لا تتحيز «صدى الوطن» إلا للحقيقة، وهي دائماً كانت صوت الجالية وصداها على مدى ثلاثة عقود ونيف من العطاء المستمر دون كلل أو ملل. كما كانت دائماً وستبقى على مسافة واحدة من جميع المؤسسات والجمعيات والنوادي دون تمييز. وإذ تقدر وتحترم كل المراكز والمؤسسات الدينية والروحية ومن ضمنهم المجمع الإسلامي الثقافي وإمامه سماحة المرجع الديني عبداللطيف بري، يهم «صدى الوطن» في هذا الصدد أن توضح بأن الزميل علي منصور انطلق في مقالته الأولى «المساجد والمراكز الإسلامية .. لمن؟» (عدد ١٦٢٣) من حادثٍ وقع أمام المئات من أبناء الجالية ولم تكن بغرض الإثارة والإساءة «للمجمع الإسلامي»، إنما بقصد نقد سلوك خاطئ من قبل بعض الأعضاء.
«صدى الوطن» تنشر في ما يلي «البيان التوضيحي» الذي أصدره المجمع الإسلامي الثقافي في هذا الشأن.
نشرت جريدة صدى الوطن الأسبوعية في عددها المرقّم 1623 الصادر في يوم الجمعة MARCH 18 وفِي الصفحة الخامسة مقالاً تحت عنوان «المساجد والمراكز الإسلامية.. لمن؟»، تساءل فيه الكاتب علي منصور عن طبيعة عمل المراكز الإسلامية وعما وصفه الذهنية الحاكمة في اتّخاذ القرار وذهب أبعد من ذلك عندما استوضح عن ماهية هذه المراكز والجدوى منها.
وهو في البداية قد أشار إلى بعض الممارسات التي حصلت في مناسبة تقديم العزاء عن روح الفقيد المُربي الفاضل الأُستاذ عماد فضل الله يرحمه الله.
ونحن إذ نقول كان لزاماً على الكاتب أَن يتوخى الدقة وأَنْ يأخذ بأطراف ماحدث من كل الأطراف ولا يتبنى موقفاً انحيازياً يتحامل فيه على مؤسسة عريقة لها دور ريادي كبير وإسهامات فاعلة في احتضان الجالية الكريمة ويفد إليها على مدى الأسبوع أو الشهر آلاف الناس ويمارسون شعائرهم الدينية بكل يُسرٍ وسهولة وبكل احترام وتقدير.
وكُنّا نأمل أَنْ لا يصدر أحكامه على قضية لم يستمع فيها إلّا لطرف واحد سياسته خلق أجواء التوتر والإساءة والتجريح لمؤسسة عريقة وشخصياتها ورموزها الكبيرة.
والإنصاف في معالجة مثل هذه القضية ينبغي على الكاتب أَنْ يتحرى معرفة الأسباب لما حصل وأَنْ يبحث عن حقيقة الأمور ولا يمنع ولا يُغيب حق المؤسسة في اتّخاذ ماتراه مُناسباً بما يحفظ وحدة القرار فيها وبما يحترم رغبتها في عدم اعتلاء المنبر وعدم إعطاء الفرصة لبعض الشخصيات التي ساهمت كثيراً في حملات مُغرضة في كل المحافل الخاصة والعامة للنَيْل وعلى الملأ من المرجعية الكريمة بشخصها وبأدوارها ومن المجمع الإسلامي الثقافي والتنكيل به وبرموزه في السر والعلن.
ونحن وَإِذْ نُشير إلى ما ذكره الكاتب وبالإسم عن شخص الأمين العام الحاج المهندس فؤاد بِرّي نستغرب كثيراً لتبني ونقل الصورة عن طرف واحد يستهوي وبكل وقاحة الإساءة المُتعمدة لشخص الأمين العام الّذي لم يتصرف إلّا بكل اللياقة والأدب ولم يفعل ما ادّعاه الشخص المذكور ولم يفعل ما تبناه الأخ الكاتب في مقالته بعد الاستماع الى طرف واحد.
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}
وذلك يفقد الموضوع مصداقيته وينسف الحقيقة من جذورها رُبّما لأجل الإثارة أو التشويش على ذهن القارئ الكريم وعلى حقيقة ماحدث وفي ذلك مُجافاة وابتعاد عن المصداقية وتزييف للواقع لا نأمل أَنْ يقع فيه الكاتب علي منصور.
ولا يفوتنا أَنْ نُذكِّر بالدور والمسؤولية المُشتركة التي تقع علينا وعلى المؤسسات الإعلامية في التعامل مع طبيعة الأحداث والمُتغيرات المُتسارعة وصعوبة دورنا في ظل الظروف الصعبة المُحيطة بنا ونحن نقتحم الصعاب ونتجاوز عن صغائر الأمور لنكون في المستوى الأفضل لخدمة الأخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات واستيعاب نشاطاتهم وتوفير الأجواء الآمنة السليمة بكل ما أُوتينا وذلك من صُلب واجبنا ودورنا مع الجالية الكريمة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
ونؤكد ختاماً أهمية المحافظة على الحيادية والموضوعية في التعامل مع طبيعة ماحدث ونشر الخبر إِنْ كان ذلك ضرورياً ولا يُقصد منه ابتغاء الإثارة دون توخي الدقة والإحاطة بالخبر من مصادره المُتعددة وخصوصاً الأطراف المعنية به. وذلك خلاف للأمانة الصحفية خصوصاً في جريدة «صدى الوطن».
ولايسعنا إلّا أَنْ نعمل جاهدين لاحتواء أجواء الفتنة والتضييق على فرص اختلاق الذرائع والترويج للأخبار الكاذبة والمُفبركة لخدمة هذا الطرف أو ذاك وتبقى المصداقية والشفافية والوضوح سبيلنا الدائم للتعامل مع الظروف المُحيطة بنا جميعاً.
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}
{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}
Leave a Reply