المرشح المغمور لرئاسة بلدية ديربورن هذا العام، إدوارد بينكلي، لا يشكل منافسة حقيقية لجاك أورايلي في الإنتخابات المنتظرة في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لكنه يحاول تعويض عدم تكافؤ الفرص هذا بإضفاء طابع شخصي على «المعركة» الإنتخابية عله ينجح في كسب المزيد من أصوات المقترعين غير الراضين عن أداء أورايلي.
يعترف بينكلي، الذي يتحدر من طائفة الـ«آميش»، بافتقاره للخبرة في حقل السياسة التي يحتاجها هذا المنصب، إلا أن إهتمامه الصادق بمستقبل المدينة وطرحه برنامجا إنتخابياً جديراً بالإهتمام إلى جانبه، جعلا من ناخبي المدينة ينجذبون إليه بشكل كاف في الجولة التمهيدية التي جرت في آب (أغسطس) الماضي، ما أدى إلى إحتلاله المرتبة الثانية خلف أورايلي الذي تفوق على جميع منافسيه بأشواط بعيدة.
بينكلي عاش في ديربورن فترات متأرجحة طيلة 30 عاماً، قام خلالها بنشاطات اجتماعية بسيطة، مثل التطوع في مهرجانات إعادة تمثيل معارك الحرب الأهلية التي ينظمها متحف ديربورن التاريخي. ويقول بينكلي لـ«صدى الوطن» إنه شغل 250 وظيفة مختلفة في حياته من ضمنها جمع القمامة، وعامل تكديس البضائع في صيدلية «رايت أيد»، وموزع جرائد بالإضافة إلى عمله الحالي كموظف تكديس البضاعة (stockboy) في محطة وقود «بي <ـي» على شارع ميشيغن أفنيو في «داون تاون» غرب ديربورن.
ويتمنى بينكلي ألا يتعجل سكان ديربورن بالحكم عليه لافتقاره الخبرة السياسية إذ يشير الى أن الرئيس إبراهام لينكولن «تعلم كل شيء عندما كان في الحكم».
في برنامج بينكلي، هناك ما يستحق الإهتمام فعلاً. إذ يقول بينكلي إنه سوف يتبرع من راتبه السنوي (100 ألف دولار) عند انتخابه لصالح تمويل أربع مبادرات محددة، بينها واحدة تخص سكان شرق ديربورن وتعنى برفع مستوى الوعي العام لدى سكان المنطقة حول برامج مراقبة الأحياء السكنية والإنتباه إلى المخاطر المتعلقة بسلامتهم العامة في بيوتهم. أما المبادرة الثانية فتتضمن إقامة خط مواصلات عبر باص مجاني يؤمن نقل كبار السن والمعوّقين والطلاب إلى المكتبات والمحلات التجارية.
المبادرة الثالثة تتمحور حول إنشاء برنامج شبابي في ديربورن حيث يتمكن الأطفال من الحصول على مساعدات فدرالية وأخرى من الولاية، أما المبادرة الأخيرة فتتعلق بوضع 25 ألف دولار كل سنة على حدة حتى تجميع مبلغ كاف لتصليح نافورة مياه مكتبة «هنري فورد» العامة «التي كانت تستقطب سياحاً كثيرين في الماضي» بحسب بينكلي.
وينتقد المرشح بينكلي قرار أورايلي الأخير ببيع مبنى البلدية التاريخي إلى شركة «آرت سبايس»، والإنتقال الى مبنى جديد بفضل تبرعات شركة «سفرستال» للحديد. ويقول بينكلي إنه كان من الأجدى استخدام أموال المنحة لدفع مستحقات مبنيي مواقف السيارات في غرب ديربورن حتى يتسنى لسكان المنطقة إيقاف سياراتهم مجاناً مع الزوار. وأضاف «إن الشركات التجارية الصغيرة في غرب ديربورن تعاني من قضية المواقف، فأي مصلحة تجارية تفتح أبوابها في غرب ديربورن عليها أن تتحمل أعباء ارتفاع أسعار المحلات أو الإيجار إضافة الى مشكلة مواقف السيارات التي تؤثر على الحركة التجارية في المنطقة. «فأمام كل هذه المصاريف لن تتمكن الشركات الصغيرة من جني الأرباح خاصة إن لم تكن هناك أي حركة تجارية حقيقية».
ويتضمن برنامج بينكلي الإنتخابي إعطاء أولية لمكافحة معدلات الجريمة في ديربورن عبر إيجاد السبل لملء الفراغ الذي تركه مؤخراً تسريح ١٩ شرطياً من دائرة المدينة. وقال بينكلي إنه على ضباط الشرطة في ديربورن الذين يعملون في المكاتب عليهم أن يتجولوا في الأحياء ليلاً. ويعترف بينكلي بوجود عائق تواصل بين ضابط شرطة ديربورن والسكان العرب الأميركيين فيقول «أعتقد أن العرب الأميركيين ساهموا بشكل مكثف في تطور هذه المدينة وعلينا أن نتعلم الكثير من بعض. أنا مستعد لتعلم اللغة والثقافة وأن أطلب من كل ضابط شرطة أن يتعلم اللغة العربية إذ كيف يمكن لأي منهم أن يتفاهموا ويتفاعلوا مع سكان ثنائيي اللغة؟».
ويختم بينكلي أنه لم يضيع أي مال على حملته الإنتخابية ولم يطلب مالاً من السكان، بل أن مجموع ماصرفه حتى الآن على حملته هو 176 دولاراً وضع بنفسه 50 يافطة إعلانية من الكرتون المقوى والورق والخشب وهو يتفاعل مع الناخبين عبر طرق الأبواب من بيت لبيت وزيارة المطاعم المحلية والنوادي الليلية لكي يعرف عن نفسه. المرشح بينكلي يمكن التواصل معه عبر صفحته على موقع «فيسبوك» أو البريد الإلكتروني edbinkley1963@aol.com
Leave a Reply