سامر حجازي – صدى الوطن
تحدثت والدة أحدى الطالبات العربيات فـي ثانوية «أنابوليس» العامة علناً ضد الدائرة التعليمية فـي مدينة ديربورن هايتس بعد أشهر من مظاهر البلطجة والإفتراءات العنصرية من قبل الطلاب الآخرين والتي تصاعدت حدَّتها وتحولت إلى مشادة عنيفة خلال مباراة «الفوتبول للفتيات» يوم الجمعة ٧ تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.
أمايا الماوري طالبة تبلغ من العمر ١٤ عاماً، عوقبت بتعليق دراستها لمدة خمسة أيام بعد أن صفعت الطالب الذي حاول مس جسدها على أرض الملعب عقب انتهائها من المشاركة فـي مباراة للفتيات.
وحتى قبل المشاجرة التي سبقت محاولة اللمس، تعرضت أمايا لسلسلة تصريحات عنصرية مصدرها المدرجات حيث اطلق عدد من زملائها الطلاب عبارات عنصرية عنيفة من قبيل «لا تلق القنبلة»، كلما حملت الفتاة العربية الكرة فـي يدها.
ووفقاً لوالدة أمايا، نغم بزي، فإن إبنتها قد تعرضت لبلطجة وترهيب ومضايقات من قبل زميلاتها الطالبات الأخريات فـي المدرسة منذ أنْ التحقت هناك فـي بداية السنة الدراسية الحالية.
بزي، وهي أمٌّ مطّلقة، إنتقلت مع ابنتها إلى حي «أنابوليس» قرب الثانوية العامة هذا العام، حيث التحقت أمايا فـي «ثانوية أنابوليس العامة»، بعد ان كانت قد تسجَّلت فـي مدرسة خاصة «تشارتر سكول» فـي ديربورن، حيث كانت تسكن مع أمها قبل أنْ ينتقلا إلى منزلهما الجديد فـي مدينة «ديربورن هايتس».
وبناء على رغبة أمايا، نقلت بزي ابنتها إلى «ثانوية أنابوليس» التابعة لمدارس ديربورن هايتس العامة. لكن حالما بدأت أمايا دراستها فـي ثانوية «أنابوليس» التي تقع فـي أقصى جنوب مدينة «ديربورن هايتس» حيث يقطن فـيها عدد قليل جداً من السكان العرب الأميركيين، بدأت البلطجة والافتراءات العنصرية من زملائها التلاميذ تطفو على السطح.
واسهبت بزي فـي الحديث عن تجربة ابنتها فقالت «لفترة من الزمن كانوا يقولون أشياء من قبيل أنت تسعين لتفجير المدرسة؟ فـي البداية تجاهلت ابنتي ذلك واعتبرته مزاحاً، ولكن بعد ذلك تصاعدت حدة البلطجة حين بدأت فتيات أخريات بتوجيه إهانات لها وصلت الى درجة اصبحت تشعر فـيها أمايا بالخوف من تناول طعام الغذاء فـي الكافـيتيريا تجنبباً لمزيد من الإهانات والتحرش والبلطجة».
وخلال الشهر الماضي، اشتكت أمايا لمساعدة مدير الثانوية، شيريل هوارد، من البلطجة التي تتعرض لها من قبل زملائها بشكل يومي، ولكن كل ما فعلته الإدارة أنها وجهت تحذيرات للفتيات بضرورة الكف عن مضايقتها، فكانت النتيجة أنها لم تتوقف بل ازدادت البلطجة إمعاناً .
واتهم التلاميذ أمايا بالوشاية ضدهم بعدما علموا بانها بلَّغت الإدارة عن بلطجتهم، فواصلوا مواجهة أمايا فـي الممرات والفصول الدراسية مستخدمين عبارات مثل «لا تفجري الصفوف الدراسية» و «هل لديك قنبلة فـي حقيبة ظهرك»؟
وبلغ الترهيب حدة لدرجة ان أمايا كانت تتناول الغذاء مع مدرس كل يوم فـي الكافتيريا، وفعل الترهيب فعله فـي دراستها أيضاً. فبعد أنْ كانت طالبة متفوقة على لائحة الشرف، بدأت علاماتها تتأثر سلباً نتيجة للقلق والتوتر المستمرين.
وأضافت الوالدة «لقد وصلت ابنتي إلى مرحلة الآن فقدت فـيها التركيز على الإطلاق، حتى أنها أصبحت تسقط فـي الإمتحانات وتتناول طعام الغذاء بحماية من المعلمين كل يوم. أنا أم مطلقة أعيش لوحدي وأحاول تربية ابنتي. وأنا أشعر بمعاناتها تماماً، ولا أريدها أن تذهب إلى هذه المدرسة إذا كانت لا تستطيع حتى تناول الغداء فـي كافـيتيريا المدرسة».
وأردفت بزي أنَّ ابنتها لم تعد لديها الرغبة فـي العودة إلى ثانوية «أنابوليس» بعد مشاجرة الأسبوع الماضي ومعاقبتها بتعليق دراستها لمدة خمسة أيام، فـي حين أن المتحرِّش بها الذي حاول تلمس جسدها عوقب بتعليق دروسه يومين فقط.
ووفقاً لبزي أيضاً فإن الطالبات اللواتي ضايقن ابنتها لأسابيع لم تتلقين أية إجراءات تأديبية من قبل الإدارة، وتساءلت «لماذا اتخذت الإدارة تدابير انضباطية بحق ابنتي فقط دون المعتديات؟ إن الفتيات اللواتي تحرشن بها كذبن مراراً وتكراراً على مدير المدرسة فإذا كانت ابنتي سبّبت مشكلة لهم فلماذا لم يبادروا بالشكوى ضدها؟ لقد انتقلنا لتونا إلى الجوار وآخر ما كنَّا نريد أن نفعله هو إستدراج المتاعب».
وهذا الأسبوع اتصلت بزي بإدارة «المنطقة التعليمية السابعة» فـي مدينة ديربورن هايتس بشأن البلطجة المستمرة ضد ابنتها، ولكن مجلس إدارة التربية فـيها إتخذ الحد الأدنى من التدابير لمساعدتها.
وقد وضعت أمام مجلس الإدارة فرضية نقل ابنتها إلى ثانوية مختلفة فاقترح عليها المجلس أنْ تتصل بالإدارة العامة لثانوية «ديربورن» الرسمية فـي الطرف الغربي من مدينة ديربورن- وهي تتبع إدارة تعليمية ومدينة مختلفة تماماً وتقع شمال المنطقة التي تقيم فـيها العائلة حالياً.
وترى بزي أنَّ إدارة «ثانوية أنابوليس» لم تفعل شيئاً يذكر لتطبيق إجراءات مكافحة البلطجة فـي المدرسة. كما أنها تعتقد أنَّ الطلاب فـي مدارس المنطقة التعليمية فـي المدينة يفتقدون كلياً لـ«الوعي بالتنوع». وحثت الإدارة التعليمية على عقد برامج لتثقيف الطلاب وتدريبهم لتقبل الثقافات الأخرى واحترامها.
واستطردت «هناك الكثير من الطلاب لم يختبروا التعايش مع المسلمين، لذا فإنهم بحاجة إلى توفـير برامج لتثقيفهم حول التعددية وحقيقة من نحن فعلاً، ذلك أنَّ كل ما يعرفوه عنا هو ما يسمعوه ويروه على شاشة التلفزيون، وهذه مشكلة لأن هناك العديد من السكان المسلمين يعيشون فـي هذه المدينة».
بزي لا تعتزم إرسال ابنتها إلى «أنابوليس» بعد انتهاء مدة عقوبة تعليق دراستها، كما قالت إنها تواصلت أيضاً مع الرابطة «العربية الأميركية للحقوق المدنية» للحصول على مساعدتها فـي معالجة هذه المشكلة.
ونسبت بزي إلى «الرابطة الحقوقية» قولها إنها غالباً ما تتلقى شكاوى من الطلاب العرب الأميركيين الذين يتعرضون لسوء المعاملة فـي كل من «المنطقة التعليمية السابعة» ومنطقة «مدارس كريستوود التعليمية العامة»، وهما تابعتان لمدينة ديربورن هايتس.
وخلصت إلى القول «نحن بحاجة إلى بث الوعي بهذه القضية. وما فهمته من الشكاوى المتعددة التي تلقتها «الرابطة الحقوقية» يجعلني أتساءل عما إذا كانت هناك فتيات مسلمات أخريات يتعلمن فـي ثانوية «أنابوليس» ويتعرضن للبلطجة والترهيب من قبل الطلاب ولكنهن قد يكن خائفات من الكلام فـي هذا الموضوع»؟.
ولم ترد إدارة ثانوية «أنابوليس» على المكالمات الهاتفـية من قبل الصحيفة قبل موعد الإصدار!
والمعروف أنَّ الناشطة العربية الاميركية زينب حسين التي كانت مدعومة من «أيباك» و«صدى الوطن»، قد ترشحت لعضوية مجلس مدارس «كريستوود» العامة لكن الحظ لم يحالفها فـي الإنتخابات التي جرت فـي ٤ تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم.
Leave a Reply