جانب رئيس تحرير مطبوعة “صدى الوطن” الاسبوعية،
قرأنا دون استغراب التهجم الأخير لمطبوعتكم (العدد 1306، الصادر بتاريخ 19 شباط 2011) على تيار المستقبل في ميشيغن في خبر عنوانه “تيار المستقبل يستنفر من ديربورن”. ومع اننا تعودنا على انحياز مطبوعتكم السياسي التام ضد المستقبل في أميركا ولبنان سواء في اخباركم الإنتقائية أو تعليقاتكم غير المتزنة والتي يتجاوز بعضها أبسط معايير أدب التخاطب والتوصيف، فقد لفت نظرنا في الخبر المذكور التنكر لبديهيات العمل الصحفي حيث جرت وبخفة بالغة عملية تشويه مفضوحة مع تضخيم للإيحاء بصدقية ما يرمي اليه الخبر وهو واضح.
لذلك وعملاً بحق الرد ومن باب الحرص على الحقيقة، وهي كلمة مزعجة للكثيرين، نود أن نتوقف عند بعض الإفتراءات التي وردت في مطبوعتكم:
أولاً: يبني الخبر كل نشاط تيار المستقبل على التغيير الحكومي العتيد في لبنان وانت تعرف أننا كتيار لم نظهر بعد اقالة الحكومة في لبنان وانما وجودنا العلني يعود الى سنوات طويلة.
ثانياً: يشير الخبر الى أننا فقدنا (ودون سابق انذار) باقالة الحكومة مراكز القوة والنفوذ (الخ) دون أن يخبرنا عن هذه الإمتيازات التي نتمتع بها دون معرفتنا.
ثالثاً: يصف الخبر النشاطات التي نقوم بها بأننا نهيم على وجوهنا بهستيريا، وعندما نبحث عن مكونات هذه الهستيريا نكتشف انها اصدار بيان حول تطورات الوضع في لبنان وتسليم نسخة منه حسب الأصول للممثل الرسمي للبنان في ميشيغن، وهذا ليس جديداً عليكم فقد كان بيان سابق لنا موضع تهجم آخر لكم (قبل أن نفقد النفوذ). فهل كان المطلوب أن نقطع طريق المطار مثلاً، أو أن نظهر باللباس الأسود الموحد في الخامسة فجراً على المفارق وفي الساحات ونختفي كما ظهرنا عند الثامنة، أو أن نحتل ساحة “قلب ديربورن” بالخيم ليكون تحركنا أهلي وشعبي وعفوي؟
رابعاً: يوحي الخبر بأننا نقيم مهرجاناً خطابياً طارئاً دعينا اليه شخصيات معروفة بسبب التطورات الأخيرة، وانت وكاتب الخبر وجميع ابناء الجالية يعرفون رمزية وأهمية موضوع المهرجان وهو ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الذي كان في حياته واستشهاده أكبر من محاولات التوظيف الرخيصة، وقد واظبنا منذ العام 2006 على إحياء هذه الذكرى الأليمة.
خامساً: يعتبر الخبر أن اقامة المهرجان في مدينة ديربورن تحدياً للجالية، فهل أصبح احياء ذكرى الرئيس الشهيد الذي كان أول مسؤول رسمي رفيع يزور ديربورن ليلتقي ابناء الجالية (التي تتحداها ذكراه اليوم). وهل يمكن لأي تجمع سلمي منظم ومعروف أن يكون تحدياً لأحد؟ هذا كما تعلم كلام لم يقله عن ديربورن المغفور له اورفل هبرد، رئيس بلدية ديربورن السابق والمعروف بتعصبه وعنصريته. فهل تملكتم ديربورن في مطبوعتكم ليصبح المهرجان بمثابة تحد للجالية. بالمناسبة كيف تخبرك الجالية بشعورها بالتحدي، هل لديك ميزان حرارة لقياس مشاعرها، أم انك تستقي معلوماتك من القيادات والمرجعيات التي تلتقي بها كل يوم تقريباً في جلسات نميمة وإغتياب أزكمت روائحها الأنوف؟ لقد سبق لمطبوعتكم أن اعتبرت محاضرة الاعلامية اللبنانية المعروفة مي شدياق تحد للجالية. ليتك تتذكر أن هذه الاساليب سبق أن استخدمت ضدك وضد مطبوعتك من حلفائك واصدقائك الممانعين اليوم.
سادساً: لم يذكر الخبر ما تعرفه انت وكاتب الخبر جيداً وهو أننا اردنا أن يكون المهرجان في قلب قلب مدينة ديربورن، باعتبار أن فندق “حياة ريجنسي” قلبها، فحجزنا قاعة “بيبلوس” التي ابلغتنا ادارتها بالغاء الحجز اضطرارياً بعد تلقيها تهديدات مجهولة بالحرق والتكسير (وليس ببيان أو وفد) اذا استقبلت المهرجان. ولأننا لا نتوقع التضامن من المؤسسات الاعلامية والحقوقية المفترض أن تدافع عن حرياتنا وحقوقنا، والتي لم يهدأ صراخها بعد تأييداً للثورات الشعبية العربية (للشعب الايراني خصوصية لاغية للثورة حتى الآن). فقد لجأنا مثلما يفعل قادة “14 آذار” في لبنان الى الدولة لتحمينا ونثق أن القانون الأميركي سيأخذ مجراه وهذه المرة لن يكون بوسعنا أن نقول أن المحكمة التي يفترض أن تنظر في القضية لن تكون أميركية..
أخيراً، نحن في العمل العام من أجل ما نعتقد انه خدمة أهلنا وقضايانا ومستقبلنا، وهو كما علمنا الرئيس الشهيد هدف أهم من كل المواقف الآنية والسياسية دائمة التقلب. من هذا المنطلق نتمنى عليك شخصياً وعلى مطبوعتك أن تنظر الى الأمام قليلاً لترى أن تربية ابنائنا على رفض الآخر ومنعه من التعبير عن رأيه سلمياً، خصوصاً في هذا الوطن الحريص جداً على الحقوق الدستورية لمواطنيه، ليس الاّ اللمسات الأخيرة على مشروع “الغيتو” الذي أدخلتم الجالية فيه تحت مسميات حق يراد بها
اللجنة الإعلامية لتيار المستقبل – ميشيغن
باطل.
Leave a Reply