بلدية ديربورن هايتس لشراء ما لا يقل عن 28 منزلاً في محيط مجرى النهر لهدمها وتحويلها إلى مساحات عازلة تتم زراعتها بنباتات طبيعية تعمل على امتصاص المياه من التربة، بهدف الحد من إمكانية تسرب المياه إلى الطوابق السفلية (بيسمنت) للمنازل في الأحياء المحيطة.
وتقع المنازل المستهدفة على شارعي هانوفر وكوريير، إلى الغرب من شارع تلغراف، وهي المنطقة الأكثر عرضة للفيضانات في المدينة.
وتتولى «الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ» (فيما) و«منحة تخفيف المخاطر» المقدمة من شرطة ولاية ميشيغن، توفير 75 بالمئة من الأموال اللازمة لشراء المنازل وهدمها، فيما يتعين على بلدية ديربورن هايتس توفير 25 بالمئة منها، وهو ما تسبب في تأخير إنجاز المشروع لعدة سنوات.
وضربت مدينة ديربورن هايتس عواصف مطرية غير مسبوقة هذا الصيف، متسببة بأضرار بالغة لآلاف السكان، وهو ما دفع مسؤولي المدينة إلى البحث مجدداً عن سبل لمعالجة معضلة الفيضانات المتكررة.
ولهذا الغرض، قرر رئيس البلدية بيل بزي إنشاء لجنة مختصة لمتابعة هذه المعضلة التي تؤثر سلباً على جودة الحياة في الأحياء الجنوبية من المدينة.
ومن خلال هذه اللجنة، تم مؤخراً استئناف برنامج شراء المنازل عبر الاستحواذ على أربعة منازل جديدة ستستخدم مؤقتاً كمواقع لتدريب عناصر الإطفاء بديربورن هايتس، ريثما تتم إزالتها في غضون 90 يوماً من تاريخ شرائها، كما تنص شروط المنح المالية المقدمة للبلدية.
وبذلك تكون ديربورن هايتس قد اشترت حتى الآن 20 منزلاً، تمت إزالة 16 منها، بينما تخطط البلدية لشراء 12 منزلاً إضافياً خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد تقدمها بطلب منحة جديدة من وكالة «فيما» وشرطة الولاية، بقيمة 2.5 مليون دولار، لشراء المزيد من المنازل وإزااتها.
وتتوقع بلدية ديربورن هايتس الموافقة على المنحة الإضافية خلال الربع الأول من عام 2022. وفي حال إقرارها، سيرتفع العدد الإجمالي للمنازل إلى 32 عقاراً.
وفي هذا السياق، قال رئيس بلدية ديربورن هايتس، بيل بزي: «علينا أولاً إيجاد المال من ميزانيتنا، لأن طريقة عمل المنحة تتطلب تقديم إثبات بأننا هدمنا المنازل حتى نتمكن من طلب المال مجدداً».
وأضاف: «مع أن شراء العقارات أمر مهم للغاية، إلا أن البلدية لن تجبر أحداً بأي حال من الأحوال على مغادرة منزله»، مؤكداً: «الأمر اختياري بالكامل بالنسبة لأصحاب البيوت».
وأكد بزي أن أصحاب المنازل قاموا بعمليات البيع بشكل طوعي، وقال: «هذه مجرد خطوة صغيرة في العملية للمساعدة في تقليل الإزعاج والألم والمعاناة التي يتحملها سكاننا في هذه المنطقة»، لافتاً إلى أن «برنامج المساحات الخضراء» سيحدث تأثيراً إيجابياً لأولئك الذين «يرغبون حقاً في انتهاز فرصة الانتقال من منطقة الفيضانات إلى مناطق أخرى».
وشدد بزي على أنه يضع بين أولوياته إنهاء صفقات شراء المنازل المخطط لهدمها، كحل قصير الأجل لمشاكل الفيضانات المتكررة، فيما سيواصل عمله مع المهندسين والوكالات الأخرى للتوصل إلى حل دائم لهذه المعضلة.
فيضانات جديدة
وتعاني الأحياء المحيطة بنهر إيكورس في جنوب ديربورن هايتس من فيضانات متكررة خلال فصلي الربيع والصيف من كل عام بسبب ارتفاع منسوب النهر عند تساقط الأمطار، وهو مشهد تكرر في عطلة الأسبوع الماضي، بعدما اجتاحت عاصفة مطرية مقاطعتي وين وأوكلاند وأدت إلى انهمار ما بين 2 إلى 4 إنشات في غضون ساعة تقريباً.
ولم تقتصر فيضانات الجمعة الماضي على جنوب ديربورن هايتس، بل تسببت الأمطار الغزيرة أيضاً بفيضانات طالت الأحياء الشمالية في المدينة، بالإضافة إلى أحياء شرق ديربورن والعديد من أحياء ديترويت.
ويقول المسؤولون إن معدل هطول الأمطار كان ببساطة أكبر من قدرة شبكات الصرف على احتوائها.
وقال المتحدث باسم دائرة المياه والصرف الصحي في ديترويت، براين بيكينبو، إن «التغير المناخي غير المسبوق» تسبب بفشل نظام الصرف إثر تساقط نحو إنشين من مياه الأمطار في غضون 20 دقيقة فقط.
وفي مشهد متكرر للمرة الرابعة هذا الصيف، أدت الأمطار الغزيرة إلى تسرب المياه إلى أقبية المنازل والمحلات التجارية في المدن الثلاث كما تسببت بإغلاق العديد من الشوارع والطرقات السريعة فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء.
Leave a Reply