ديربورن – بعد رفض محكمة الاستئناف بميشيغن إدراج اسمه على بطاقة الاقتراع في الانتخابات التمهيدية المقررة في 6 آب (أغسطس) المقبل، بادر المرشح السابق لمجلس الشيوخ الأميركي، ناصر بيضون، إلى عقد مؤتمر صحفي يوم الإثنين الماضي، معلناً فيه عن دعم المرشح هيل هاربر بمواجهة النائبة الحالية عن ولاية ميشيغن في الكونغرس الأميركي، إليسا سلوتكين.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم أمام مكتبة هنري فورد في مدينة ديربورن، بحضور هاربر وناشطين محليين، أوضح رجل الأعمال اللبناني الأصل بأن تأييده للمرشح الإفريقي الأميركي الذي يخوض غمار السياسة للمرة الأولى يتوخى «بناء تحالف بين المجتمعات المتنوعة» للتصدي للفساد المستشري في واشنطن، ومواجهة الشركات الكبيرة، وكذلك جماعات الضغط (اللوبيات) المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.
بيضون الذي أُقصي عن لائحة الاقتراع بسبب خطأ تقني في عرائض جمع التواقيع، لفت إلى أن ميشيغن «تمتلك اليوم الفرصة لإثبات معارضتها للطبقة السياسية الفاسدة من خلال دعم هاربر»، الذي يعد بدعم الأعمال الصغيرة وجذب المستثمرين المستقلين.
وشجب بيضون دعم إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها الوحشية المستمرة على قطاع غزة قائلاً: «لا نريد لأموال ضرائبنا أن تؤجج الحرب المستعرة وراء البحار، بل نريد لها أن تستثمر في التعليم العام والرعاية الصحية والبنى التحتية».
وخلال المؤتمر الصحفي الذي ضمّ ناشطين من خلفيات إثنية متنوعة، أعرب بيضون عن ثقته في قدرة هاربر على إحداث «التغيير الإيجابي المنشود»، واصفاً الممثل والكاتب الإفريقي الأميركي بأنه «يمتلك الشجاعة والنزاهة والرؤية الملتزمة بالأهداف الحقيقية للخدمة العامة». وقال: «إن هاربر أبدى خلال جميع مراحل حياته، كممثل وكاتب وناشط مجتمعي، فهماً عميقاً ومتسقاً لطبيعة التحديات في أمتنا، من خلال دفاعه عن العدالة الاجتماعية وإصلاح التعليم وتعزيز الاقتصاد».
وثمّن بيضون جهود هاربر المستمرة في توحيد المجتمعات وتعزيز لحمتها، مما يجعله «مرشحاً فريداً لتمثيل ولاية ميشيغن في الكونغرس الأميركي»، على حد تعبيره، مؤكداً بأنه «سيسهم كسناتور في واشنطن في بناء مستقبل أكثر إشراقاً لجميع الأميركيين في ميشيغن وفي عموم البلاد».
وحثّ بيضون الناخبين في ولاية ميشيغن على المشاركة الكثيفة في انتخابات أغسطس المقبل والتصويت لهاربر من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي بمواجهة النائبة اليهودية الأميركية سلوتكين الذي تحظى حملتها بتمويل انتخابي قياسي وتُعتبر من المشرعين الموالين لإسرائيل، وقال: «إن قيادة هيل هاربر ستكون ذات قيمة لا تقدر بثمن، وإن نزاهته وشفافيته وتحليه بالمسؤولية سيضمنون بأن أصواتنا ستُسمع وأن قضايانا لن يتم تجاهلها».
وأوضح بيضون بأن «ميشيغن تمتلك اليوم فرصة تاريخية لإظهار موقفها المعارض لدعم الإدارة الأميركية والكونغرس لجرائم الإبادة الجماعية». وقال: «إنني كمسلم وكعربي على ثقة بأن مجتمعنا يمكن أن يواجه اللوبيات الداعمة لإسرائيل، وإنه قادر على جعل الولاية عاملاً أساسياً في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للكونغرس الأميركي».
وكانت لجنة الانتخابات بميشيغن قد صوّتت في بدايات الشهر الجاري بأغلبية 4–0 ضد التصديق على ترشيح بيضون في السباق التمهيدي للديمقراطيين في أغسطس المقبل بحجة عدم تقيده بالقوانين الانتخابية التي تلزم المرشحين المحتملين بإدراج «عنوان شارع أو طريق ريفي» على عرائض جمع التواقيع، وهو ما أسفر عن استبعاده من لوائح الاقتراع الانتخابية رغم تقديمه أكثر من 24 ألف توقيع، في حين أن العدد المطلوب هو 15 ألفاً.
ورفضت محكمة الاستئناف في وقت لاحق التماساً تقدمت به حملة بيضون لاعتماد ترشيحه، ما أسفر عن استبعاده نهائياً من السباق التمهيدي للحزب الديمقراطي.
وخلال المؤتمر الذي تولت تقديمه الناشطة ألكسي زيدان، أكد كل من القس الإفريقي الأميركي كينيث فلاورز وإمام «دار الحكمة الإسلامية» بديربورن هايتس، الشيخ محمد علي إلهي، على أن هاربر يمثل الوحدة المجتمعية ويدعم القضايا المُستحقة لغالبية الأميركيين، كالتعليم الجيد والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، والعدالة المجتمعية.
ولفت فلاورز إلى أن هاربر يبذل قصارى جهوده من أجل التلاحم المجتمعي، مؤكداً بأن ديربورن هي «المكان المثالي لجلب جميع المجتمعات إلى بعضها البعض، بما فيها السود والبيض والعرب والمسلمون واللاتينيون واليهود والمسيحيون والبوذيون والهندوس»، وقال: «إنني أتشرف بأن أكون هنا اليوم لأعرب معكم عن دعمي لهاربر الذي يساند العدالة والمساواة، والذي سيعمل من أجل جميع سكان الولاية بلا تفرقة أو تمييز».
أما إلهي فقد أشار إلى تخاذل الكثير من المسؤولين الأميركيين تجاه الحرب في غزة، «التي تستهدف النساء والرجال والأطفال الأبرياء للشهر التاسع على التوالي»، وقال: «لهذا السبب فإننا نريد مزيداً من التنوع في الكونغرس، ومزيداً من القيادات والكفاءات في بلادنا لدعم العدالة في أميركا، من أجل نزاهة بلادنا ودستورنا وقيمنا وكرامتنا كأميركيين».
وأوضح إلهي بأن هاربر أثبت خلال مسيرته الشخصية والمجتمعية بأنه مدافع حقيقي عن الحق والعدالة وقضايا الناس، ولهذا فهو «يستحق دعمنا في انتخابات 6 أغسطس»، مهيباً بالناخبين التصويت بكثافة له ولأمثاله من المرشحين الذين يساندون القيم الأميركية ويعارضون الاحتلال (الإسرائيلي) وجرائم الإبادة وسياسات الفصل العنصري، وجميع الأنشطة المنتهكة للمبادئ والكرامة الإنسانية.
كذلك، ضم المؤتمر الصحفي، المرشح الديمقراطي لعضوية مجلس النواب الأميركي عن «الدائرة 11» في ميشيغن، أحمد غانم، الذي شدّد على أهمية دعم هاربر.
غانم الذي يسعى للإطاحة بالنائبة الحالية هايلي ستيفنز عن «الدائرة 11» الواقعة في مقاطعة أوكلاند، أوضح بأن كلاً من بيضون وهاربر «ليسوا سياسيين محترفين وإنما أفراد من الشعب يخوضون غمار السياسة لتعزيز القيم الأميركية ولاستعادة الديمقراطية للناس، من أمثالي وأمثالكم بغض النظر عن خلفياتنا».
وفي كلمة حماسية، رحّب هاربر بحرارة بدعم بيضون لحملته الانتخابية، مؤكداً بأنهما يتشاركان نفس الرؤى حول المساواة والشمولية، فضلاً عن تطلعهما المشترك إلى «خلق ميشيغن مزدهرة».
وندد هاربر بتداعيات الحرب في الأراضي المحتلة. قائلاً: «عندما نتحدث عن غزة، أريد التأكيد على أن تلك المنطقة هي بنفس حجم مدينة ديترويت: 148 ميلاً مربعاً، ولكم أن تتخيلوا الكثير من الأحياء، كهذه الأحياء التي ترونها هنا، وقد سويت بأكملها بالأرض».
ووصف هاربر دعم بيضون بـ«اللحظة التاريخية»، التي تربط بين مصائر وطموحات مختلف المجتمعات في ديربورن وديترويت، وفي عموم ميشيغن، وعديد الفعاليات العمالية والحقوقية والاستثمارية التي تتطلع إلى «التغيير الحقيقي في العاصمة واشنطن».
وحذّر هاربر من أن المؤسسات الحزبية العميقة لا ترغب برؤية مجتمعاتنا موحدة، وقال: «إنهم خائفون من توحد الأعداد الكبيرة من السود والعرب والمسلمين والمهاجرين والشباب وأصحاب الأعمال الصغيرة، لأنهم سيكونون في حال توحدهم قادرين على إحداث التغيير الذي لا يريدون رؤيته».
وأعاد هاربر التأكيد على عناوين حملته الانتخابية المتمثلة في «سماع صوت الناس، والالتزام بتحقيق تطلعاتهم في التعليم العام والرعاية الصحية والعدالة الاجتماعية ودعم الأعمال الصغيرة»، مضيفاً بأن حملته تسعى إلى «صناعة التاريخ» بجعله «أول سناتور إفريقي أميركي يمثل ميشيغن في تاريخ الولاية».
وختم هاربر كلمته بالقول: «أن أكون مدعوماً من قبل أول مرشح مسلم لتمثيل ميشيغن في الكونغرس، فهذا بحد ذاته يشكل قصة تستحق أن تروى».
وكان بيضون قد عبّر عن استيائه من أداء سلوتكين في مجلس النواب الأميركي وفي السباق الديمقراطي لمجلس الشيوخ، وقال في حديث مع صحيفة «ديترويت نيوز»: «أعتقد بأنها تمثل اليوم كل ما هو خاطئ في السياسة، فضلاً عن أنها ترفض المشاركة في المناظرات الانتخابية»، لافتاً إلى أنها تتصرف وكأن السباق الديمقراطي لمجلس الشيوخ الأميركي محسوم لصالحها سلفاً.
وتتقدم حملة سلوتكين بأشواط على حملتي هاربر وبيضون سواء من حيث دعم المؤسسات الرئيسية في التحالف الديمقراطي، مثل النقابات العمالية، أو من حيث الأموال المجموعة، حيث أعلنت الحملة هذا الربيع عن احتياطي نقدي يقدر 8.6 مليون دولار، فضلاً عن كون سلوتكين هي أول مرشحة، وكذلك المرشحة الوحيدة في السباق الديمقراطي التي تظهر بإعلانات تلفزيونية، بدءاً من أواخر الشهر الماضي.
وغمز بيضون من قناة النائبة اليهودية الأميركية التي «تتصرف وكأن النصر في حقيبتها»، قائلاً: «نحن هنا للتأكيد على أنها لا تمثلنا، وأشعر بأن هاربر سيخدم مجتمعنا وعموم المجتمعات الملونة بشكل أفضل في جميع أنحاء ميشيغن».
ولفت بيضون إلى دعم سلوتكين للمساعدات العسكرية لإسرائيل، وكذلك تصويتها لصالح مشروع قانون في مجلس النواب الأميركي –في وقت سابق من هذا الشهر– يقترح فرض عقوبات على أعضاء محكمة الجنايات الدولية التي تتهم مسؤولين إسرائيليين بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، حيث كانت سلوتكين من بين 42 نائباً ديمقراطياً في الكونغرس الأميركي دعموا مشروع القانون آنف الذكر.
وأفاد بيضون بأنه قد يترشح لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي مرة أخرى في انتخابات الكونغرس المقبلة، والتي من المرجح أن يخوضها بمواجهة السناتور الديمقراطي الحالي غاري بيترز.
Leave a Reply