حاكم تكساس ومحبوبة “حفلة الشاي” يثيران حماسة السباق الى البيت الابيض
آيمس – اظهر سباق الانتخابات التمهيدية للرئاسة بين صفوف الجمهوريين ميلا الى اليمين الأسبوع الماضي بعد دخول حاكم تكساس المحافظ ريك بيري المضمار واحراز ميشيل باكمان محبوبة حركة “حفلة الشاي” فوزا بالغا في تصويت اولي.
فحاكم تكساس الذي يتولى المنصب لولاية رابعة ويدعمه اليمين المسيحي، تعهد باعادة توفير العمل للاميركيين مهاجما اداء باراك اوباما في الاقتصاد، وهي نقطة الضعف الراهنة للرئيس الاميركي.
وقال بيري “لا يمكننا ولا ينبغي ان نتحمل اربعة اعوام اخرى من زيادة البطالة وزيادة الضرائب وزيادة الديون وزيادة الاعتماد في الطاقة على بلدان تضمر لنا شرا”، معلنا ترشيحه في ساوث كارولاينا السبت الماضي.
وبعد ذلك بساعات خرجت باكمان، المفضلة لدى تيار “حفلة الشاي” المحافظ، في المرتبة الاولى في تصويت غير ملزم في ايمس في ولاية ايوا، وهو تصويت ينظر اليه على انه مؤشر رئيس للاداء المتوقع في اولى منازلات الترشح لخوض الانتخابات العام المقبل ويعرف بـ”تصويت القش”.
وقالت باكمان لمؤيديها “انها الخطوة الاولى نحو الوصول الى البيت الابيض في 2012. بعثنا لتونا لباراك اوباما رسالة مفادها ان رئاستك ستكون لفترة واحدة”.
وحركة “حفلة الشاي” ليست حزبا سياسيا بالمفهوم التقليدي، بل هي حركة اجتماعية تضم تحالفا أغلب أعضائه من الحزب الجمهوري، وتعارض بشدة سياسة الرئيس أوباما.
وقد فازت باكمان باربعة الاف و823 صوتا اي نحو 28,5 بالمئة من اجمالي الاصوات وعددها 16 الفا و892 صوتا في عملية الاقتراع هذه.
ومن جانبه حاز عضو الكونغرس رون بول، الذي يلقب احيانا بالعراب الفكري لفلسفة “حفلة الشاي”، على 4671 صوتا بفارق بسيط عن باكمان، اي ما نسبته 27,6 بالمئة.
في المقابل جاء الحاكم السابق لمينيسوتا تيم باولنتي، الذي ينظر اليه على انه معتدل نسبيا، في المرتبة الثالثة بفارق كبير حاصلا على 2293 صوتا اي ما نسبته 13,6 بالمئة من الاصوات، الأمر الذي دفعه الى اعلان انسحابه من السباق.
وقال باولنتي لمؤيديه فى مؤتمر صحفى “لا يمكننا أن نتصور طريقا إلى الأمام نحو الفوز، ولذلك اتخذنا قراراً بإنهاء الحملة”.
وجاء الحاكم السابق لماساتشوستس ميت رومني، الذي كان يعتبر الى فترة قصيرة المرشح الاوفر حظا، في المرتبة السابعة بحصوله على 567 صوتا فقط اي نحو 3,4 بالمئة من الاصوات.
وتعهد ريك بيري باعادة الاميركيين الى العمل محملا اوباما المسؤولية عن “الكارثة الاقتصادية” للبلاد والخفض الاول في تاريخها لتصنيفها الائتماني من جانب وكالة “ستاندرز اند بورز”.
وهاجم بيري تأكيدات البيت الابيض بأن اميركا تتعافى ببطء وبثبات من الازمة الاقتصادية العالمية عام 2008، قائلا “ما نشهده ليس تعافيا، بل كارثة اقتصادية”.
واشار الحاكم الى ما وصفه بـ”معجزة تكساس” حيث تصدرت الولاية البلاد في خلق الوظائف منذ ازمة الانكماش الاقتصادي في 2008، في الوقت الذي تبلغ نسبة البطالة على صعيد الولايات المتحدة ككل اكثر من تسعة بالمئة.
وكان بيري قد خلف جورج بوش كحاكم للولاية عام 2000 ولديه ارضية قوية كمحافظ اجتماعي وقد اقام في وقت سابق هذا الشهر تجمعا للصلاة في استاد في تكساس شارك فيه اكثر من ثلاثة الاف شخص.
غير ان منتقديه يقولون ان الوظائف الجديدة في تكساس متدنية الاجور وجاءت نتيجة تخفيف القيود المفروضة على ارباب العمل وخفض الانفاق على الاوجه الاجتماعية.
وقال بن لابولت المتحدث بلسان حملة الرئيس باراك اوباما الانتخابية “تعرف الاسر من ابناء الطبقة المتوسطة ان سجله (بيري) الاقتصادي لا يحتوي على معجزات.. فقد سمح الحاكم بيري لاصحاب المصالح الخاصة بفرض قواعدهم وشروطهم، وقام بتوظيف اعضاء في جماعات ضغط تابعة لشركات للاشراف على عمل الشركات الكبرى”، وقال لابونت أن بيري خفض تمويل البرامج التي تتيح الفرص للاسر والطبقات الوسطى في الولاية الجنوبية.
وكان المليونير رومني قد ارتكز على خبرته في القطاع الخاص كرجل اعمال ناجح، ولكنه يواجه شكوكا مستمرة بين الناخبين الجمهوريين بسبب بعض ارائه التي لا تلتقي والموقف الجمهوري التقليدي في قضايا مثل الرعاية الصحية والتغير المناخي.
ويقول احد المعلقين ان بيري “يشكل تهديدا حقيقا وقويا لرومني لانه يحظى بتأييد قوي بين المحافظين اجتماعيا” الذين عادة ما يرجحون كفة المرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وفي تلك الاثناء عقد زعماء ديموقراطيون اجتماعا في ايوا مع نشطاء من حزبهم ومن وسائل الاعلام حيث عمدوا الى تصوير خصومهم من المرشحين الجمهوريين على انهم متطرفون متهمين اياهم بتعكير اجواء السياسة الاميركية.
وقال الديمقراطيون ان الجمهوريين يرفضون رفضا تاما وقف العمل بالاعفاءات الضريبية للاثرياء من الاميركيين واصحاب الشركات ويلقون بعبء سداد الدين الاميركي على كاهل الطبقات المتوسطة والمحدودة الدخل
Leave a Reply