نشطاء فلسطينيون ويهود ضد الإستيطان يدعون إلى مقاطعته
شيكاغو – خاص «صدى الوطن»
تشتهر إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة بكونها «أرض العجائب» العمرانية ومحطة بارزة للسياح والمسافرين ورجال الأعمال الدوليين. غير أن هذه الميزة من الغنى والفخامة التي تتمتع بها الإمارة لم تمنع بعض الناشطين من الإحتشاد ضد قرار السلطات هناك بالسماح لرجل أعمال إسرائيلي وناشط فاعل في بناء المستوطنات بافتتاح متجر لتجارة الألماس في الإمارة. ويرى هؤلاء النشطاء أن هذا التاجر الإسرائيلي يساهم في تشريد الفلسطينيين. وهذا ما سوف يساهم به، بصورة ما، قرار الإمارة الذي من شأنه أن يزيد من ثروة هذا التاجر.
يدعى هذا التاجر الإسرائيلي «ليفي ليفف دايموندز»، وهو تاجر ألماس كبير ومنافس بارز لمجموعة «ديبير»، ويخطط لإفتتاح متجرين في دبي هذا العام.
ويتعرض ليفيف لحملة دولية متنامية من قبل ناشطين في مجال حقوق الإنسان لدوره المحوري في بناء المستوطنات الإسرائيلية وفي دعم حركة الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وسوف يتم إفتتاح أحد المتجرين في القسم الأكثر فخامة من مجمع أسواق برج دبي، الذي يصنف الأكبر في مجمعات الأسواق العالمية، والذي يقع تحت أطول ناطحات السحاب في العالم وهو برج دبي (برج العرب). وينتظر البدء في بناء هذا المتجر أواخر العام الحالي.
ونقلت صحيفة «غلوبز جورنال» الإسرائيلية التي تعنى بشؤون المال والأعمال أن ليفيف لم يخف أبدا أنشطته التجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويزعم ليفيف أيضاً أن هويته الإسرائيلية ليست سراً ولم تتسبب له بأية مشاكل في أعماله التجارية.
ودخل ليفيف المولود في أوزبكستان في ظل الحكم السوفياتي القديم في عالم تجارة الألماس بعد أن أدى خدمته كجندي في الجيش الإسرائيلي. ومنذ شروعه في دعم حركة الإستيطان، تسبب ليفيف بإيذاء أعدادٍ كبيرة من الفلسطينيين. وتقوم شركات البناء التي يمتلكها في تنفيذ بناء مستوطنة «زوفيم» على أرض فلسطينية في قرية جيّوس في الضفة الغربية. وقامت إحدى الشركات التي يموّلها ببناء المستوطنات الإسرائيلية المزروعة على أراضي قرية بلعين.
وتقوم الشركات المملوكة لليفيف بالترويج لخطة الإستيطان الإستراتيجية الإسرائيلية لعزل مدينة القدس عن سائر الضفة الغربية. وقامت هذه الشركات ببناء وحدات سكنية في «معالي أدوميم» و«هارحوما» في جبل أبوغنيم كجزء من سلسلة المستوطنات التي تفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية. ويقع جدار الفصل العنصري الى الشرق من جميع هذه المستوطنات بهدف واضح هو ضم الأرض التي تقع عليها نهائياً إلى إسرائيل. ويعرف عن ليفيف أنه من داعمي «صندوق تمويل إستعادة الأرض» وهو منظمة إستيطانية إسرائيلية تهدف إلى الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية لإقامة مستوطنات فوقها، خصوصاً أراضي قريتي «بلعين» و«جيوس».
وتنتهك المستوطنات الإسرائيلية بصورة مباشرة القانون الدولي الذي يمنع مصادرة الأراضي بالقوة وإستيطان الأرض المحتلة من قبل مواطني الدولة المحتلة، وبحسب شرعة الأمم المتحدة وتبعاً لجميع منظمات حقوق الإنسان والرأي الإستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر عام 2004 حول جدار الفصل العنصري، فإن جميع أنشطة الإستيطان على الأراضي الفلسطينية تعتبر غير قانونية.
ويقود حركة الإحتجاج ضده ليفيف ومشاريعه مجموعة من فلسطينيي قريتي «جيوس» و«بلعين» في الولايات المتحدة ودبي. ويدعو هؤلاء إلى مقاطعة مجوهرات ليفيف في الإمارة.
ويعترض إثنان من النشطاء الفلسطينيين الأكثر تضرراً في تلك المنطقة وهما عبد الله أبو رحمة وشريف عمر على أنشطة ليفيف «لأن شركاته تقوم بتدمير وجرف حقول الزيتون والمزارع التي تميزت بها القريتان لقرون». ويقوم نشطاء فلسطينيون ويهود في مدينة نيويورك بشن حملة ضد ليفيف منذ ستة أشهر وفي شهر كانون أول (ديسمبر) الماضي أطلقوا إحتجاجا أمام متجر ليفيف في نيويورك وقاموا بتنظيم ثماني تظاهرات حتى الآن.
وناشدت منظمة «يهود ضد الإستيطان – نيويورك» إمارة دبي «الإنضمام إلى الحملة الدولية المتنامية لمقاطعة شركات ليفي ليفيف». وأشارت المنظمة إلى العمليات التي يشرف عليها ليفيف في أنغولا وعلاقته المشبوهة مع نظام الحكم الإستبدادي في البلد الأفريقي. وينفي ليفيف التهم الموجهة إليه قائلاً إن تعاطيه تجارة الألماس في أنغولا يتم بصورة شرعية. وقام بعض الأنغوليين بإعادة الأموال التي تبرع بها ليفيف لمساعدة اليهود على مغادرة الإتحاد السوفياتي السابق إلى إسرائيل. وقال الناطق بإسم منظمة «عدالة نيويورك» عيسى أيوب إن «منتهكاً إسرائيليا كبيراً لحقوق الفلسطينيين يجب أن لا يُسمح له بافتتاح متاجر مجوهرات في دبي».
البعض في إمارة دبي يوافق داليا، وهي ناشطة في الإمارة تعمل على كشف أنشطة ليفيف عبر نشر الأخبار وتنظيم آخرين للمساعدة في هذه الجهود، قالت لـ«صدى الوطن»: «إنني أعمل مع عدد من الناس المهتمين هنا بهدف زيادة تنظيم الإحتجاج..» وتتهم داليا وسائل الإعلام في الإمارة بعدم التجاوب مع حملتها.
وتعتقد داليا أن العرب الأميركيين بإمكانهم القيام بدور أكبر في الحملة، وتقول «إن معظم الناس هنا أو في البلدان العربية الأخرى يؤمنون بأن العرب الأميركيين لا يبالون أو ليس لديهم أي إهتمام بالقضايا العربية».
وتعرف إمارة دبي بإنفتاحها الإقتصادي وبإزدهار التجارة وبفنادقها ومجمعات أسواقها الكبيرة والفخمة وبالنسبة لكثير من الفلسطينيين فإن أي علاقة تنشأ بينها وبين ليفيف سوف تعني شيئاً آخر: «سرقة أراضيهم».
Leave a Reply