نيويورك – أكد مؤسس شركة “مايكروسوفت” العملاقة للبرمجيات، بيل غيتس، عدم وجود أدلة علمية تربط بين اللقاحات التي يحصل علىها الأطفال بكثرة اليوم وبين مرض “التوحد” الذي ينتشر بسرعة كبيرة لأسباب غامضة بين المواليد الجدد، واعتبر أن كافة المعلومات المتعلقة بوجود صلة من هذا النوع “كاذبة”.
وقال غيتس، في مقابلة مع “سي أن أن”، على خلفية إعلانه عن تبرعات ضخمة لتمويل حملات تلقيح في دول يعيش معظم سكانها حالات فقر مدقع، مثل باكستان وأفغانستان: “هناك تسعة ملايين طفل يموتون حول العالم سنوياً بسبب نقص اللقاحات، وأعتقد أننا قادرون على خفض هذا العدد بمقدار النصف خلال العقد الحالي، إذا قمنا بتحرك جدي”.
وذكر غيتس أن الدرس الأساسي الذي تعلمه العالم من مواجهة الجدري باللقاحات حتى القضاء عليه قبل سنوات هو إمكانية تعميم التجربة لتشمل أوبئة أخرى، وعلى رأسها -من وجهة نظره- شلل الأطفال.
وشرح قائلاً “يجب التخلص من هذا المرض الشرير، هذا ما تقوله أمهات الأطفال الذين تعرضوا للشلل اليوم، للأسف فإن العالم اكتفى بحصر مجموعة محددة من الأمراض وإعداد لقاحات لها لأن الأمر صعب للغاية، ولكن الدرس الذي تعلمناه من معجزة لقاح الجدري هو أن علينا نقل التجربة لأماكن أخرى”.
وعن الرابط المفترض بين اللقاحات والانتشار الغامض الأسباب لمرض التوحد بشكل غير مسبوق في الأعوام الماضية قال غيتس: “لقد ظهر هذا الأمر للمرة الأولى عام 1998، في تحقيق للدكتور أندرو ويكفيلد، نشره بصحيفة “لانست” ولكننا ندرك أنه استخدم بشكل لا يدع مكاناً للشك معلومات مضللة بالكامل”.
وتابع غيتس قائلاً: “لقد كان لدى ويكفيلد أجندة خاصة تتعلق بقضايا تنظر فيها المحاكم، لذلك قام بتقديم بحث مزيف حول الصلة بين اللقاحات والتوحد، وكل الدراسات التي جرت منذ ذلك الحين أثبتت عدم وجود هذه الصلة بأي شكل من الأشكال”.
واعتبر غيتس، الذي يعتبر أحد أغنى أغنياء العالم، وتمول مؤسسته الخيرية الكثير من حملات التلقيح الدولية: “هذه الكذبة حول اللقاحات أدت لموت آلاف الأطفال، لأن الأمهات اللواتي أنصتن لهذا الكذب امتنعن عن تلقيح أطفالهن، وقد ثبت ذلك بالأرقام في الولايات المتحدة وبريطانيا مثلا، وهؤلاء الأطفال كلهم اليوم أموات”.
ولفت غيتس إلى وجود أضرار غير منظورة للأمراض الوبائية، ومنها تضرر القدرات العقلية لدى الأطفال، وقال إن الدراسات تشير إلى تراجع معدلات الذكاء لدى الأطفال الذين يصابون بهذا النوع من الأمراض في قارة أفريقيا إلى ما دون 80 درجة بسبب عدم اكتمال تطور أدمغتهم نتيجة المعاناة مع المرض.
ويتهم الكثيرون غيتس ومؤسسته الخيرية باستخدام اللقاحات لنشر أمراض أخرى بغية “تخفيض عدد سكان العالم” وقد انتشرت على موقع “يوتيوب” ومواقع إلكترونية أخرى محاضرة لغيتس يقول فيها أن “مهما طورنا اللقاحات والرعاية الصحية لا يمكننا خفض عدد السكان بنسبة أكثر من ١٥ بالمئة”(!)، وذلك في معرض حديثه عن مكافحة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
Leave a Reply