بريانا غازروسكي – «صدى الوطن»
بعد نحو عام من حالة عدم اليقين حول شرعية محامي المدينة، أصدر رئيس بلدية ديربورن هايتس الجديد، بيل بزي، قراراً بتثبيت غاري ميوتكي في منصبه حتى كانون الثاني (يناير) المقبل، إلى جانب تسمية ريك واتلاند مديراً لقسم المباني في البلدية.
وكان رئيس البلدية الراحل، دان باليتكو، قد رشّح، في أيار (مايو) الماضي، ميوتكي للاحتفاظ بمنصب محامي البلدية، ولكن أغلبية أعضاء مجلس المدينة، بمن فيهم بزي نفسه، عارضوا الترشيح آنذاك، ما فجر جولة جديدة من الصراع بين الطرفين، حول شرعية بقاء ميوتكي في منصبه، مما جعل الأخير يستمر بعمله لأكثر من ستة شهور، دون تلقي أية أجور مقابل خدماته.
ونتيجة لذلك، عمد ميوتكي –لاحقاً– إلى تضمين أجوره المستحقة على البلدية، في دعوى رفعها باليتكو ضد رئيسة المجلس البلدي دينيز مالينوسكي ماكسويل وغالبية الأعضاء، في مايو 2020.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أدرجت ماكسويل مقترح تثبيت ميوتكي على جدول أعمال المجلس للتصويت عليه، فلم ينل تأييد سوى عضو واحد (بوب كونستان)، ما أدى في نهاية المطاف إلى رفض المقترح.
ورغم ذلك، ظل وضع ميوتكي القانوني غامضاً، مع إصرار باليتكو على أنه يشغل المنصب، فيما رفض غالبية الأعضاء ذلك.
وعندما قدّم بزي قراره تثبيت ميوتكي إلى المجلس البلدي للتصويت عليه، الأسبوع الماضي، أثار الأمر علامات استفهام واستغراب لدى الأعضاء حول أسباب تبدل موقف رئيس البلدية.
وقال العضو دايف عبد الله: «يجب أن نتحدث عن الفيل الذي في الغرفة» في إشارة إلى التغيير غير المفهوم في موقف بزي، مذكراً بأن المجلس ناقش –خلال الأشهر السابقة– ضرورة تعيين محام آخر غير ميوتكي لشغل المنصب.
وأفاد عبد الله في حديث مع «صدى الوطن»، بأنه لا توجد مشاكل بينه وبين ميوتكي، مستدركاً بالقول: «لكن سؤالي موجه إلى رئيس البلدية، لأقول له: ماذا وراء قرارك باستمرار ميوتكي في المنصب حتى نهاية العام الجاري؟ كما تعلم، أنا صريح جداً، أنت في السابق لم تكن مؤيداً لقرار تعيينه، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تؤيده الآن؟».
من جانبه، أكد بزي أنه اجتمع مع ميوتكي قبل قرار التعيين، وأنهما تناقشا حول المسائل العالقة، وقال إن ميوتكي –وعلى الرغم من عدم حصوله على أجره خلال الفترة السابقة– إلا أنه كان يتطوع بوقته محاولاً مساعدة البلدية.
وأضاف بزي الذي تم تعيينه رئيساً للبلدية إلى حين إجراء الانتخابات في نوفمبر القادم، أن «ميوتكي يعرف أمور البلدية جيداً.. ولقد كان مفيداً جداً، فهو يحاول تمثيل المدينة بشكل جيد، ونحن بحاجة إلى دفع مدينتنا إلى الأمام، وميوتكي على دراية كاملة بكل الأمور التي تحدث في البلدية».
وأكد بزي أن لقاءه بميوتكي «أزال جميع هواجسه»، وقال: «بعد يوم من تعييني لميوتكي، قابلته وتحدثنا عن الكثير من القضايا، وقد بدد اللقاء المخاوف التي لدي»، مؤكداً أنه تم حل جميع المشكلات، وأنَّه أطلع الأعضاء على ما استجد بينهما.
وفيما يتعلق بأجور ميوتكي المتأخرة، تمنى العضو زهير عبد الحق على ميوتكي أن يخفض أجوره المستحقة، بعشرة آلاف دولار، وقال: «أنا أعرف ميوتكي منذ سنوات، أحياناً كنا على خلاف، ولكن من أجل الإنصاف، فإنه لم يفعل أي شيء يضرّ بالمدينة بأي شكل من الأشكال».
واستفاض عبد الحق بالقول: «لقد نظرت في مستحقاته للأشهر الستة الماضية، إنه يطالبنا بدفع 61 ألف دولار، وإنني أود أن يقوم بحسم عشرة آلاف من المبلغ الكلي، وعندها سنكون ممتنين له للغاية».
وشدد ميوتكي على عدم إمكانية تخفيض مستحقاته، لافتاً إلى أن المبلغ «مخفض أصلاً»، وقال ميوتكي: «أكره أن أقول هذا، ولكن الصعوبة تكمن في أن فواتيري قد تم تخفيضها بالفعل، لا أحبذ اقتطاع عشرة آلاف إضافية منها».
وأشار إلى أن استمراره بالعمل لستة شهور بدون أن يتلقى أجوره هو «تضحية كبيرة»، وقال: «استمراري بالعمل دون مقابل، وبدون إضافة أية فوائد على التأخير، هو تضحية بكل معنى الكلمة».
وبلغ إجمالي أجور ميوتكي المستحقة خلال الشهور الستة، من تموز (يوليو) حتى كانون الأول (ديسمبر) الماضي، 75 ألف دولار.
مدير جديد لقسم المباني
وفي سياق آخر، أصدر بزي قراراً بتعيين المفتش الكهربائي في البلدية، ريك واتلاند مديراً لقسم المباني، معللاً قراره بخبرة الأخير ونزاهته المهنية.
وأعرب واتلاند عن حماسته وسعادته لشغل المنصب الجديد، وقال: «لقد عملت في مجال البناء طوال حياتي المهنية، بدأت كمقاول، وعملت في قسم المباني لمدة 27 عاماً»، مضيفاً: «خلال هذه الفترة، رأيت الكثير من الناس يأتون ويرحلون، رأيت ما يصلح وما لا يصلح، ولكنني سأكون أكثر تركيزاً على خدمة العملاء، والتعامل مع الجميع بنفس الطريقة».
وكان واتلاند يخطط للتقاعد، بسبب الخلافات التي عصفت بين المسؤولين البلديين خلال الفترة السابقة، لكنه قبل المنصب الجديد على أمل أن تصب التغييرات الجديدة في مصلحة المدينة، بحسب ما أفاد لـ«صدى الوطن»، مضيفاً: «لم أحب أبداً الاتجاه الذي كانت تسير فيه الأمور»، لافتاً إلى أنه التقى بزي للمرة الأولى عندما عرض عليه المنصب.
وتابع بالقول: «في البداية، ظننت أنني سأطرد من وظيفتي، ولكنني شعرت بالحماسة والسعادة عندما عرض علي المنصب الجديد، أحاول جعل الأمور تعمل بسلاسة.. لا أسرار في قسم المباني بعد اليوم».
من جانبه، قال بزي إن واتلاند يشكل رصيداً كبيراً لبلدية ديربورن هايتس، مضيفاً: «كان أداؤه مثالياً لناحية الخدمات، قيادته وسلوكياته مكسب حقيقي لقسم المباني، وللبلدية بشكل عام».
Leave a Reply