واشنطن - أثبت باحثون أميركيون للمرة الأولى بشكل مؤكد أن فـيروس زيكا يؤدي إلى صغر رأس الجنين، بحسب دراسة نشرت منتصف الشهر الجاري وتؤكد الشبهات المستمرة منذ أشهر.
وأعلن توم فريدمان مدير «المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي) أنه «بات واضحاً أن فـيروس زيكا يؤدي إلى صغر الرأس»، وذلك خلال عرضه لخلاصات الدراسة التي نشرت على موقع «نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسين».
وحالات صغر الرأس عبارة عن نمو غير مكتمل للدماغ والجمجمة لدى المواليد الجدد ولا يمكن الشفاء منه.
وأضاف فريدمان «هناك أمور كثيرة لا نزال نجهلها لكن لم يعد هناك شك فـي أن فـيروس زيكا هو من أسباب صغر الرأس».
وتابع أن الدراسة «تشكل منعطفاً فـي الوباء» الذي يضرب خصوصاً أميركا الجنوبية وتحديداً البرازيل، حيث أحصيت أكثر من 1.5 مليون حالة إصابة بالفـيروس، عدد كبير منها من الحوامل يرافقها تزايد كبير فـي حالات صغر الرأس التي تعتبر نادرة فـي الظروف العادية.
وأوضح فريدمان أن «التأكيد يستند على تحليل شامل لمعطيات عمليات قامت به المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها وخبراء آخرون فـي صحة الأم والجنين والأمراض المتناقلة عبر البعوض»، مشيراً إلى تواصل الأبحاث. وكانت إحدى الدراسات كشفت فـي مطلع آذار (مارس) أن الفـيروس يهاجم خلايا الدماغ البشرية ويدمرها خلال نموها وذلك عند زرعه فـي المختبر.
وشدد على أن الرابط بين زيكا وصغر الرأس لا سابق له فـي الطب. وقال «لم نشهد من قبل حالة تؤدي فـيها لسعة بعوض إلى تشوه خطير لدى الجنين».
قلق أميركي
أعرب مسؤولون بارزون بقطاع الصحة الاثنين الماضي عن قلق كبير إزاء التهديد الذي يمثله فـيروس زيكا للولايات المتحدة قائلين إن البعوضة التي تنقل الفـيروس موجودة حاليا فـي حوالي 30 مدينة أميركية وإن مئات الآلاف من حالات الإصابة قد تظهر فـي بورتوريكو.
قال رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية فـي الولايات المتحدة، أنتوني فوسي، إن البلاد قد تشهد تفشياً لفـيروس زيكا بين العشرات من المواطنين.
وتعمل الحكومة الأميركية على رصد 1.9 مليار دولار للمكافحة الطارئة للفـيروس. وقالت الطبيبة آن شوشات نائب مدير «سي دي سي» «مع دراستنا لهذا الفـيروس فإن الوضع مخيف بدرجة أكبر مما كنا نعتقد فـي بادىء الأمر».
وأضافت قائلة «بالتأكيد فاننا بينما نأمل بألا نرى إنتشارا للفـيروس على نطاق واسع فـي الولايات المتحدة إلا أننا نحتاج إلى أن تكون البلاد مستعدة».
ومن جانبه، قال فوسي إنه لا داعٍ لامتناع النساء الأميركيات عن الحمل خشية إصابة الأجنة بالفـيروس، «وحتى الآن لا يجب أن تقلق الولايات المتحدة إلى هذه الدرجة. ولا توجد لدينا أوبئة محلية».
وينتشر الفـيروس عن طريق بعوضة «الزاعجة المصرية» Aedes aegypti، التي تنتشر فـي المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وعثر عليها فـي جميع دول الأميركيتين باستثناء كندا وشيلي، نظرا لأن شدة البرودة بهما تحول دون بقائها على قيد الحياة.
ويمكن للبعوضة بعد امتصاص دم شخص مصاب، أن تنقل العدوى فيما إذا لسعت أي شخص آخر.
Leave a Reply