تاريخ السينما العربية في قبوٍ بيروتي عتيق

بيروت ‭ -‬ فـي الطابق السفلي بحي سكني من منطقة الحمراء البيروتية الصاخبة، تتكدس مجموعة من الأوراق القديمة على مكتب عبّودي أبو جودة، والتي يتصرف معها كأنها حبه الحقيقي والأبدي.، فهذا الرجل الذي لاحظ عدم وجود أرشيف رسمي لملصقات الأفلام العربية، بدأ باستثمار وقته فـي ترتيب أرشيف رسمي يؤرخ للعصر الذهبي للسينما ويضم اليوم أكثر من عشرين ألف ملصق لأفلام عربية جمعها أبو جودة من لبنان والعراق ومصر والمغرب وسوريا.

وتبدو الملصقات التي رسمت أغلبها بالألوان الزاهية الفاقعة كالأصفر والأحمر والأزرق مع كتابات خط عربية لعناوين الأفلام وأسماء الممثلين وصور لفتيات شبه عاريات. وقد رسم المهاجرون الأرمن واليونانيون أغلب هذه الملصقات التي يصفها أبو جودة بـ«الكنز» فـي مصر. 

وكان اللبنانيون من بين أكبر هواة السينما فـي الشرق الأوسط خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، بفضل أسعار التذاكر الرخيصة وقلة توفر أجهزة التلفاز فـي المنازل، بحسب ما نقلت «سي أن أن» عن أبو جودة.