الرئيس الاميركي يحذر إيران من «عواقب وخيمة»
.. واولمرت يربط السلام مع الفلسطينيين بوقف الهجمات و«الارهاب»القدس المحتلة، غزة، رام الله – لم يأت الرئيس جورج بوش بأي جديد في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في ختام محادثاتهما في القدس المحتلة مساء الاربعاء الماضي، بل جدد تفضيله الخيار الديبلوماسي في التعامل مع ايران، وتفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل قبل نهاية ولايته بعد عام، ودعوته اسرائيل الى ازالة الجيوب الاستيطانية. وكان شدد لدى وصوله الى اسرائيل على ان التحالف الاميركي – الاسرائيلي يسهم في «ضمان أمن اسرائيل كدولة يهودية». من جانبه، اعلن اولمرت التزام اسرائيل ازالة المستوطنات العشوائية ومواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين على القضايا الاساسية «بجدية كبيرة»، لكنه ربط السلام بوقف الهجمات انطلاقا من قطاع غزة ووضع حد للارهاب.وكان بوش قد وصل الى اسرائيل في وقت سابق الاربعاء عبر مطار تل ابيب حيث كان في استقباله مسؤولون من كل الطيف السياسي. ووسط اجراءات امنية مكثفة، توجه للقاء الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في القدس، قبل ان يعقد محادثات مطولة مع اولمرت صرح في ختامها بأن ايران تشكل «تهديداً للسلام العالمي» لكن «اعتقد اننا نستطيع معالجة هذه المشكلة ديبلوماسيا»، مؤكدا عزمه على مواصلة الضغوط الدولية على طهران لوقف انتاج السلاح النووي. غير ان بوش حذر ايران من «عواقب وخيمة» اذا هاجمت سفنا أميركية في الخليج، مضيفا أن كل الخيارات مطروحة «نصيحتي لهم هي ألا يفعلوا ذلك»، في اشارة الى زوارق ايرانية قالت واشنطن انها اقتربت بطريقة عدائية من ثلاث سفن تابعة للبحرية الاميركية في مضيق هرمز، مهددة بأن السفن ستنفجر. في الوقت نفسه، قال بوش ان «الجيوب الاستيطانية … لا بد من ازالتها»، معرباً عن تفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية ولايته.من جانبه، تعهد اولمرت «الوفاء بالتزاماتنا في ما يتصل بـ(ازالة) المستوطنات العشوائية»، كما اكد التزام اسرائيل مواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين «بجدية كبيرة لمعالجة القضايا الاساسية كافة (…) والتوصل الى اتفاق يجرى تطبيقه». لكنه ربط السلام بوقف الهجمات، وقال: «ما دام الرعب مستمرا في غزة، فسيكون من الصعب التوصل الى تفاهم مع الفلسطينيين». واضاف: «نريد ان يفي الفلسطينيون ايضا بالتزامهم وضع حد للارهاب، وليس فقط في غزة». وخلال اللقاء، تبادل الجانبان هدايا تذكارية رياضية.وكما كان متوقعاً، اختار بيريز التركيز على الملف الايراني ليوجه إنذاراً لطهران بأن «لا تخطئ في تقدير تصميم إسرائيل على الدفاع عن نفسها». وأكد المعلقون السياسيون أن أقوال بيريز جاءت لتؤكد أن إسرائيل تمنح المشروع النووي الايراني وليس الملف الفلسطيني الأولوية في المحادثات مع الرئيس الأميركي. وبحسب الإذاعة الرسمية، فإن أولمرت أطلع ضيفه على تقارير المخابرات الإسرائيلية التي تنفي ما جاء في تقرير المخابرات الأميركية في شأن وقف ايران مسعاها الى بلوغ قدرات نووية.
بوش يتجاوز حق العودة ويدعو للتطبيع مع إسرائيل وتوج بوش زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية بخطاب ألقاه في القدس، دعا فيه لآليات دولية جديدة تشمل تعويضات لحل قضية اللاجئين، مبديا فيه تفاؤلا بالتوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية ولايته الرئاسية مطلع العام 2009.وقال بوش في القدس إنه آن الأوان للقادة الإسرائيليين والفلسطينيين للقيام ب«خيارات صعبة»، ودعا الدول العربية إلى السعي للتواصل مع إسرائيل في إشارة إلى تطبيع العلاقات، واعتبر أن «مثل هذه الخطوة تأخرت كثيرا».ومن أجل ما أسماه تشجيع اتفاق السلام قال بوش «أعتقد أنه علينا النظر في إقامة دولة فلسطينية وآليات دولية جديدة تشمل تعويضات لحل قضية اللاجئين» الفلسطينيين، وذلك في إشارة واضحة إلى تجاوز المطلب الفلسطيني بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها.وبينما أكد على إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 قال إن «موضوع الأرض يشكل أمرا مهما للطرفين لاتخاذ قرار بشأنه»، وأضاف أن أي اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين «سيتطلب تعديلات متفقا عليها من الجانبين لخطوط هدنة 1949 لتعكس الوقائع الحالية وضمان قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار ومتواصلة».
بوش فـي رام الله:الأمم المتحدة فشلت فـى حل الصراعويوم الخميس وصل الرئيس الاميركي الى رام الله حيث اصبح مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) تحت سيطرة اميركية شبه كاملة بعد نحو إسبوعين من التحضير الحثيث من جانب «الامن المسبق» الاميركي استعدادا للزيارة. وفيما أظهر المواطنون الفلسطينيون فتوراً ظاهراً ازاء الزيارة، تجنب مسؤولون في السلطة انتقاد تصريحات بوش التي اشار فيها الى «يهودية اسرائيل»، وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه: «هذه الزيارة ربح صاف للقضية الفلسطينية … عندما يأتي رئيس اكبر دولة في العالم ويؤكد ضرورة انهاء احتلال عام 1967 واجراء مفاوضات لانهاء الاحتلال واقامة الدولة المستقلة ويعتبر الاستيطان عقبة امام السلام». وفي مؤتمر صحفي برام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال بوش إن الأمم المتحدة فشلت في إيجاد حل للقضية الفلسطينية. وقال أنه ضد تقطيع الدولة الفلسطينية عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية وأن الدولة الموعودة يجب أن تكون متصلة، كما دعا إسرائيل للمساعدة في تحديث القوات الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، واعتبر أن تقوية و«عصرنة» هذه القوات يصب أيضا في صالح إسرائيل.وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال بوش إنه لا يعلم إذا كان الواقع في غزة سيتغير خلال العام القادم أم لا.أما محمود عباس فوصف زيارة بوش بالتاريخية وأعرب عن أمله بأن يتم التوصل خلال العام الجاري إلى معاهدة سلام مع الإسرائيليين.وأعاد الرئيس الفلسطيني تأكيد وجهة نظره السابقة بأن ما جرى في القطاع انقلاب، وأكد رفضه الحوار مع حماس قبل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل يونيو/ حزيران الماضي وإعلانها الموافقة على المبادرة العربية والتفاوض مع إسرائيل.وكان بوش تمكن من تلمس معاناة الفلسطينيين من الاحتلال عندما أجبرته الظروف الجوية على قطع المسافة بين القدس ورام الله بالسيارة مجتازا الحواجز الإسرائيلية ومارا قرب عدد من المستوطنات وبموازاة جدار العزل الإسرائيلي الذي أقيم لحمايتها.وتعليقا على ذلك قال الرئيس الأميركي «يمكنني أن أرى الإحباطات (الفلسطينية) لكني أتفهم أيضا أن الناس في إسرائيل يريدون أن يعرفوا ما إذا كانت ستتوفر لهم الحماية من قلة عنيفة تلجأ إلى القتل».وبعد رام الله انتقل بوش إلى بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام لزيارة كنيسة المهد قبل أن يعود إلى القدس تحت إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة.غالبية الفصائل ترفض زيارة بوش:غطاء لضرب المقاومة وتعميق الانقسامأجمعت غالبية الفصائل الفلسطينية على اعتبار زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى الأراضي الفلسطينية «غير مرحب بها»، معتبرة أنها جاءت لضرب المقاومة الفلسطينية. وقال القيادي في حركة «حماس» الدكتور محمود الزهار إن الزيارة «تأتي من باب الدعاية الانتخابية لتجميل صورة حزب بوش (الجمهوري) المشوهة بسبب الحال الإرهابية في المنطقة».وأشار الزهار الذي يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة «حماس» المقالة إلى أن الزيارة «لن تخدم الشعب الفلسطيني، ولن تقدم له حتى الحدود الدنيا من حقوقه». ورأى أنها «تأتي لإضاعة الوقت واستنزاف الجهد»، معتبراً ان «محصلة المفاوضات من (مؤتمر) مدريد (العام 1991) وحتى هذه اللحظة أنهكت الشعب الفلسطيني». وطالب الوفد الفلسطيني المفاوض بـ«مقاطعة المفاوضات والعودة إلى الشعب، ووحدة الصف وتصحيح الوضع الداخلي وعدم المراهنة لا على وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ولا على أمثالها».قال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس إن زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة لم تفض سوى إلى تكريس الانقسام الفلسطيني الداخلي والتحريض على المقاومة، مقابل توفير الدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي. كما استغرب أبو زهري تصريحات الرئيس محمود عباس التي عبر فيها عن رضاه بنتائج زيارة بوش.واعتبرت حركة «الجهاد الإسلامي» أن «الرهان على مشاريع التسوية خاسر». ورأت في بيان لها أمس أن «من يظن أن زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة يمكن أن تُحيي مشروع التسوية، فهو كمن يجري وراء سراب». وقالت إن «اللقاءات والزيارات والمفاوضات التي تجري على وقع الدم الفلسطيني لن تُجدي ولن تحقق لشعبنا خيراً»، مضيفة أن «الاحتلال يسعى من ورائها لبتر خير المقاومة عبر فرض الالتزامات الأمنية التي تضع مزيداً من الأغلال والقيود على شعبنا».ودعت الحركة كلاً من «فتح» و «حماس» المتصارعتين إلى «الشروع في حوار فوري يضع مصلحة الشعب وقضيته فوق كل اعتبار حزبي ضيق، على قاعدة مواجهة ما هو آت لا البقاء أسرى ما مضى»، في إشارة إلى القطيعة بين الحركتين التي أعقبت سيطرة «حماس» على قطاع غزة بالقوة في 14 حزيران (يونيو) الماضي.وأكد الناطق باسم «لجان المقاومة الشعبية» «أبو مجاهد» أن «بوش لن يعطينا شيئاً». وشدد في تصريح صحافي على أن «بوش جاء للمصادقة على خطة لضرب المقاومة الفلسطينية، وكل المؤشرات تؤكد أن العدو يخطط للعدوان الواسع من أجل استهداف قوى المقاومة، خصوصاً في قطاع غزة». وأضاف أن «من يراهن على الوعود الكاذبة سينتهي الحال به الى زاوية الخسران المبين، ولا يمكن أن يحقق شيئاً إلا الانتظار على موائد دول الشر بزعامة بوش بعدما أسقط من حساباته كل خيارات المقاومة، بل سعى إلى تجريدها من سلاحها وإدانة ضرباتها ضد الجنود والمستوطنين»، في إشارة إلى حملة الاعتقالات وملاحقة النشطاء في الضفة الغربية التي تشنها حكومة سلام فياض والسلطة الفلسطينية.ورأت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أن الزيارة «لن تحقق شيئاً لشعبنا». واعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة جميل مزهر في تصريح صحافي أن الزيارة «تشكل غطاءً واضحاً للعدو الصهيوني لمواصلة عدوانه وارتكاب أبشع الجرائم ومواصلة استيطانه».وتظاهر الالاف من الفلسطينيين في غزة، مطالبين بوش بالضغط على إسرائيل برفع الحصار عن القطاع. وجاب المتظاهرون شوارع المدينة وهم يرفعون لافتات كتب عليها: «نقتل بالسلاح الأميركي، ونحاصر بقرار أميركي»، و «أغيثوا غزة أو أحكموا عليها بالموت البطيء».ورفعوا صوراً لبوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، كتب عليها باللغة الانكليزية «إرهابيان». وحمل شبان ستين نعشاً لفت بأعلام فلسطينية وكتب عليها أسماء فلسطينيين توفوا خلال الأشهر الستة الماضية بسبب عدم تمكنهم من السفر للعلاج في مستشفيات إسرائيلية وعربية. وشارك في التظاهرة نحو مئة من الجرحى والمرضى على كراس متحركة.
Leave a Reply