بمناسبة رحيل العلّامة الجليل السيد عبد الصاحب الحكيم ،نجل العلامة السيد هاشم الحكيم (قد) والذي توفي ودفن في النجف الأشرف بتاريخ 2 حزيران، اُقيم مجلس فاتحة عن روحه الطاهرة في قاعة نادي بنت جبيل الثقافي الإجتماعي عصر الخميس 6 حزيران.. كما نُظّم احتفالٌ تأبيني بمناسبة مرور أسبوع على وفاته في قاعة المركز الإسلامي يوم السبت 8 حزيران. وتضمّن برنامجُ الإحتفالِ تلاوةَ آياتٍ من الذِكْرِ الحكيم رتّلَها الحاج أحمد حمدان، أعقبَهُ قراءة مجلس عزاء حسيني لفضيلة الشيخ قاسم بيضون. ثمّ كلمة لعريفِ الإحتفال الحاج كامل بزي تحدّث في بدايتها عن تأريخ فرع أسرة الفقيد في بنت جبيل مشيراً إلى ظروف قدوم الفقيه المرجع السيد مهدي الحكيم جدّ الراحل إليها سنة 1894م، وذلك عقبَ سنواتٍ من وفاة الفقيه المرجع الشيخ موسى شرارة. وقد توفي جده السيد مهدي بعد ولادة أبيه السيد هاشم الحكيم بثلاث سنوات، ودُفن (أي جده) في صحن جامعها الكبير. ثم تناول باختصار محطاتٍ من سيرة العلامة الفقيد بدءاً من ولادته في بنت جبيل سنة 1935م، فانتقاله إلى النجف الأشرف حوالي سنة 1954 م، متحدّثاً عن دراسته الدينية هناك حتى إكماله لدورات متعددة من المرحلة العليا المعروفة ببحث الخارج. وبعده ارتقى المنبر الحاج محمد طرفة، مؤسس نادي بنت جبيل، فأشار في معرض حديثه عن هجرة السيد الفقيد إلى النجف الأشرف طلباً للعلم الديني، إلى رؤيته للإمام المعصوم (ع) في المنام، والتي شكّلت حافزاً إضافياً له، حيث قال له (ع): “ستكون دماؤك في سبيل الله يا بُـني”.. وتفسير هذه الرؤيا من قبل السيد والده بلزوم تسخير نفسه لطلب العلم الديني، لأنّ مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء. كما تكلّم عن دماثة أخلاق العلامة الفقيد وتواضعه الكبير وورعه المميّز.. وسجّل انطباعاته عن لقائه به في النجف، ناقلاً عنه نصيحته للجالية بضرورة التعامل الأخلاقي المبني على الصدق والمحبة مع المواطنين غير المسلمين، من أجل تقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام ومبادئه السامية. وبعد ذلك ألقى الشاعر المعروف الحاج محمد فرحات قصيدة وجدانية مؤثّرة من وحي المناسبة، جاء فيها:
إنّما الموتُ في الأنامِ قضاءُ
بل مصير يسعى له الأحياءُ
شاءه الله للعدالة رمزاً
فلدى الموت كلّنا أكفاءُ
لكن الإختلاف بين الورى إن
أحسنوا في الحياة أو هم أساؤوا
فالشّقي الذي قضى العمر إثماً
والألى أحسنوا هم السّعداءُ
ثم تحدّث العلامة السيد حسن القزويني مرشد المركز الإسلامي عن العلامة الفقيد ووالده، وعن أسرته (آل الحكيم) وأبرز أعلامها وعلى رأسهم عمه المرجع الديني الأعلى في زمانه السيد محسن الحكيم قدس اللهُ سرَّه.. وأشار إلى اهتمام السيد الفقيد – في حدود استطاعته – بأحوال الأيتام والمحتاجين (خاصة عوائل أرحامه الشهداء، خلال فترة الحكم الصَـدّامي). وقد اختتم الحفلَ التأبيني الدكتور السيد حسين الحكيم، نجل شقيق الفقيد العلامة الخطيب السيد علي الحكيم، بكلمة رثاء شاكِراً باسم العائلة جميعَ المؤاسين بهذا المصابِ الجلل، كما عبّر فيها عن مدى الخسارة التي حلّت برحيل عمِّه الجليل، متوجّهاً بالشكر الجزيل إلى كل من شارك بالحضور في يوم الأسبوع وخلال الأيام الماضية أو اتصل معزّياً ومؤاسياً.
Leave a Reply