شاهين: أولوياتنا تتركز على مكافحة القيادة المتهورة وحماية السلامة العامة
زينة جعفر – «صدى الوطن»
تعكس بيانات شرطة ديربورن لعام 2022، سياسات الدائرة الجديدة التي تبناها قائد الشرطة عيسى شاهين منذ توليه منصبه قبل 12 شهراً، للحفاظ على السلامة العامة ومكافحة القيادة المتهورة عبر تعزيز الانتشار الميداني في شوارع المدينة ذات الكثافة العربية.
فقد أظهرت الحصيلة السنوية لمكالمات الخدمة العامة التي تلقتها شرطة ديربورن خلال العام 2022، زيادة بنسبة 6 بالمئة عن العام السابق، حيث استجابت الدائرة إلى 82,140 مكالمة, مقارنة بـ77,492 في 2021، مما يظهر قدرة وإصرار الشرطة المحلية على تلبية كافة المتطلبات الأمنية لسكان المدينة التي يقطنها زهاء 108 آلاف نسمة.
وكانت شرطة ديربورن قد أصدرت –في وقت سابق من الشهر الجاري– بيانات العامين 2021 و2022 مرفقة بالرسوم البيانية لأنشطتها ومتابعاتها الميدانية للحوادث والتجاوزات المرورية وحالات الاعتقال وملاحقة المطلوبين، والتي أظهرت تراجعاً طفيفاً في إجمالي الحوادث المرورية والاعتقالات، مقابل ازدياد كبير في مخالفات السرعة وانتهاك إشارات التوقف المرورية.
وفي التفاصيل، انخفضت حالات الاعتقال التي أجرتها شرطة ديربورن خلال العام 2022 بنسبة 11 بالمئة عن السابق، بمجموع 2,661 عملية اعتقال، مقارنة بـ2,991 في 2021. كما تراجع عدد الحوادث المرورية بنسبة 2 بالمئة، بواقع 3,265 حادثاً مقابل 3,356 في عام 2021.
وفيما يخص المخالفات المرورية في عام 2022، فقد أصدرت شرطة ديربورن 22,979 مخالفة في مقابل 17,003 في عام 2021، وسجلت مخالفات إشارات التوقف الثابتة والضوئية حوالي خمس إجمالي المخالفات، بواقع 4,302 مخالفة بزيادة قدرها 78 بالمئة عن العام السابق، الذي شهد إصدار 2,414 مخالفة فقط.
أما الزيادة الأعلى، فقد كانت من نصيب مخالفات السرعة الزائدة، حيث أصدرت شرطة ديربورن 6,110 مخالفة من هذا النوع في 2022 بزيادة قدرها 94 بالمئة عن العام السابق، مع الإشارة إلى أن الدائرة لم تتردد في مخالفة السائقين الذين تجاوزت سرعتهم الحد القانوني للسرعة، حتى وإن لم تتعدّ خمسة أميال في الساعة.
ووفقاً لـ«لوحة الشفافية» على الموقع الإلكتروني الخاص بشرطة ديربورن، فقد حلت مكالمات الطوارئ المرورية في المرتبة الأولى في اتصالات الخدمة التي استجابت لها دوريات الشرطة العام الماضي، وكان بينها 5,326 شكوى ضد السرعة الزائدة، و2,093 شكوى ضد انتهاك إشارات التوقف بنوعيها، الثابت والضوئي.
وعزا قائد الشرطة عيسى شاهين، الارتفاع الهائل لمخالفات السرعة الزائدة وانتهاك إشارات المرور إلى تكثيف الدوريات في الشوارع الرئيسية والأحياء الداخلية لديربورن مما سمح بضبط عدد أكبر من المخالفين، وذلك في إطار خطة الدائرة لمكافحة القيادة المتهورة في المدينة، والتي كانت أحد العناوين الرئيسية في الحملة الانتخابية لرئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود.
وكان شاهين، وهو أول عربي مسلم يتولى قيادة شرطة ديربورن، خلفاً للقائد السابق رونالد حداد، قد صبّ جهوده خلال العام الفائت على مكافحة القيادة الاستعراضية وفوضى الدراجات النارية، ما أسفر عن مصادرة عشرات الآليات التي كانت سبباً في العديد من الحوادث خلال السنوات الأخيرة.
ولدى سؤاله عن انخفاض معدل الاعتقالات بنسبة 11 بالمئة مقارنة بالعام السابق، أفاد شاهين لـ«صدى الوطن» بأن إدارته تركز على معالجة مخاوف المقيمين، من القيادة الخطرة في الأحياء السكنية، ما تسبب في تراجع التوقيفات رغم مضاعفة المخالفات المرورية، التي كانت في معظمها «انتهاكات قانونية طفيفة»، على حد تعبيره.
وأكد شاهين بأن جهود فريقه انصبت –بالدرجة الأولى– على إعادة التركيز على السلامة المرورية وتعزيز الأمان في الأحياء، ما أسفر عن عدد أقل من الاعتقالات لمخالفي القواعد المرورية والمطلوبين بموجب جنح غير عنفية.
وتشير معلومات «لوحة الشفافية» إلى أن الاعتقالات المتعلقة بحوادث «الاعتداء والضرب» جاءت في المرتبة الأولى في عام 2022، بواقع 325 اعتقالاً، أما المعتقلين بموجب مذكرات الجنح غير العنفية فقد بلغ عددهم 316 شخصاً.
إلى جانب ذلك، وصل عدد السائقين الذين تم توقيفهم بسبب عدم امتلاكهم رخص قيادة، أو لقيادتهم برخصة معلقة، إلى 237 سائقاً، كما بلغ عدد المعتقلين بموجب تهم جنائية 220 شخصاً، و120 بتهمة سرقة متاجر التجزئة من الدرجة الثانية، و108 من الدرجة الثالثة، بالإضافة إلى 103 اعتقالات بسبب القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات.
وحول الحوادث المرورية التي تراجعت بنسبة 2 بالمئة مقارنة بالعام السابق، أوضح شاهين بأن ذلك يعود جزئياً إلى كثافة تواجد الشرطة في الأحياء التي تجوبها الدوريات، والتي تبادر إلى إصدار المخالفات عندما تستدعي الأوضاع ذلك.
وفي مجال الجريمة، أقرّ شاهين لـ«صدى الوطن» بارتفاع جرائم الملكية التي تشمل سرقة المنازل والمتاجر والسيارات في كافة أنحاء ديربورن، فيما انخفضت جرائم العنف التي تشمل القتل وإطلاق النار والسطو المسلح والاعتداء والضرب بشكل ملحوظ.
وتشير البيانات الأولية إلى أن جرائم الاعتداء والضرب تراجعت بنسبة 18 بالمئة تقريباً مقارنة بالعام 2021، علماً بأن البيانات النهائية لمعدلات الجريمة لعام 2022 لم تصدر بعد.
وفي هذا الإطار، حثّ شاهين السكان على التأكد من إقفال آلياتهم لتفادي سرقتها أو سلب محتوياتها، لافتاً إلى أن أكثر من 80 بالمئة من تلك الحالات طالت المركبات غير المقفلة.
وكانت مدينة ديربورن قد شهدت خلال العام الماضي ازدياداً لافتاً في اقتحام طرز معينة من السيارات لسرقة الوسائد الهوائية، لكن شرطة المدينة نجحت –في نهاية المطاف– في القبض على بعض هؤلاء اللصوص، وفي حوزتهم العشرات من المواد المسروقة.
وأوضح شاهين بأن إحدى الوسائل التي مكّنت دائرته من خدمة المجتمع بكامل طاقتها، تمثلت في برنامج يتيح لضباط الشرطة في المدن المجاورة، ممن تزيد فترة خدمتهم عن ثلاث سنوات، الانتقال للعمل لدى دائرة ديربورن بدون فقدان أي جزء من رواتبهم، ما أسهم بشكل كبير في توظيف واستبقاء العناصر الكفوئين والمؤهلين لـ«حماية وخدمة ديربورن».
كما نبّه شاهين إلى ارتفاع مقلق في مكالمات الطوارئ المتعلقة بحالات الصحة العقلية، مشيراً إلى أن دائرته أطلقت –في الفترة الأخيرة– برنامجاً خاصاً لتسهيل عمليات الاستجابة لهذا النوع من الحالات، من خلال تدقيق المكالمات والتجاوب معها بشكل فعال، بغية التقليل من النتائج غير المرغوب بها حتى أقصى حد ممكن، خاصة وأن المدينة شهدت مقتل شخصين مضطربين عقلياً على يد الشرطة في العام الماضي.
Leave a Reply