انكماش قطاع الصناعة الأميركي
أظهر تقرير صدر الإثنين الماضي، أن قطاع الصناعات التحويلية الأميركي سجل انكماشاً مفاجئاً في تشرين الثاني (نوفمبر) لأدنى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات في علامة على أن القطاع قد يواجه صعوبة في الحصول على قوة دافعة. وقال «معهد إدارة التوريدات» إن مؤشره لنشاط المصانع الوطنية انخفض إلى 49,5 في تشرين الثاني من 51,7 في تشرين الأول (أكتوبر). وجاءت القراءة دون التوقعات ببلوغها 51,3 وفقاً لاقتصاديين استطلعت «رويترز» آراءهم. ومستوى 50 هو الحد الفاصل بين النمو والانكماش. والرقم المسجل هو الأدنى منذ تموز (يوليو) 2009 في وقت كان الاقتصاد الأميركي يواجه صعوبات في أعقاب الأزمة المالية وربما زادته سوءا العاصفة «ساندي» التي ضربت الساحل الشرقي للولايات المتحدة في أواخر أكتوبر.
الشركات تقود نمو الإقتصاد الأميركي
أوضحت بيانات من وزارة التجارة والبنك الإحتياطي الفدرالي ارتفاع أرباح الشركات الأميركية الكبرى لتشكل نسبة قياسية من الناتج المحلي الإجمالي («جي دي <ـي»-مقياس الإقتصاد) خلال الربع الثالث من العام ٢٠١٢ بعد أربع سنوات فقط من أسوأ صدمة للإقتصاد الأكبر في العالم منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. وكانت أرباح الشركات قد ارتفعت 18,6 بالمئة على أساس سنوي لتصل إلى 1,75 تريليون دولار (مستوى قياسي)، لكن على الرغم من تلك القفزة فقد قابلها انخفاض حاد للأجور ما أبطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويذكر أن أرباح الشركات تراجعت خلال فترة الركود حتى بلغت 4,6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، لترتفع في الربع الثاني إلى 11,1 بالمئة.
تعديل نمو الاقتصاد الأميركي: ٢,٧ بالمئة
قالت وزارة التجارة الأميركية إن الإقتصاد نما بمعدل سنوي بلغ 7, 2 بالمئة في الربع الثالث من العام الحالي (تموز-آب-أيلول). ويعتبر هذا النمو في الناتج المحلي الإجمالي أعلى من التقدير السابق الصادر الشهر الماضي والذي كان عند نسبة 2 بالمئة. وبلغت نسبة النمو الاقتصادي في الربع الثاني من العام ١,٣ بالمئة. وقال مكتب التحليل الإقتصادي في وزارة التجارة إن «سبب تعافي الإقتصاد الأميركي يعود إلى زيادة في الإنفاق الاستهلاكي والحكومي الفدرالي من بين عوامل أخرى». ومن العوامل التي ساعدت في تحريك عجلة الاقتصاد الأميركي زيادة الصادرات والاقبال على شراء العقارات. وعادة، ما يكون من أسباب تعافي الإقتصاد الأميركي هو زيادة بناء المنازل حيث تعود شركات البناء بسرعة الى العمل فور توفر المشاريع اللازمة بعد انتهاء فترة الركود الإقتصادي.
تراجع انفاق الأميركيين
تراجع انفاق المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع، بينما توقف الدخل الشخصي عن النمو في تشرين الأول (أكتوبر) بتأثير سلبي من الإعصار «ساندي». وكان تقرير وزارة التجارة الصادر الأسبوع الماضي قد كشف عن هبوط الإنفاق الشخصي 0,2 بالمئة الشهر الماضي، والتي تعد أضعف وتيرة له منذ أيار (مايو)، وذلك بعد ارتفاعه 0,8 بالمئة في أيلول (سبتمبر)، مخالفاً التوقعات التي انتظرت ارتفاعاً هامشياً بنسبة 0,1 بالمئة. من ناحية أخرى ظل معدل الدخل الشخصي دون تغيير بعد بقاء معدل نموه عند الصفر، وذلك بعد أن نما 0,4 بالمئة في الشهر السابق، فيما توقع الخبراء نموه 0,2 بالمئة. وكان اعصار ساندي قد أثر سلباً على المئات من متاجر التجزئة بعد ان ضرب الساحل الشرقي الأميركي في ٢٩ تشرين الأول، فيما ذكرت وزارة التجارة أنه أثر بالفعل على حوالي 24 ولاية.
Leave a Reply