ديربورن – خاص “صدى الوطن”
فوجئ المشاركون في ذكرى أسبوع المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، أثناء خروجهم من المركز الاسلامي في ديربورن بوجود بيان ملصق على الزجاج الأمامي لسياراتهم يحمل توقيع “تجمع الشباب المسلم: ديربورن” يهاجم إمام “المركز الاسلامي في أميركا” السيد حسن القزويني ويتهمه بالاستيلاء على مبلغ 350 ألف دولار تبرع بها أبناء الجالية في ديربورن، في المركز الاسلامي وقام القزويني بتحويلها الى مؤسسة والده في كاليفورنيا.
وطالب البيان السيد القزويني بـ”إرسال الأموال فورا لمكتب سماحة السيد (فضل الله) أو إعادة المبلغ الى صندوق الخمس في المركز الإسلامي”.
وطالب البيان القزويني “بالامتناع عن تخويف كل رجل وامرأة يذهبان الى بيت الله الحرام ببطلان حجتهم اذا كانا من مقلدي العلامة (الراحل) فضل الله”. وزعم البيان امتلاكه اثباتات وأدلة على “تلك التصرفات المحرمة شرعا”.
وحمّل البيان مجلس أمناء المركز الاسلامي “المسؤولية الشرعية” كاملة عما يجري داخل المركز الاسلامي من هدر لأموال الخمس من قبل السيد القزويني على حد تعبير البيان.
وفي حين لا يعرف في مدينة ديربورن تجمع علني باسم “تجمع الشباب المسلم” يعتقد بأن البيان على صلة بصراع يدور في المركز الاسلامي منذ سنوات عدة، بين إمام المركز السيد حسن القزويني وأعضاء في مجلس الأمناء يحاولون إزاحته من المركز، لكن القزويني نجح في البقاء في موقعه حتى الآن بفضل “خط دفاع” شبابي مؤثر وفاعل داخل المركز الاسلامي، نجح القزويني في التفاعل معه، خصوصا أن القزويني من أئمة المساجد الشيعية القلائل ممن يجيدون إلقاء الخطب والمواعظ الدينية باللغة الانكليزية، الى جانب اللغة العربية، وهو السبب الرئيس الذي أدى الى استقطاب مؤيدين من الجيلين الثاني والثالث في المركز لا يجيدون التحدث بالعربية ولا يفهمونها إلا لماما.
رد القزويني
واتصلت “صدى الوطن” بإمام المركز الاسلامي السيد حسن القزويني الذي كان متواجدا في كاليفورنيا وسألته عن الاتهامات التي ساقها البيان ضده، وتحديدا الاتهامات بأنه أرسل مبلغ 350 ألف دولار من تبرعات الخمس الى مؤسسة والده في كاليفورنيا والاتهام الآخر المتعلق بطعنه بمرجعية الراحل آية الله السيد فضل الله وبعدم جواز تقليده. فقال: دعني أبدأ من السؤال الثاني فهذا الكلام عار عن الصحة تماما وكذب وافتراء. وأنا كانت تربطني علاقة احترام ومحبة مع المرجع الراحل السيد فضل الله وكنت أنظر أليه كأب روحي وهو رحمه الله كان يعاملني بكل لطف ومحبة وقد نقل لي مستشاره السيد جعفر عقيل أنه قال: أرى في السيد القزويني واحدا من أبنائي وكل مرة كنت أزور لبنان أو أسافر إلى الحج كنت ألتقي به وعلاقته أيضا علاقة تاريخية مع والدي آية الله السيد مصطفى القزويني. فهذا الكلام الذي جاء به البيان عار تماما عن الصحة ولا قيمة له وأتحدى أصحابه أن يثبتوا هذا الاتهام. وأنا كنت من المعجبين بالمرجع الراحل وقطعت سفري عندما علمت بنبأ رحيله وشاركت في مجالس العزاء وتحدثت عن اعجابي به وبالمواهب المتعددة في شخصيته وكل من يعرفني يدرك مدى احترامي له وأنظر إليه كمرجع شيعي كبير وأحد كبار مراجع التقليد وأكن له كل المودة والاحترام ولمست منه كل الاحترام والمودة ونوه بذلك خلال حوار على الهواء منذ 5 سنوات وأشاد بي وشريط الفيديو لايزال موجودا في المركز الاسلامي.
أما بالنسبة للاتهام الأول حول مسألة الأموال فهذا أيضا كذب وافتراء ولا علاقة له بالحقيقة، فنحن في المركز الإسلامي مجازون بالتصرف بسهم الامام وقد أودعت بنفسي في المركز الاسلامي في أميركا مبلغ الـ 350 الف دولار وهو موجود في مالية المركز مع الأوراق والايصالات وكلها موثقة لدينا ويعرفها مكتب المحاسبة بالأسماء وبالأرقام ويعرف أنني أوصلت مبلغ الـ 350 ألف دولار الى المركز ويمكن بعد عودتي أن أقدم لكم الاثباتات الملموسة.
واضاف السيد القزويني: نعم هناك مبالغ لربما تصل الى ربع القيمة التي يتحدثون عنها أرسلنا جزءا منها (سهم السادة) إلى أيتام من السادة الهاشميين في مبرة الإمام الصادق في كربلاء المقدسة التي يشرف عليها والدي آية الله السيد مصطفى القزويني والسبب في ذلك لا يعود لأنني عراقي وأنا لا أميز بين عراقي ولبناني ولكن لوجود حاجة ماسة للأيتام هناك. اضاف: “هناك 5 ملايين يتيم في العراق والحكومة العراقية لم تتكفل سوى بـ 597 يتيما، وهذا حسب تقرير أصدرته منظمة اليونيسيف قبل سنتين”.
وتابع: أنا لا أتنصل من هذا الأمر وشرف وفخر لي أن اساعد اليتامى في كربلاء المقدسة فاليتيم يتيم سواء في لبنان أو العراق أو افريقيا ويجوز أن نصرف عليه من سهم السادة وهذا يجب أن يصرف على الهاشميين وهذا تقره جميع فتاوى المراجع بمن فيهم المرجع الراحل آية الله السيد فضل الله وهذا أمر لم أخفه أمام أعضاء المركز وذكرته في اجتماعات هيئة الأمناء (البورد) ومبرة “الامام الصادق” في كربلاء معترف بها ومسجلة في أميركا باسم “مؤسسة الإغاثة والتنمية” Development and Relief Foundation وكل من قدم لها تبرعا أعطي ايصالا وكل الايصالات مسجلة وهناك شفافية تامة وأنا أدعو من يرغب في الاطلاع على الملفات وسأكون سعيدا بتقديم المعلومات.
وتابع القزويني هنالك تحريف كبير للوقائع في البيان فالمبلغ الذي أرسلته لمبرة الامام الصادق لا يتعدى ربع ما يتحدثون عنه، وعلى أية حال هذه تهمة لا أتنصل منها ولا أرى فيها عيبا. وللأسف هنالك من يلعب على الوتر العنصري بين أطفال لبنان والعراق وأنا رأيت بأم عيني الفقر والمجاعة في العراق والحاجة الى المساعدة.
وأكد القزويني “أنني قمت بابلاغ مدير مكتب سماحة السيد فضل الله سماحة الشيخ حسين الخشن، وأحطته علما وأبدى تفهما كاملا”. وأوضح القزويني بأن المبالغ من سهم السادة التي أرسلت الى “مبرة الامام الصادق” كان جزء قليل منها لمقلدي السيد فضل الله والجزء الأكبر لمقلدي مراجع آخرين وتحديدا لمقلدي آية الله السيد السيستاني.
وأسف القزويني في الختام لما وصفه بـ”الطريقة الرخيصة والضجة المفتعلة من خلال استغلال ذكرى مثل ذكرى المرجع الكبير الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله لتوزيع بيانات، تتضمن اتهامات زائفة تحط من كرامات وسمعة الناس، ولا تمت الى الحقيقة بصلة”.
Leave a Reply